إلى أين تتجه الصراعات داخل النخبة الحاكمة في ايران؟

صوفيا – محمد خلف:
خامنئي يسعى لتوريث نجله الأصغر مجبتى
عندما وصل المرشد الاعلى خامنئي الى مدينة قم دعا منافسيه الى الانصياع لارادة القيادة العليا والى «التضامن مع سلطات الدولة Khamenie_Sepa_ledership
الثلاث» محذرا من «معارضة نجاد»، واصفا الاحتجاجات الواسعة بأنها «لا تخدم مصالح البلد ومستقبل الدولة».
وكان خامنئي قام بجولة داخلية مطولة في قم من اجل حشد رجال الدين وراء النظام الذي يواجه تحديات جدية داخلية بسبب تواصل حركة المعارضة ولوبواتر اقل، وخارجية ناجمة عن العقوبات الدولية التي بدات تعطي ثمارها وتضغط بقوة على النظام وتشدد من عزلته وتفاقم ازمته الاقتصادية والاجتماعية.
ويرى مراقبون ان هذه الرحلة تؤكد مخاوف حكام ايران من تزعزع سلطتهم التي اصبحت مهددة من قبل رجال الدين المعارضين والنفوذ المتنامي للقوات الامنية في اعقاب اسوأ اضطرابات شهدتها البلاد منذ الثورة الاسلامية العام 1979.
واشار تقريرلمعهد «بروكينغز» الى «ان توتر العلاقة بين خامنئي وكبار علماء قم لم يعد خافيا» موضحا «ان هؤلاء ليسوا بالاشخاص الهينين الذين يمكن تجاهلهم، فهم ركن قوي في وحدة النظام».

انتقادات قم

وفي الوقت الذي يسعى خامنئي الى مواجهة رجال الدين الذين شككوا في شرعية النظام وانتقدوا اساليب الخط المتشدد في السيطرة على مفاصل الدولة، فأنه يواجه خطر الفشل في وقف الانتقادات الصادرة من قم.
وتشهد ايران خلافات حادة داخل تيار المحافظين بين شقيه المتشدد الذي يمثله نجاد ومن يدعمه من الحرس الثوري والشخصيات المفصلية في النظام وبين المحافظين المعتدلين، ويشيرتقرير «بروكينغز» الى «ان الحرس الثوري تحول الى دولة داخل الدولة» موضحا «يوجد تنافس كبير على السلطة، وهو ما يثير قلق رجال الدين».
وكان المحلل السياسي في جريدة «كيهان» المحافظة مهدي محمدي قال «في ايران اليوم حركة جديدة تريد ان تبدو اكثر ثورية من المرشد الاعلى»، هذا في وقت قال مراقبون «ان سلطة ونفوذ نجاد وجناحه المتشدد تجاوزت اليوم بمراحل السلطة التي كان رفسنجاني يمتلكها عندما كان رئيسا».
تعزز نفوذ وسيطرة نجاد دفع المحافظين المعتدلين الى اطلاق جبهة موحدة لمواجهته وتياره المتشدد تضم رئيس البرلمان على لاريجاني واحمد توكلي وقائد الحرس الثوري السابق محسن رضائي.
وتعمل هذه الجبهة لاضعاف الدعم الذي يتلقاه نجاد من المرشد الاعلى عبر اقناع الاخير بأن سياسة الرئيس ونهجه الصدامي يهدد استقرار الجمهورية الاسلامية ويعرضها الى الخطر، وكذلك الى اضعاف نجاد نفسه وتياره في محاولة لمنع هذا الخط السياسي من الاستمرار».

المحافظون المعتدلون

ويقول المحافظون المعتدلون ان تحركهم هذا يأتي ردا على جهود التيار المتشدد لعزلهم من المفاصل الاساسية في الدولة والاستئثار الكامل بالسلطة.ويقوم هؤلاء الآن بمهاجمة اجندة الرئيس الاقتصادية والطريقة التي يدير بها اقتصاد الدولة وانتشار الفساد المالي في مؤسسات الحكومة.
وفي خضم الصراعات العميقة بين تيارات مختلفة داخل السلطة ومؤسساتها الامنية ومواقف متناقضة داخل المرجعيات الدينية، ذكرت مواقع الكترونية ايرانية «ان خامنئي البالغ من العمر 71 عاما ربما حاول في جولته تمهيد الطريق لابنه المتشدد مجبتي لوراثته في موقع المرشد الاعلى» منبهة الى ان «الابن الاصغر لخامنئي يعتبر القائد الروحي الفعلي لقوات «الباسيج» شبه العسكرية التي اطلقها النظام لسحق التظاهرات الاحتجاجية ضد تزوير الانتخابات العام الماضي».
ويرى بعض المحللين ان خامنئي ربما يريد اختبار مدى دعم رجال الدين لابنه مجبتي قبل طرح ترشيحه، ويقول الخبير في الشؤون الايرانية في جامعة ستراير في فيرجينيا رسول نفيسي «ستكون تلك فرصة لمحاولة الفوز بالدعم لمجبتي» مشيرا الى «ان المرشد الاعلى يعمل من اجل تهيئة الاجواء لابنه، ولا يستطيع ذلك من دون التفاهم مع علماء قم».

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …