قائد “الحرس الثوري” يقرر تصفية أغانجي خشية فضحه النشاطات السرية المشبوهة في افريقيا

غامبيا تقطع علاقاتها مع طهران وتطرد الرسميين الإيرانيين الموجودين على أراضيها    
“السياسة” – خاص:
بانجول (غامبيا) – وكالات:
كشفت مصادر خاصة لـ”السياسة”, أمس, أن قائد “الحرس الثوري” الإيراني محمد علي جعفري أمر بإعداد خطة لتصفية القيادي 12122
العسكري اللاجئ إلى سفارة الجمهورية الاسلامية في نيجيريا, على خلفية اكتشاف تورطه في شحنة الأسلحة المضبوطة, خشية كشفه مزيداً من نشاطات الحرس في افريقيا, وقيام مزيد من دول القارة السمراء بقطع علاقاتها مع طهران, على غرار غامبيا.
وأكدت مصادر مقربة من كوادر قيادية في “الحرس الثوري” لـ”السياسة”, أن جعفري وجه تأنيباً شديد اللهجة إلى قائد فيلق افريقيا في قوة القدس التابعة للحرس سيد علي أكبر طبطبائي, على خلفية الاخفاقات المتتالية للفيلق في الساحة الافريقية, بدءاً من اكتشاف الحاويات الثلاثة عشر المليئة بالسلاح في نيجيريا, مروراً باضطرار اثنين من كوادر الفيلق للجوء الى السفارة الايرانية في العاصمة النيجيرية أبوجا, وانتهاء باكتشاف السلطات النيجيرية يوم الجمعة الماضي محاولة تهريب 130 كيلوغرام من الهيرويين كانت مخبأة في حاوية ايرانية وصلت الى موانئ نيجيريا على أنها تنقل قطع غيار للسيارات.
وأعربت المصادر عن اعتقادها أن طبطبائي هو نفس كادر “الحرس الثوري” الذي كان يحمل جواز سفر باسم أكبر طه مسبي, ولجأ مع رفيقه الى السفارة الايرانية في نيجيريا, مشيرة الى ان طبطبائي نجح في الخروج من نيجيريا ضمن الوفد المرافق لوزير الخارجية منوشهر متكي الذي زار نيجيريا, منذ عشرة أيام تقريباً, خصيصاً لهذا الغرض.
وطبطبائي يعتبر المسؤول الأول عن نشاط “الحرس الثوري” في السودان, والذي يهدف إلى تحويل هذا البلد قاعدة للعمل العسكري والاستخباراتي الايراني, حتى لو كان الثمن استمرار عدم الاستقرار وجر السودان إلى حرب أهلية.
واضافت المصادر ان جعفري طلب من طبطبائي, البدء بالعمل على وجه السرعة, لتنفيذ خطة لاحتواء الضرر الهائل الذي لحق بالنشاط العسكري والاستخباراتي الذي تقوم به “قوة القدس” في افريقيا, وهدده بالإقالة وإحالته على المحكمة الثورية فيما إذا كشف الكادر الذي لجأ إلى السفارة الايرانية في أبوجا عظيم أغاجاني تفاصيل إضافية عن نشاط “قوة القدس” في افريقيا, مشيراً الى ان الضرر الذي لحق بالنشاط الايراني السري في القارة السمراء لا سابق له في تاريخ “الحرس الثوري”, الذي بدا من خلاله على انه تنظيم استخباراتي ساذج وغير مهني.
وفي هذا السياق, كشفت المصادر أن قائد “الحرس الثوري” طلب من طبطبائي إعداد خطة فورية للتخلص من اغاجاني في نيجيريا بغية الحيلولة دون التسبب بأضرار إضافية للجمهورية الإسلامية في القارة الإفريقية التي قد تصل إلى حد قيام عدد من الدول الإفريقية إلى قطع علاقاتها الديبلوماسية معها, فيما اذا تبين مدى التدخل الايراني في تقويض أنظمة هذه الدول, مشيرة الى ان هذه الخطة لن تنفذ الا بقرار مباشر من جعفري.
وقالت المصادر ان الاجواء السائدة في “الحرس الثوري” وفي “قوة القدس” تعبر عن الخشية من ان الكشف غير المسبوق لنشاطات الحرس في مجال تهريب الاسلحة والمخدرات, سيؤثر سلباً على مجمل النشاط السري للحرس في ارجاء العالم, في مجال “تصدير الثورة الإسلامية” ونشر التشيع وتقويض الأنظمة “غير الصديقة” لإيران, مشيرة الى ان القلق يساور كوادر الحرس من كشف البنية التحتية التي استطاع الحرس تثبيتها في دول غرب افريقيا المستندة على منظومات سرية ومتعاونين من مواطني هذه الدول ومن اللبنانيين الشيعة المقيمين فيها.
ورجحت المصادر ان يواجه “الحرس الثوري” صعوبات في إقرار الميزانية السنوية المخصصة لنشاطه خارج ايران والتي تقدر بخمسة مليارات دولار, فيما اذا لم يستطع قادة الحرس إقناع المرشد الأعلى علي خامنئي بقدرتهم على تجاوز الاخفاقات المتتالية, واعادة هيكلة الحرس بما في ذلك إقالة عدد كبير من كبار كوادره.
وكانت غامبيا, أعلنت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها, مساء أول من امس, أنها قطعت كل علاقاتها مع ايران وطلبت من الرسميين الايرانيين الموجودين على اراضيها مغادرة البلاد خلال 48 ساعة, من دون أن توضح الأسباب, رغم أن مصادر ديبلوماسية عزت الخطوة إلى شحنة الأسلحة والصواريخ الإيرانية التي ضبطتها السلطات النيجيرية, الشهر الماضي, وكانت متوجهة إلى غامبيا.
وقالت الوزارة ان “كل المشاريع والبرامج القائمة بالتعاون مع حكومة الجمهورية الاسلامية في ايران قد الغيت”, لكنها لم توضح سبب قطع العلاقات مع طهران التي تنفذ عددا من المشاريع في هذه الدولة الصغيرة غرب افريقيا.
واضافت “نتيجة لذلك, تطلب الحكومة الغامبية من جميع الرعايا الايرانيين الذين يمثلون مصالح حكومة ايران في غامبيا مغادرة البلاد خلال 48 ساعة اعتباراً من تاريخ تبليغ الحكومة الايرانية بالامر”.

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …