خامنئي و نجاد يدعوان الحريري إلى تعزيز علاقاته مع “نصر الله”

رئيس الوزراء اللبناني حض طهران على تحسين علاقاتها مع العالم العربي ويلتقي ساركوزي في باريس اليوم    
بيروت – “السياسة” والوكالات:
أحيا تماثل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للشفاء, الآمال مجددا في ضخ دم سعودي – سوري في جسم المريض Khameneii__Hariri_350_x_300
اللبناني, مع جرعات زائدة من التفاؤل باستئناف المسعى العربي, وإشعال النار مجدداً تحت طبخة التسوية التي تبدو في سباق مع الوقت, في ضوء الحديث المتكرر عن قرب صدور القرار الظني.
فهل تسبق التسوية القرار كما يشتهي ويحذر “حزب الله” ومعه “8 آذار” قبل فوات الاوان? أم تنطق المحكمة الدولية حكمها الاتهامي وبعده لكل حادث حديث ويُبحث في امكان التفاهم والتسويات, كما تتمنى الأكثرية ومعها المجتمع الدولي? الايام المقبلة كفيلة بالاجابة عن هذه التساؤلات.
وعليه, تبقى الساحة المحلية اسيرة التجاذب السياسي ويبقى الرهان معقوداً على تحصين الوحدة لتلافي تداعيات القرار المنتظر. وينتظر ان يسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري المتمسك بمعادلة السين ¯ السين, الى عقد لقاء بين رئيس الحكومة س¯عد الحريري بعد عودته من زيارتيه لايران وفرنسا والامين العام ل¯ “حزب الله” السيد حسن نصرالله.
في غضون ذلك, أنهى رئيس الحكومة سعد الحريري, أمس, زيارته الرسمية لطهران, التي انتقل منها الى باريس مباشرة, حيث من المقرر أن يستقبله اليوم الرئيس نيكولا ساركوزي الذي سيقيم مأدبة غداء على شرفه, ثم يغادر الحريري الى أنقرة للقاء عدد من المسؤولين الأتراك واستكمال المباحثات التي أجراها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في بيروت.
واختتم الحريري زيارته بلقاء المرشد الأعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي الذي وصف لبنان بالبلد “المهم وفي الخط الامامي لمواجهة الكيان الصهيوني”, وشدد “على ان “إيران لن تتوانى عن تقديم اي مساعدة ودعم ممكن لتطور لبنان واعماره”, وأن “لبنان يعتبر البلد العربي الوحيد الذي استطاع الحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني” مؤكدا أن “المقاومة هي العامل الوحيد الذي يعجز عن مقاومته الاعداء بسبب صمودها ولذا يجب معرفة قدرها”.
وأعرب خامنئي عن ارتياحه الى العلاقات “الطيبة القائمة بين الرئيس الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ومسؤولي المقاومة”, مؤكداً ضرورة أن “تشهد هذه العلاقات المزيد من التطور والقوة”, وجدد دعم ايران لوحدة لبنان واستقلاله.
واضاف خامنئي “طالما ان النظام الصهيوني قائم, فإن لبنان في حاجة الى المقاومة” المتمثلة بحزب الله, معتبراً أنه “لو كان بمقدوره, لكان النظام الصهيوني تقدم حتى بيروت وحتى الى طرابلس لتطويق سورية. ان المقاومة هي العنصر الوحيد الذي يقف بوجه النظام الصهيوني”.
ورد الحريري بالقول إن “أي انقسام في لبنان يخدم مصالح إسرائيل”, مشدداً على ضرورة “تعزيز الوحدة الوطنية” في لبنان.
وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وجه عند استقباله الحريري, مساء أول من امس, نداء الى الوحدة في لبنان, وقال “إذا كانت الحكومة والمقاومة في جبهة واحدة, فإن هذا البلد سيسلك بقوة طريق اعظمة والتطور ولن يتمكن النظام الصهيوني من الحاق اي اساءة به”.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي في ختام الزيارة, دعا الحريري إلى “تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين لبنان وايران” وأيضاً “بين ايران والعالم العربي”, مضيفاً ان “هذه الزيارة قدمت نتائج ايجابية. لقد عززنا علاقاتنا مع الجمهورية الاسلامية”.
وأكد ان “لبنان لن ينضم أبداً الى مجموعة دول للضغط على ايران وقد رفض على الدوام العقوبات والضغوطات, ولإيران الحق في التكنولوجيا النووية”.
وفي ختام الزيارة اصدر المكتب الاعلامي للحريري بياناً جاء فيه ان الجانبين وقعا خلال الزيارة تسع وثائق جديدة للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والعمل والشؤون الاجتماعية والثقافية.
وجاء في البيان “تدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الوحدة الوطنية والاستقرار في لبنان واستمراره, وتشدد على صيغة العيش المشترك كنموذج لديمقراطية الوفاق في البلد”, كما “تساند بشكل كامل الدولة اللبنانية والشعب اللبناني والمقاومة الوطنية والإسلامية اللبنانية في مواجهة العدو الصهيوني”.
و”تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ضرورة انسحاب الكيان الصهيوني من كافة المناطق المحتلة في لبنان, ومنها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر”.
واضاف البيان “يساند الجانبان تحقيق العدالة واكتشاف الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وعدم الاستغلال السياسي للمحكمة”.
من جانب اخر “يعرب الجانب اللبناني عن تقديره لدور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم تحقيق الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار في لبنان, ويعرب الجانبان عن دعمهما للمسعى السعودي-السوري المشترك في هذا المجال”.
وفي سياق متصل, وصف رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الموجود في دمشق زيارة الرئيس الحريري لايران بالموفقة, لكنه حذر من مخاطر القرار الظني والمحكمة الدولية, وقال إن هذه المحكمة “مشروع أميركي يهدف إلى ضرب الاستقرار في لبنان” إلا أنه أكد أن “الأطياف اللبنانية المختلفة هي قادرة على حل مشكلاتها بنفسها, ولا تحتاج لأحد من الخارج”.

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …