نيو أورلينز (الولايات المتحدة) – أ ف ب
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد 7-11-2010 لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أن توجيه تهديد عسكري “ذا صدقية”
لإيران يمكن أن يضمن عدم حيازتها أسلحة نووية، على ما أفاد مسؤول إسرائيلي كبير. وفي ملبورن رفض وزير الدفاع الأمريكي روبرت
غيتس هذه الدعوة معتبرا أن المقاربة السياسية – الاقتصادية التي تعتمدها الولايات المتحدة في هذه المرحلة تترك أثرًا على إيران. والتقى نتنياهو بايدن في نيو اورلينز (جنوب) بعيد وصوله إلى المدينة لحضور الجمعية السنوية التي تعقدها أهم المنظمات اليهودية الأمريكية. وبحسب المسؤول الكبير الذي طلب عدم كشف اسمه، فإن نتنياهو قال لبايدن “الوسيلة الوحيدة لضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية
هي من خلال توجيه تهديد ذي صدقية بالقيام بتحرك عسكري ضدها إذا لم توقف سعيها لحيازة قنبلة نووية”. وشددت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حتى الآن على أنها تفضل اعتماد نهج يقوم على فرض عقوبات مشددة والقيام بمساع دبلوماسية للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني، بدون أن تستبعد في المقابل الخيار العسكري ضد الجمهورية الإسلامية. وجاءت محادثات نتنياهو وبايدن فيما تستعد القوى
الست الكبرى لاستئناف مفاوضاتها مع إيران حول الملف النووي. فقد طلبت إيران الأحد أن يتم استئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنة، في تركيا التي تعتبرها طهران حليفتها في هذا الملف. ويشتبه الغرب بأن طهران تسعى لحيازة أسلحة نووية تحت ستار برنامجها النووي المدني، الأمر الذي تنفيه طهران. كما يأتي ذلك في أعقاب الهزيمة التي واجهها الديموقراطيون في انتخابات منتصف الولاية في الولايات
المتحدة والتي أضعفت موقع أوباما إزاء الجمهوريين الذين فازوا بالغالبية في مجلس النواب وأضعفوا غالبية الديموقراطيين في مجلس الشيوخ. واعتمد السناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي غراهام لهجة مشددة إزاء إيران السبت خلال مؤتمر أمني في اوتاوا حين قال إن الجمهوريين يريدون تحركا “جريئا” حول إيران. وقال مارك ريغيف المتحدث باسم نتانياهو إن رئيس الوزراء عبر عن تأييده لمواصلة فرض عقوبات على إيران، لكنه أشار إلى ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط على هذا البلد. ونقل ريغيف عن نتنياهو قوله لبايدن إن “العقوبات مهمة، إنها تزيد الضغط على إيران، لكن لم يسجل حتى الآن أي تغيير في سلوك إيران ومن الضروري تشديد الضغوط الدولية عليها”. وفي ملبورن، أعلن وزير الدفاع الأمريكي الاثنين أن الولايات المتحدة ترفض الدعوة الإسرائيلية إلى توجيه تهديد عسكري “ذي صدقية” إلى إيران لضمان عدم حيازتها أسلحة نووية. وقال غيتس للصحافيين “أعلم أنهم قلقون إزاء العقوبات، لكن العقوبات تترك أثرا أكبر مما كان متوقعا لها ونحن نعمل بجهد في هذه المسألة”. وأضاف “بالتالي، لست موافقا على أن التهديد العسكري له صدقية، ولن يقنع إيران بالقيام بالخطوات المطلوبة منها لوضع حد لبرنامجها للأسلحة النووية”. وتابع “إننا على استعداد للقيام بكل ما هو ضروري، لكننا في الوقت الحاضر ما زلنا نعتقد أن النهج الاقتصادي والسياسي الذي نتبعه يؤثر على إيران”. والعقوبات تمنع خصوصاً الاستثمارات في مجالات النفط والغاز والبتروكيميائيات في إيران كما تستهدف المصارف وشركات التأمين والتعاملات المالية والشحن فيما تؤكد إيران أنها لا تترك أثرا عليها. لكن طهران أبدت الأحد استعدادها لاستئناف المفاوضات في تركيا بدلا من فيينا كما كانت اقترحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. والمحادثات التي تشمل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين) إلى جانب ألمانيا متوقفة منذ تشرين الأول/اكتوبر 2009 إثر رفض إيران عرضا بمبادلة وقود نووي. وأفادت صحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي أن إدارة أوباما وحلفاءها الأوروبيين يحضّرون لتقديم عرض جديد لإيران.