تهديم قصر الشيخ خزعل

yousef_azizi-1

بقلم يوسف عزيزي – نشرت وسائل الاعلام الايرانية خبرا يوم امس لا يمكن وصفه الا بانه جريمة ترتكب بحق الشعب العربي في عربستان، وهي تهديم قصر الشيخ خزعل بن جابر.

ويقع القصر على ضفاف شط العرب في منطقة الفيلية الواقعة بين مدينتي المحمرة (خورمشهر) الايرانية والبصرة العراقية.

وذكرت مؤسسة التراث الثقافي الايراني ان الحرس الثوري الايراني هو الذي قام بهدم هذا القصر المقام بمساحة 788 متراً مربعاً على ضفاف شط العرب في عام 1917.

والشيخ خزعل بن جابر هو آخر حاكم عربي لولاية عربستان وكان يتمتع في عهده الشعب العربي الاهوازي بحكم ذاتي واسع يماثل ما يتمتع به حاليا الشعب الكردي في كردستان العراق.

واضافت المؤسسة انها رفعت شكوى ضد قوات الحرس الثوري الايراني من دون ان تذكر اسمها خوفا من هذه القوات التي اخذت تهمين على كل شؤون البلاد الاقتصادية والسياسية والامنية في ايران. كما منعت هذه القوات المسؤولين في مدينة المحمرة من ابداء رأيهم لوسائل الاعلام بشان تهديم هذا المعلم التاريخي.

 

وسبق ان قمنا كنشطاء سياسيين ومثقفين بتسجيل القصر كمعلم تاريخي في قائمة التراث الوطني الايراني في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي عندما كان الاصلاحيون يديرون الحكومة ويتماشون مع بعض طلبات الشعوب الايرانية بما فيها الشعب العري الاهوازي. والتسجيل تم برقم 2845 في العام 2000.

لكن صدمنا اليوم عندما سمعنا ان جرافات الغدر والحقد الشوفيني الفارسي قامت بهدم هذا القصر الذي زرته في عام 2001 وكتبت عنه في صحيفة الزمان انذاك، وهو يباهي في عمارته وعظمته، اقساماً من قصور برسبوليس الفارسية.

لكن لماذا قامت المؤسسة العسكرية بتدمير هذا القصر التاريخي المهم الذي يشكل تراثا ليس لعرب الاهواز فحسب، بل ولكل الشعوب الايرانية؟.

اولا القصر يقع على ضفاف شط العرب مقابل منطقة ابوالخصيب التابعة لمدينة البصرة ويتمتع بموقع استراتيجي عسكري مهم.

ثانيا ان العسكريين الثملين من الهيمنة شبه المطلقة على السلطة في ايران والذين لا يعيرون اهمية للتاريخ والعلم، يستطيعون ان يتاجروا بالاراضي التابعة للقصر.

ثالثا ان العقلية الشوفينية المعادية للعرب في المؤسسة العسكرية الايرانية ترى في وجود هذا القصر تأكيدا لهوية تاريخية للعرب الاهوازيين الذين يصارعون ضد عملية التفريس اللغوي والثقافي ومصادرة اراضيهم الزرعية وذلك من اجل البقاء على ارض آبائهم واجدادهم.

ويقوم المتشددون المهيمنون على السلطة في ايران بشتى الاعمال اللاانسانية من اجل اجتثاث العرب الاهوازيين والقضاء على هويتهم العربية وذلك بالرغم من تضحياتهم الجسيمة التي تكبدوها خلال الحرب العراقية – الايرانية (1980 – 1988).

 

وقد سبق ان دمر المسؤولون في اقليم الاهواز قصرا للشيخ عبد الحميد بن الشيخ خزعل في مدينة الاهواز في العام 1991 وحولوه الى موقف للحافلات التابعة لبلدية المدينة.

وما زال الشعب العربي الاهوازي، بالرغم من الاوضاع الاقتصادية المتردية والفقر المدقع الذي يعيش فيه وعمليات تجفيف انهار اقليم الاهواز التي تعد من اغزر الانهار في ايران ورغم عمليات القمع والتفريس، يتمسك بارضه وتراثه الثقافي والتاريخي لكنه يتوقع من المثقفين في الدول العربية (كما في ايران) ان ينجدوه في صراعه من اجل البقاء.

نقلا عن جريدة الزمان

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …