يبدأ اليوم زيارة إلى طهران وسط مؤشرات على انسداد أفق معالجة الأزمة وتعويل على عودة الحرارة إلى الخط السعودي – السوري
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مودعا نظيره التركي رجب طيب أردوغان قبيل مغادرته بيروت ليل أول من أمس (دالاتي ونهرا)
بيروت – “السياسة” والوكالات:
في انتظار أن يتبلغ اللبنانيون في الأيام القليلة المقبلة نتائج الاتصالات التي تعهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اجراءها مع دول المنطقة, ولا سيما سورية, في اعقاب زيارته لبنان, عادت الساحة السياسية لتنغمس في ملفاتها الداخلية رغم علم أركان وقادة الصف الأول منهم والصف الثاني باستحالة تعديل أي من العناصر الكبيرة المؤثرة التي باتت تتحكم بالملف اللبناني من جوانبه المختلفة ولا سيما ما يتصل منها بالمحكمة الدولية وموعد صدور القرار الظني وشكله ومضمونه.
ومع التعويل على عودة الحرارة إلى خط الاتصالات السعودية – السورية, يبقى الأفق مسدوداً في انتظار القرار الظني الذي حددت معلومات صحافية, أمس, موعد صدوره في 2 ديسمبر المقبل لكن وزير العدل ابراهيم نجار ووزارة الخارجية سارعا إلى نفي ذلك.
وفي السياق نفسه, قال مصدر ديبلوماسي لبناني ل¯”وكالة الأنباء المركزية” ان موعد صدور القرار الاتهامي من مكتب المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان منوط بالأخير ولم تتبلغ به الخارجية اللبنانية لا من سفيرها في لاهاي ولا من اي جهة ديبلوماسية, الا ان التكهنات بمواعيد هي من الاجواء التي اشيعت في اروقة المحكمة والتمنيات في صدور القرار في ديسمبر المقبل ذلك بالتزامن مع تعديل نظام الاجراءات والاثبات لجهة المحاكمات الغيابية.
وأضاف المصدر ان مكتب الاعلام الخاص برئاسة المحكمة وقلمها والغرف لا يمكنه خرق النظام بالتواصل مع مكتب بلمار والتحدث باسمه, وذكر بالاحتمال الكبير في الابقاء على القرار الاتهامي سرياً وان المتهمين قد لا تعرف هوياتهم الا مع بدء المحاكمة.
وسط هذه الأجواء, يبدأ رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم زيارة إلى ايران تستمر يومين, حيث من المقرر أن يلتقي غداً الأحد الرئيس محمود أحمدي نجاد.
ويرافق الحريري وفد وزاري موسع يضم عدداً من الوزراء ويستثني وزير الخارجية علي الشامي.
وفي هذا الاطار, أشار مصدر مسؤول في الخارجية إلى ان هذا الاستبعاد لم يقرن بأي تفسير ولم يبلغ الوزير الشامي بأسبابه, علماً أن الأخير كان قد لبى دعوة رسمية الى ايران في اواخر أغسطس الماضي والتقى المسؤولين الايرانيين.
وعشية الزيارة, علق الحريري على ما يشاع بشأن اتهام القرار الظني عناصر من “حزب الله”, بالقول “نحن لم نتهم “حزب الله” في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في الأساس كي يكون هناك سؤال قائماً في هذا المجال”, وأضاف: “إن مسألة الشهود الزور تعالج في إطارها القانوني, أما ما يخص التسريبات حول القرار الاتهامي, فنحن قلنا بوضوح إنها لا تخدم العدالة”.
وأعرب في حديث مع وكالة الأنباء الايرانية الرسمية “إرنا” على تطلعه إلى علاقات مع إيران بين دولتين “تحترم كل منهما سيادة الدولة الأخرى ومصالحها”, مؤكداً أن “دور الجمهورية الإسلامية في المنطقة هو دور طبيعي ينطلق من الوزن التاريخي والسياسي والاقتصادي لدولة بهذا الحجم, ونحن نرى أن ما يجمع بين إيران والعرب من تاريخ وثقافة وجغرافيا ومصالح يحتم عليهم التواصل وإيجاد الأرضية المشتركة لمواجهة الأخطار التي تتربص بهما”.
وحذر الحريري من أن “ضرب الاستقرار في أي دولة من دول المنطقة هو بمثابة تهديد لمصالح العرب وإيران في آن معاً”, وقال: “من هذا المنطلق, فإني أرى أن إيران معنية بكل مسعى لتوفير مقومات الاستقرار في كل بلدان المنطقة, ومن ضمنها لبنان الذي ينظر بإيجابية تامة إلى مساعي القيادتين السعودية والسورية لتثبيت الاستقرار فيه, استكمالاً لنتائج الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد إلى بيروت في الصيف الماضي”.
وفي مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” نشرتها أمس, كشف الحريري انه أعرب لأحمدي نجاد, خلال زيارة الأخير إلى بيروت الشهر الماضي, عن رفضه أن يكون لبنان جزءاً من محور مؤكداً أنه جزء من الجامعة العربية.
وأوضح الحريري أنه قال للرئيس الإيراني “إننا لا نوافق على أن نكون جزءاً من محور. قلت له أنا أؤمن بأننا جزء من الجامعة العربية. مبادرة السلام العربية صنعت في بيروت. ونحن نؤمن بذلك”.
وفي الشأن اللبناني, أكد الحريري ان ما يحاول التركيز عليه في لبنان هو كيفية الحفاظ على هذا البلد وكيفية الحفاظ على وحدة اللبنانيين وهما مهمتان صعبتان للغاية, مشدداً على أنه يسعى إلى تحقيق العدالة لبلاده “فلا شيء يعيد لي والدي”.
ورداً على أن حزب الله يريد منه أن يقول إنه يرفض نتائج المحكمة الدولية, قال رئيس الوزراء ان “المحكمة الدولية شكلتها الأمم المتحدة بموجب القرار 1757, لا شيء أقوله أو أفعله سيغير شيئاً”, مضيفاً ان “ما يجب القيام به هو تهدئة النفوس وتهدئة الشوارع وتهدئة الخطابات والحديث عن كيفية عدم جعل الموضوع أكبر مما هو عليه. مع هذا الحوار يمكننا الخروج بما سوف يوحد اللبنانيين بدلاً من تقسيمهم. هذا هو توجهي”.
وأكد أنه لن يقول شيئاً إذا كان المسدس موجها إلى رأسه, وقال “أنا لا أعمل في ظل التهديدات”.
وسئل “تعتقد أن المحكمة لا تزال وسيلة مشروعة لمحاكمة قتلة والدك”, فأجاب الحريري “نعم”.
من جهتها, قالت أوساط حكومية مقربة من الحريري ل¯”السياسة” إن زيارة إيران في هذا التوقيت مثيرة للاهتمام, نظراً لدور هذا البلد البارز على الصعيدين الداخلي والإقليمي, حيث يمكن لطهران أن تقوم بجهود لحل الأزمة اللبنانية من خلال الضغط على حلفائها في لبنان, وبإمكانها أن تساعد كثيراً على تعزيز الاستقرار ودعم المؤسسات الدستورية وتقديم المساعدة اللازمة للجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية لبسط سلطة الدولة وحماية الاستقرار.
السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي أكد ان اللبنانيين سيلمسون أجواء وانعكاسات إيجابية لهذه الزيارة في خلال الأيام القليلة المقبلة, مؤكداً أن “إيران ليست مع فريق من اللبنانيين ضد فريق آخر إنما هي مع كل لبنان, و”تريد كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ولكن بأفضل الأساليب القانونية المعتمِدة على الإثباتات ومن دون تسييس”.
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مودعا نظيره التركي رجب طيب أردوغان قبيل مغادرته بيروت ليل أول من أمس (دالاتي ونهرا)
بيروت – “السياسة” والوكالات:
في انتظار أن يتبلغ اللبنانيون في الأيام القليلة المقبلة نتائج الاتصالات التي تعهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اجراءها مع دول المنطقة, ولا سيما سورية, في اعقاب زيارته لبنان, عادت الساحة السياسية لتنغمس في ملفاتها الداخلية رغم علم أركان وقادة الصف الأول منهم والصف الثاني باستحالة تعديل أي من العناصر الكبيرة المؤثرة التي باتت تتحكم بالملف اللبناني من جوانبه المختلفة ولا سيما ما يتصل منها بالمحكمة الدولية وموعد صدور القرار الظني وشكله ومضمونه.
ومع التعويل على عودة الحرارة إلى خط الاتصالات السعودية – السورية, يبقى الأفق مسدوداً في انتظار القرار الظني الذي حددت معلومات صحافية, أمس, موعد صدوره في 2 ديسمبر المقبل لكن وزير العدل ابراهيم نجار ووزارة الخارجية سارعا إلى نفي ذلك.
وفي السياق نفسه, قال مصدر ديبلوماسي لبناني ل¯”وكالة الأنباء المركزية” ان موعد صدور القرار الاتهامي من مكتب المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان منوط بالأخير ولم تتبلغ به الخارجية اللبنانية لا من سفيرها في لاهاي ولا من اي جهة ديبلوماسية, الا ان التكهنات بمواعيد هي من الاجواء التي اشيعت في اروقة المحكمة والتمنيات في صدور القرار في ديسمبر المقبل ذلك بالتزامن مع تعديل نظام الاجراءات والاثبات لجهة المحاكمات الغيابية.
وأضاف المصدر ان مكتب الاعلام الخاص برئاسة المحكمة وقلمها والغرف لا يمكنه خرق النظام بالتواصل مع مكتب بلمار والتحدث باسمه, وذكر بالاحتمال الكبير في الابقاء على القرار الاتهامي سرياً وان المتهمين قد لا تعرف هوياتهم الا مع بدء المحاكمة.
وسط هذه الأجواء, يبدأ رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم زيارة إلى ايران تستمر يومين, حيث من المقرر أن يلتقي غداً الأحد الرئيس محمود أحمدي نجاد.
ويرافق الحريري وفد وزاري موسع يضم عدداً من الوزراء ويستثني وزير الخارجية علي الشامي.
وفي هذا الاطار, أشار مصدر مسؤول في الخارجية إلى ان هذا الاستبعاد لم يقرن بأي تفسير ولم يبلغ الوزير الشامي بأسبابه, علماً أن الأخير كان قد لبى دعوة رسمية الى ايران في اواخر أغسطس الماضي والتقى المسؤولين الايرانيين.
وعشية الزيارة, علق الحريري على ما يشاع بشأن اتهام القرار الظني عناصر من “حزب الله”, بالقول “نحن لم نتهم “حزب الله” في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في الأساس كي يكون هناك سؤال قائماً في هذا المجال”, وأضاف: “إن مسألة الشهود الزور تعالج في إطارها القانوني, أما ما يخص التسريبات حول القرار الاتهامي, فنحن قلنا بوضوح إنها لا تخدم العدالة”.
وأعرب في حديث مع وكالة الأنباء الايرانية الرسمية “إرنا” على تطلعه إلى علاقات مع إيران بين دولتين “تحترم كل منهما سيادة الدولة الأخرى ومصالحها”, مؤكداً أن “دور الجمهورية الإسلامية في المنطقة هو دور طبيعي ينطلق من الوزن التاريخي والسياسي والاقتصادي لدولة بهذا الحجم, ونحن نرى أن ما يجمع بين إيران والعرب من تاريخ وثقافة وجغرافيا ومصالح يحتم عليهم التواصل وإيجاد الأرضية المشتركة لمواجهة الأخطار التي تتربص بهما”.
وحذر الحريري من أن “ضرب الاستقرار في أي دولة من دول المنطقة هو بمثابة تهديد لمصالح العرب وإيران في آن معاً”, وقال: “من هذا المنطلق, فإني أرى أن إيران معنية بكل مسعى لتوفير مقومات الاستقرار في كل بلدان المنطقة, ومن ضمنها لبنان الذي ينظر بإيجابية تامة إلى مساعي القيادتين السعودية والسورية لتثبيت الاستقرار فيه, استكمالاً لنتائج الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد إلى بيروت في الصيف الماضي”.
وفي مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” نشرتها أمس, كشف الحريري انه أعرب لأحمدي نجاد, خلال زيارة الأخير إلى بيروت الشهر الماضي, عن رفضه أن يكون لبنان جزءاً من محور مؤكداً أنه جزء من الجامعة العربية.
وأوضح الحريري أنه قال للرئيس الإيراني “إننا لا نوافق على أن نكون جزءاً من محور. قلت له أنا أؤمن بأننا جزء من الجامعة العربية. مبادرة السلام العربية صنعت في بيروت. ونحن نؤمن بذلك”.
وفي الشأن اللبناني, أكد الحريري ان ما يحاول التركيز عليه في لبنان هو كيفية الحفاظ على هذا البلد وكيفية الحفاظ على وحدة اللبنانيين وهما مهمتان صعبتان للغاية, مشدداً على أنه يسعى إلى تحقيق العدالة لبلاده “فلا شيء يعيد لي والدي”.
ورداً على أن حزب الله يريد منه أن يقول إنه يرفض نتائج المحكمة الدولية, قال رئيس الوزراء ان “المحكمة الدولية شكلتها الأمم المتحدة بموجب القرار 1757, لا شيء أقوله أو أفعله سيغير شيئاً”, مضيفاً ان “ما يجب القيام به هو تهدئة النفوس وتهدئة الشوارع وتهدئة الخطابات والحديث عن كيفية عدم جعل الموضوع أكبر مما هو عليه. مع هذا الحوار يمكننا الخروج بما سوف يوحد اللبنانيين بدلاً من تقسيمهم. هذا هو توجهي”.
وأكد أنه لن يقول شيئاً إذا كان المسدس موجها إلى رأسه, وقال “أنا لا أعمل في ظل التهديدات”.
وسئل “تعتقد أن المحكمة لا تزال وسيلة مشروعة لمحاكمة قتلة والدك”, فأجاب الحريري “نعم”.
من جهتها, قالت أوساط حكومية مقربة من الحريري ل¯”السياسة” إن زيارة إيران في هذا التوقيت مثيرة للاهتمام, نظراً لدور هذا البلد البارز على الصعيدين الداخلي والإقليمي, حيث يمكن لطهران أن تقوم بجهود لحل الأزمة اللبنانية من خلال الضغط على حلفائها في لبنان, وبإمكانها أن تساعد كثيراً على تعزيز الاستقرار ودعم المؤسسات الدستورية وتقديم المساعدة اللازمة للجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية لبسط سلطة الدولة وحماية الاستقرار.
السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي أكد ان اللبنانيين سيلمسون أجواء وانعكاسات إيجابية لهذه الزيارة في خلال الأيام القليلة المقبلة, مؤكداً أن “إيران ليست مع فريق من اللبنانيين ضد فريق آخر إنما هي مع كل لبنان, و”تريد كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ولكن بأفضل الأساليب القانونية المعتمِدة على الإثباتات ومن دون تسييس”.