أوروبا تشدد على «صدقية» استفتاءي الجنوب

إثيوبيا تحذر من «سيناريوهات مروعة» في السودان

الاتحاد، وكالات

حذر رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي من عواقب “مروعة” بالنسبة لافريقيا إذا عاد السودان إلى الحرب بعد استفتاء حاسم على Sud_Sudan
استقلال جنوب السودان. وقال ملس الذي يستضيف محادثات أزمة سودانية في اديس ابابا “مثل جميع سيناريوهات يوم القيامة فإن (العودة للحرب) مروعة بدرجة لا يمكن توقعها.. هذا سبب يفرض علينا فعل كل شيء في استطاعتنا لمنعها من الحدوث لان البديل سيكون بالغ التدمير ليس للسودان أو للقرن الافريقي فحسب بل للقارة بأكملها”.

وقال ملس إن الحرب الشاملة “محتملة وليست حتمية”. وأضاف أن الحالة السودانية أكثر تعقيدا من حالة اثيوبيا واريتريا اللتين وقع خلاف بين زعيميهما لاحقا وخاضا حربا بسبب صراع على الحدود قتل فيها 80 ألف شخص. وقال “لا يوجد قدر كبير من الثقة بين الجانبين في السودان مثلما كان بيننا وبين الحكومة الاريترية. من المرجح أن يكون الأمر أكثر صعوبة وتعقيدا”. وقال ملس الذي يعتبره الجانبان وسيطا نزيها إن اثيوبيا تتمنى أن تظل قريبة من الشمال والجنوب حتى إذا أنشئت دولة جديدة. واستطرد قائلا “لدينا علاقات ممتازة مع الجانبين الآن ولا يوجد ما يبرر عدم قدرتنا على الحفاظ على هذه العلاقات لفترة طويلة في المستقبل.. وبالطبع إذا لم يحدث سيناريو يوم القيامة”

على صعيد آخر شدد الاتحاد الأوروبي على أن يتصف الاستفتاءان المقرران في يناير في جنوب السودان ومنطقة أبيي بـ”الصدقية” وأعرب عن أمله في أن يجريا في “مناخ سلمي”.

وأورد بيان أصدره وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في بروكسل “يكرر الاتحاد الأوروبي وجوب أن يتصف الاستفتاءان بالصدقية وأن يجريا في مناخ سلمي وأن تعكس نتائجهما إرادة السكان ويحترمهما الجميع”. وأكد الوزراء أن الاتحاد الأوروبي نشر في المنطقة بعثة للمراقبة الانتخابية “لتأكيد دعمه لتطبيق اتفاق السلام الشامل وإرساء مناخ من الثقة بعملية الاستفتاء”، علماً بأن هذه العملية تشمل أيضا مرحلة تسجيل الأسماء على القوائم الانتخابية. ودعا الوزراء الأوروبيون كل الأطراف إلى “الامتناع عن أي عمل أحادي الجانب” قبل الاستفتاء وخلاله وبعده. وذكروا أيضا أن “السلام في السودان لن يكون كاملا من دون تسوية دائمة للوضع في دارفور”. ويشهد جنوب السودان ومنطقة أبيي الغنية بالنفط في التاسع من يناير استفتاءين قد يؤديان إلى تقسيم السودان، اكبر بلد في افريقيا. وهذان الاستفتاءان يشكلان بندا رئيسيا في اتفاق السلام الشامل الذي وقع العام 2005 ووضع حدا لحرب أهلية بين شمال السودان وجنوبه استمرت عقدين.

إلى ذلك ، شهدت مكاتب التسجيل في جنوب السودان إقبالا شديدا استعدادا للمشاركة في الاستفتاء الذي يمكن أن يؤدي إلى ولادة دولة جديدة عاصمتها جوبا.

من جهة أخرى، أكدت التقارير أن إقبال الجنوبيين الذين يقيمون في الشمال على مراكز التسجيل الـ165 هناك كان ضعيفا. وكشفت جولة قامت بها صحيفة “الصحافة” المستقلة الواسعة الانتشار على 10 ولايات شمالية، عن أن عدد المسجلين للمشاركة في الاستفتاء من الجنوبيين لم يتجاوز الـ13113 ناخبا خلال أسبوع. وطبقا للصحيفة، شهدت ولاية النيل الأبيض أعلى معدلات التسجيل في الولايات العشر حيث بلغ العدد 2902 ناخب، بينما جاءت الولاية الشمالية في المرتبة الأخيرة من حيث التسجيل وبلغ عدد الجنوبيين الذين سجلوا أسماءهم 37 ناخبا فقط من جملة 3537 مستهدفا. وبلغ الذين تم تسجيلهم خلال الأيام السبعة الأولى في ولاية القضارف 1335 ناخبا من جملة 6700 مواطن جنوبي، وفي جنوب كردفان بلغ عدد الجنوبيين المستهدفين بالتسجيل 28 ألفاً وأن الذين قاموا بتسجيل أسمائهم بلغ عددهم 2783 ناخبا من خلال 17 مركزا. ويقدر عدد الجنوبيين الذين يحق لهم المشاركة في الاستفتاء بنحو خمسة ملايين في السودان وفي الشتات. وهناك 2794 مركز تسجيل داخل السودان، منها 2629 في الجنوب، وستبقى مفتوحة حتى الأول من ديسمبر.

جريدة الاتحاد

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …