قمة لشبونة تناقش «الدرع الصاروخية» ولن تشير إلى إيران تحديدا

واشنطن: مينا العريبي
تركيا ما زالت تثير تساؤلات و«الناتو» يستعد للإعلان عن رؤيته الاستراتيجية للعقد المقبل وجدولة نقل السلطات الأمنية للأفغانAP_iran_missile_480_380_x_241

يشهد حلف شمال الأطلسي (الناتو) مرحلة انتقالية مهمة مع الإعداد لـ«المفهوم الاستراتيجي»، الوثيقة التي ستحدد مستقبل الحلف

وأولوياته للعقد المقبل. ويتوجه قادة الدول الأعضاء في «الناتو» إلى لشبونة للمشاركة في قمة «الناتو» يومي غد والسبت. وهناك 3 محاور أساسية لقمة «الناتو» هذا العام، المحور الأول المصادقة على «المفهوم الاستراتيجي» الذي تم الإعداد له خلال العام الماضي، أما المحور الثاني فهو بحث مستقبل الحرب في أفغانستان وجدولة نقل السلطات الأمنية للأفغان بحلول عام 2014، استعدادا لسحب

القوات الأجنبية من البلاد. وسيكون المحور الثالث للقمة تحسين العلاقات بين الحلف وروسيا، إذ سيجتمع «مجلس الناتو – روسيا» للمرة الأولى منذ حرب جورجيا عام 2008. وستكون هذه هي المرة الأولى أيضا التي يشارك فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في اجتماع «مجلس الناتو – روسيا» الذي يعتبر البيت الأبيض أنه يشكل محطة مهمة في «إعادة إطلاق» العلاقات الروسية – الأميركية. وبينما سيكون اجتماع «الناتو» عصر غد مخصصا لبحث «المفهوم الاستراتيجي» وتحديد التحديات التي تواجه الحلف، سيخصص يوم السبت لبحث الأوضاع في أفغانستان. وقال السفير الأميركي لدى «الناتو» ايفو دالدار في اتصال مع مجموعة من الصحافيين في واشنطن إن «اليوم الأول من قمة الناتو هو لتنشيط الناتو للقرن الـ21 ولضمان رؤية جديدة لهذا التحالف وحصوله على قدرات جديدة وتنظيم جديد من أجل معالجة بيئة أمنية مختلفة جدا، بيئة معقدة جدا مقارنة مع البيئة الأمنية التي واجهناها

خلال الحرب الباردة أو بعدها». وسيكون الاتفاق على نظام الدرع الصاروخية أمرا جوهريا في تحديد «المفهوم الاستراتيجي» وكيفية حماية دول الحلف من «تهديد الصواريخ البالستية». وتسعى واشنطن إلى التوصل إلى اتفاق حول «نظام الدرع الصاروخية» يوم غد إلا أن دولا مثل تركيا ما زالت تثير تساؤلات حول هذا البرنامج الذي سيعتمد على قدرات الدول المعنية واستضافتها للنظام العسكري. بينما

أكد مسؤولون في الإدارة الأميركية أنه لن يتم تحديد دولة معينة، أي إيران، في وثيقة المفهوم الاستراتيجي، إلا أنهم أقروا أن إيران هي من بين الدول التي تعتبر واشنطن أنها تشكل تهديدا ولديها صواريخ بالستية يجب الوقاية منها. وقال دالدار: «سيكون قرار الدفاع الصاروخي من القضايا الأساسية التي تواجه رؤساء الدول والحكومات؛ هل سنحمي القرن الـ21 من الصواريخ البالستية المتجهة باتجاه أراضي دول الناتو أم لا؟». ولكن توقع دالدار أن يوافق رؤساء الدول والحكومات على هذا النظام، موضحا: «نتوقع أن يجاوب قادة الحلف على هذا السؤال بإيجابية». ويتوجه أوباما مساء اليوم إلى لشبونة للمشاركة في قمة «الناتو» في رحلة يعول البيت الأبيض عليها لتحديد اتجاه الحرب في أفغانستان، والإعداد لسحب القوات الأميركية من أفغانستان على المدى البعيد بالإضافة إلى إرسال رسالة التزام للأفغان من الحلف. وقال نائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية بين رودز إن واشنطن تعتبر أن قمة لشبونة ستشهد «جهودنا لتنشيط التحالف لمواجهة تحديات القرن الـ21.. وجهودنا لصف أسلوبنا في أفغانستان مع حلفائنا في الناتو في هذه المرحلة المهمة في الحرب في أفغانستان». وكان إعلان كندا، أول من أمس، بأنها ستلتزم بموعد سحب قواتها من أفغانستان العام المقبل مع إرسال 950 جنديا من أجل تدريب القوات الأفغانية. وتعتبر الإدارة الأميركية أن النموذج الكندي هو النموذج الذي يجب اتباعه في الاستعداد لسحب القوات القتالية وإبقاء كوادر تدعم القوات الأفغانية وتبني قابلياتها.

ومن المرتقب أن يلقي الرئيس الأفغاني حميد كرزاي خطابا أمام اجتماع «الناتو» الذي دعيت إليه الدول الـ48 المشاركة في قوات «إيساف» وليس فقط الدول الـ28 الأعضاء في «الناتو». ويأتي ذلك ضمن جهود «الناتو» للتوصل إلى توافق بين جميع الدول المشاركة في القوات الأجنبية حول أجندة لنقل السلطات الأمنية إلى الأفغان بحلول 2014، وهو الموعد الذي حدده كرزاي عند انتخابه مجددا للرئاسة، ولكن مع الاتفاق على أجندة لدعم القوات الأفغانية بعد عام 2014 من خلال برامج تدريب ودعم لوجستي. ولفت مسؤولون أميركيون إلى أن هذه العملية ستكون مشابهة للعملية التي اتبعتها الولايات المتحدة في العراق، مع نقل السلطات الأمنية إلى العراقيين وسحب أكثر من 100 ألف جندي تدريجيا مع إبقاء آليات لدعم القوات العراقية. واعتبر المساعد الخاص للرئيس في أفغانستان وباكستان الجنرال دوغ لوت أن «قمة لشبونة محطة استراتيجية للمهمة القائمة في أفغانستان»، موضحا أنها ستشهد «الإعلان حول بداية الانتقال المسؤول إلى القيادة الأفغانية.. وإعلانا آخر متعلقا بالالتزام البعيد الأمد الدائم من الناتو لأمن أفغانستان وخاصة تطوير قواتها الأمنية». وبعد الانتهاء من اجتماع «الناتو» الموسع حول أفغانستان، ينتقل قادة الحلف إلى اجتماع «مجلس الناتو – روسيا» مع الرئيس الروسي. ومن المرتقب أن تشهد القمة إعادة تنشيط المجلس وبحث سبل التعاون مع روسيا، وخاصة في الحرب في أفغانستان. وسيوقع المجلس اتفاقا جديدا لنقل المعدات إلى أفغانستان عبر الأراضي الروسية، بالإضافة إلى تأسيس صندوق جديد لتمويل تصليح طائرات سلاح الجو الأفغاني إذ إن غالبيتها روسية. يذكر أن الإدارة الأميركية تواجه إحراجا أمام روسيا مع تعطيل الجمهوريين في مجلس الشيوخ المصادقة على معاهدة «ستارت» للحد من انتشار الأسلحة النووية. وكان السيناتور الجمهوري النافذ جون كيل قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي سعيه لمنع التصويت على المصادقة على المعاهدة هذا العام. ويذكر أن المصادقة على المعاهدة تحتاج إلى 67 صوتا، مما يعني الحاجة إلى أصوات من السيناتورات الجمهوريين. واجتمعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون صباح أمس بالسيناتور الديمقراطي جون كيري والسيناتور الجمهوري ريتشارد لوغر، وكلاهما عبرا عن تأييدهما للمعاهدة، للتشاور حول كيفية دفع مجلس الشيوخ للتصويت على المعاهدة هذا العام بعد مرور 11 شهرا منذ نفاذ اتفاقية «ستارت» السابقة. ومن جهة أخرى، لفت رودز إلى أن زيارة أوباما إلى أوروبا، وهي الثامنة منذ توليه الرئاسة، «فرصة مهمة للرئيس أن يؤكد على التزامنا لتحالفاتنا الأساسية في العالم». ويشارك أوباما في القمة الأميركية – الأوروبية عصر السبت في لشبونة أيضا بعد الانتهاء من قمة «الناتو».

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …