قال الناطق باسم القوات الأميركية في العراق العميد جيفري بيوكانن إن هذه القوات تدرس عدداً من الخيارات لاستكمال انسحابها. وأضاف في تصريحات إلى «الحياة» أن الجيش الأميركي يتطلع إلى ايجاد علاقة مع القوات العراقية بعد انسحابه عام 2011. وشدد على ان تنظيم «القاعدة» ما زال «يمثل خطراً، فيما تواصل ايران التأثير في الوضع الأمني بهدف احداث فوضى».
وتابع إن «القوات الاميركية بلغت الآن ادنى مستوى لها من النشاط العسكري في البلاد، بعد عمليات الانسحاب الكبيرة خلال الشهور الماضية»، مشيراً إلى أن «عديدها الآن حوالى 48 الف عسكري ينتظرون عمليات سحبهم». ولفت إلى أن «إغلاق وتسليم اكثر من 400 قاعدة عسكرية إلى الجانب العراقي، من اصل 505 قواعد شيدت في العراق منذ عام 2003 وما زال هناك 87 قاعدة بعضها مشترك وسيتم تسليمها إلى الجانب العراقي لاحقاً».
وشدد على أن «القوات الأميركية التزمت الاتفاق الأمني الموقع بين بغداد وواشنطن في 2008، إذ لم نكن احراراً في تنفيذ العمليات من دون وجود موافقة عراقية. ووجود مذكرات اعتقال قضائية او أوامر رسمية صادرة من الحكومة».
وعن الجداول المستقبلية لإنسحاب باقي القوات قال بيوكانن إن «القادة الاميركيين يدرسون حالياً عدداً من الخيارات لجدولة الإنسحاب مع التأكيد ضرورة إن يكون تدريجاً، ولا يؤثر في الإنجازات الأمنية المتحققة».
وأوضح أن «هناك ثلاث مهمات اساسية تقوم بها القوات الاميركية حالياً، اولها تعزيز خبرات القوات الامنية العراقية ومواصلة التدريب والتمرين على الخطط العسكرية، إضافة الى تقديم المشورة في مختلف التحديات التي يواجهها».
وأضاف إن «ثاني هذه المهمات هي مواصلة تنفيذ العمليات القتالية في البلاد بالتنسيق مع الجانب العراقي، وثالث المهمات هو حماية الديبلوماسيين الأميركيين والسفارة ووفود فرق الاعمار».
ولدى سؤاله عما كتبه اخيراً نائب الرئيس جوزيف بايدن من ان القوات الاميركية سيكون لها دور بعد عام 2011 اكد أن «الولايات المتحدة تعمل على إن تبقي العلاقة مع القوات الأمنية العراقية في بعض المجالات التي تحتاج فيها إلى دعم وتدريب اضافي».
وأوضح إن «جانب الدفاع الجوي والقوة البحرية يحتاجان إلى وقت وتدريب اضافيين»، وأن «واشنطن ستواصل دعم القوة الجوية العراقية من خلال التدريب وتنظيم المناورات، إضافة إلى دعم القوة البحرية التي ستاخذ زمام حماية المياة الاقليمية العام المقبل فيما ستظل القوات الأميركية البحرية مرابطة في المياة الدولية في الخليج».
وعن قوات الامن العراقية قال إن «عديدها قد ازداد في شكل ملحوظ خلال السنوات الماضية وهو الآن 660 الف عنصر، وتشكل قوات الشرطة 400 الف عنصر والجيش 200 الف يضاف اليها 60 الف تمثل القوة البحرية والجوية والشرطة الاتحادية».
وشدد على أن هذا العدد لا يمثل معياراً لتقدم القوات، مشيراً إلى إن «جوهر مهمة القوات الاميركية الآن هو تعزيز أدائها، وهناك تطور لافت في هذا المجال. لكن ما زالت هناك مشاكل في الجانب الاستخباراتي واللوجستي ينبغي معالجتها».
وعن تقويمه لتنظيم «القاعدة» في العراق، قال إنه «ما زال يمثل خطراً لإصراره على تنفيذ اهدافه واستحالة احتوائه في مشروع المصالحة الوطنية وبالتالي لا بد من مواجهته بقوة القانون والعدالة (…) وهو يسعى للقيام بعمليات نوعية لجلب الانتباه وضرب الانجازات الأمنية المتحققة».
وأشار إلى أن التنظيم اليوم «يعيش اصعب اوقاته اذ تمكنت القوات الأميركية والعراقية من فرض ضغوط على خلاياه وقتلت ما يزيد على أربعين قائداً اساسياً فيه، وتتدهور قدراته على تجنيد المسلحين من جهة والحصول على التمويل من جهة ثانية».
أما عن إيران، فأكد أنها «ما زالت تواصل التأثير في الوضع الأمني بخلق المزيد من الفوضى، من خلال ادواتها داخل البلاد وهي المليشيات المسلحة. لكن في شكل عام تضاءل هذا التأثير، عما كان عليه خلال السنوات الماضية».
وربط الناطق الاميركي تحقيق الاستقرار الأمني في البلاد بتشكيل الحكومة الجديدة في اسرع وقت «لتعكس إرادة العراقيين ولكي يشعر المواطن بأن هناك حكومة تمثل ارادته وتعزز الثقة بالنفس والامل».