لو كان القرار بيد رضا خليلي لأمر على الفور بقصف بلده إيران لكي يوقف برنامجها النووي ويُسقط الجمهورية الإسلامية وملاليها.
ولأنه يعتقد أن الولايات المتحدة لن تفعل ذلك، يُعرب خليلي عن أمله أن تقوم إسرائيل بهذه المهمة قائلاً: أعتقد بقوة أننا نشهد الآن تكراراً
لما حدث عام 1938 عندما هرع العالم لاسترضاء ألمانيا الهتلرية بأمل تهدئة الوحش النازي الذي كان طيفه يلوح في الأفق. غير أن الاختلاف الآن هو أن عواقب ما سيحدث ستكون أسوأ بكثير مما حدث في الحرب العالمية الثانية. لقد حانت الفرصة للغرب في العام الماضي لإطاحة نظام طهران دون إطلاق رصاصة واحدة عندما شهدت البلاد انتفاضة جماهيرية. لكنني أعتقد بصدق الآن أن الحرب
باتت أمراً لابد منه سواء أردنا ذلك أم لا، ولهذا أعتقد أن علينا تحديد أبعادها، وهنا علينا توجيه السؤال التالي لأنفسنا: هل نريد مواجهة النظام الإيراني الآن أم عندما تُصبح لديه أسلحة نووية؟ ويضيف خليلي قائلاً: لاشك أن الرد على هذا السؤال سوف يشكل فارقاً كبيراً لملايين الناس الذي سيفقدون أرواحهم إذا اندلعت الحرب مع نظام يمتلك أسلحة نووية.
بالطبع، يمكن أن ننظر الى هذه الكلمات والتحذيرات بخفة لأنها صادرة عن رجل معارض بقوة لملالي طهران، ويتبنى آراء دوائر اليمين المحافظ في الولايات المتحدة. بل ربما نرى مثل هذه الكلمات مجرد تحريض على الحرب صادرة على رجل يهذي على نحو خطير.
لكن على الرغم من هذا تستحق هذه الكلمات الإصغاء لأنها صادرة عن عميل في الاستخبارات المركزية الأمريكية قام بمهمات تجسسية داخل جهاز الحرس الثوري الإيراني الذي يشكل عمود النظام الفقري.
من مقاتل إلى جاسوس
الحقيقة أن «رضا خليلي» ليس الاسم الحقيقي لهذا الرجل بل هو اسم مستعار اتخذه لنفسه لكي يحجب شخصيته لأسباب أمنية بعد أن أدار ظهره للحرس الثوري الذي كان يعمل به ليصبح فيما بعد عميلاً في وكالة الاستخبارات المركزية الـ«CIA».
ومن الطبيعي أن يصبح خليلي بعدئذ هدفاً لرجال الاستخبارات الإيرانية، وهذا ما يجعله يضع نظارات سوداء على عينيه ويرتدي قبعة وشعراً مستعاراً.
كما نشر خليلي في الآونة الأخيرة كتاباً تحت عنوان «وقت للخيانة.. حياة مزدوجة مدهشة لعميل الاستخبارات المركزية داخل حرس إيران الثوري» تحدث فيه حول قصة حياته ونشأته وكيف كان من المؤمنين بالخميني وثورته الإسلامية الى أن صحا من غفوته، على حد قوله، وتحول طوعياً للعمل كعميل في الاستخبارات الأمريكية.
يقول خليلي: لقد عملت في الحرس الثوري كمدرب كمبيوتر لأفراده، وتنقلت في مختلف مناطق إيران وزرت العديد من قواعده ثم جرى إرسالي الى دول الخليج والشرق الأقصى لكنني لم أسافر الى لبنان.
انعطاف
ويبدو أن نقطة الانعطاف الرئيسية في حياة خليلي جاءت في أعقاب زيارة قام بها الى سجن إيڤين بعد إلقاء القبض على أحد أصدقاء طفولته لانتمائه الى حركة «مجاهدو خلق» العلمانية.
يقول خليلي: لقد اعتقلوا صديقي بعد اتهامه بمعارضة النظام. والحقيقة أني شعرت بالهلع لمرآه بسبب اثار التعذيب التي كانت واضحة عليه. وكان هناك أيضاً نسوة يصرخن من الألم، ولقد بذلت كل ما في وسعي لإطلاق سراحه لكن جهودي انتهت الى لا شيء، وتم إعدامه. عندئذ قررت التخلي عن عملي في الحرس والتوجه الى الولايات المتحدة لمتابعة دراستي ومن ثم تطوعت للعمل في الاستخبارات الأمريكية.
ومن الملاحظ أن خليلي يحاول دوماً، سواء كان ذلك في كتبه أو خلال المحاضرات التي يلقيها الآن في الولايات المتحدة، أن ينقل رسالة واحدة للعالم هي: أن النظام الإيراني يشكل خطراً على سلام العالم. ولدى سؤاله هل هناك احتمال لأن تستخدم إيران السلاح النووي في حال امتلاكها له؟ يقول خليلي إن الغرب لا يفهم إيران جيداً.
فالمؤسسة الحاكمة في طهران اليوم تؤمن بقوة بـ«المهدية» أي بنهاية الزمن وتعتقد أن معظم مؤشرات عودة المسيح قد ظهرت، ولم يعد هناك منها سوى تدمير إسرائيل وشن هجوم على حقول النفط في منطقة الخليج والعواصم الأوروبية. ومن شأن هذا بالطبع إثارة فوضى عارمة وانهيار النظام الاقتصادي العالمي وعندئذ سيظهر الإمام المهدي المنتظر ليقضي على الكفار.
تعريب نبيل زلف