دبي- سعود الزاهد
نشر بياناً باسم الأركان العامة للنازية الإيرانية
سمحت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية، رسمياً، لموقع نازي معادي للعرب واليهود بممارسة نشاطه على الشبكة الالكترونية
العنكبوتية، بينما تحجب ما يقارب خمسة ملايين موقع سياسي وإجتماعي وثقافي وديني وإباحي. وقامت المجموعة التي تطلق على نفسها
مسمى “مركز الدراسات النازية الإيرانية” مؤخرا بإطلاق إسم “مركز الدراسات التاريخية حول الحرب العالمية الثانية والنازية” على موقعها الجديد بعد أن كانت السلطات الإيرانية حجبت نشاطاته في وقت سابق. وأثار هذا الإجراء حفيظة أوساط سياسية إيرانية قريبة من السلطات ومنافسة للرئيس الإيراني مثل موقع “تابناك” القريب من أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الجنرال محسن رضائي. وأشار موقع تابناك إلى أن “هذا الموقع (النازي) ينشط تحت مظلة قوانين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبالتحديد تحت إشراف مجموعة وسائل الإعلام الرقمية التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامية”. من ناحية أخرى، إتهم موقع “روز” القريب من الإصلاحيين، معاون وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني محمد علي رامين بالنزعة النازية مشيرا، إلى أنه كان يتعاون خلال إقامته في أوروبا أثناء دراساته الجامعية مع النازيين الجدد، وهو أمين عام مؤسسة إيرانية تدعى “الرابطة الدولية للمحرقة”.
“روح هتلر معنا”
ويرى الكاتب الصحافي الإيراني محمد رضا يزدان بناه أن السيد رامين يلعب دوراً محورياً في بلورة أفكار الرئيس الإيراني النافية للمحرقة اليهودية.
ويضيف “أقدمت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي على السماح لموقع رابطة الدراسات النازية بالنشاط وذلك في الوقت الذي ينضم 300 متصحف إلى هذه المجموعة كأعضاء ناشطين وتلقى الموقع المذكور خلال فترة قصيرة ما يزيد على 3200 رسالة إلكترونية مؤيدة”.
ومن خلال المراجعة للموقع يتضح للمتصفح وجود غرف متخصصة، منها غرفة للدردشة باسم “الرايخ الثالث”، وهو مسمى كان يطلق على ألمانيا في فترة حكم حزب العمال الاشتراكي القومي المعروف بالحزب النازي بقيادة هتلر وغرفة “الحرب العالمية الثانية” للدردشة، وصفحة “عقائد ومبادئ النازية” وصفحة “مناقشة شخصية وأفكار وأقوال الزعيم آدولف هتلر”.
وفي الوقت الذي يزعم الموقع النازي أن رسالته تتلخص في “فضح الأخبار والإشاعات التي يبثها عملاء الصهيونية العالمية بشأن الحرب العالمية الثانية”، حسب تعبيره ويأخذ من الأفلام ووسائل الإعلام الأمريكية مثالاً يؤكد أن مهمته تتلخص في فضح ما وصفه بـ”كذبة المحرقة التي تستغلها الصهيونية”.
بيان “الأركان العامة للنازية الإيرانية”
ونشر الموقع بياناً نسبه إلى “الأركان العامة للنازية الإيرانية” جاء فيه “بعون الله وروح الزعيم آدولف هتلر التي ستكون معنا على الدوام، نحن نعتبر أنفسنا جنود النازية”.
وفي قسم آخر من البيان تم الإشارة إلى حجب الموقع سابقاً من قبل السلطات بتهمة الإهانة إلى الاقليات الدينية، مضيفاً أنه تبين لاحقاً عدم وجود أي نقاشات دينية أو سياسية على الموقع، ووعد القائمين عليه بتقديم شكوى قضائية بهذا الخصوص ودعا إلى الابتعاد عن استخدام كلمة “اليهود” واستبدالها بالصهاينة.
وتساءل موقع “تابناك” المحافظ عن الأسباب التي دفعت حكومة محمود أحمدي نجاد إلى السماح لإعادة نشاط رابطة النازية الإيرانية، داعياً المسؤولين الى تقديم إيضاحات وافية بهذا الخصوص.
معاداة العرب هي الأشد
وفي مقابلة مع “العربية.نت”، قال الناشط العربي الإيراني كوثر آل علي إن معادة العرب هي الأشد في إيران وذلك بالرغم من وجود المواطنين العرب الإيرانيين والجوار العربي، فالأمر يعود برمته إلى استفحال النزعة القومية الفارسية خلال القرنين الماضيين والتي بلغت أوجها مع حكم رضا شاه بهلوي 1926 -1941 واستمر خلال حكم نجله محمد رضا شاه حتى خلال الحكم الإسلامي. ويضيف “نرى اليوم أوساطاً في الجمهورية الإسلامية تحاول بأسلوب ماكيافيلي استغلال هذه النزعة التي تم ترسيخها من خلال النخب العنصرية في السابق بشتى الوسائل”.
ورداً على سؤال مفاده: كيف يمكن إفساح المجال لمثل هذه الأفكار للانتشار في الوقت الذي كان آية الله الخميني الذي يعتبر مؤسس النظام يعارض الفكر القومي فقال آل علي: “تأتي هذه الأمور في ظل ضعف المد الديني وفقدان القاعدة الشعبية، حيث بلغ الأمر درجة نرى فيها حتى بعض الشيوعيين الفرس يتشدقون بالقومية الفارسية، من قبيل حشمت رئيسي الذي كان من أبرز النشطاء العماليين في إيران ولكن يتحدث اليوم بنزعة قومية فارسية في بلد يتكون من مختلف الأعراق والقوميات والمذاهب بما فيهم العرب.
واستشهد المتحدث بتعامل الحكومة الإيرانية مع زعيم حزب “بان ايرانيست” الدكتور بزشك بور الذي كان حزبه يعارض نظام الشاه لموافقته على الاستفتاء الذي نظم في البحرين عشية الاستقلال، مضيفاً أنه عاش في ظل نظام الجمهورية الإسلامية دون أن يتعرض له أحد، مؤكداً أن السماح لمجموعة النازيين الجدد يشكل أكثر خطراً على العرب من اليهود. فهيتلر كان ينظر إلى العرب أيضاً بنظرة دونية لأنهم من العرق السامي.
يُذكر أن هذه المجموعة التي تربطها بالحركات العنصرية المتمثلة في النازيين الجدد في أوروبا، نزعتها الفكرية في معاداة الأعراق غير الآرية كالعرب واليهود. بينما النازيون الجدد لا يسمح لهم بممارسة أنشطتهم السياسية في أغلبية بلدان العالم.
وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، التي ابتعلت أرواح الملايين من الأبرياء وأدت إلى هزيمة الجيش الألماني بقيادة أدولف هتلر، فرض الكثير من بلدان العالم الحضر على أي نشطة للنازيين والفاشيين الذين يعتقدون بأفضلية العنصر الآري على سائر الأعراق البشرية، وإلى جانب ذلك تنشط الحركات المناهضة للعنصرية في العالم ضد حاملي هذه الافكار التمييزية.
وتحاول بعض هذه الحركات المناهضة للعنصرية، لاسيما في الغرب ربط تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المشككة في صحة الرواية المعتمدة بخصوص المحرقة النازية بالمجموعات التي تتبنى الفكر اللاسامي. في حين تؤكد السلطات الإيرانية أنها تعارض تهويل المحرقة وتحويلها إلى مبرر إسرائيلي لاحتلال الأراضي الفلسطينية، وأنها لا تعادي اليهود بتاتاً وتستشهد بوجود ممثل لهم في البرلمان والسماح لكنائسهم ومدارسهم بالنشاط في إيران.