الرباط – عادل الزبيري
في خطاب رسمي بمناسبة تحرير الأقاليم الجنوبية من الاستعمار
دعا العاهل المغربي محمد السادس، المجموعة الدولية إلى أن تحدد بشكل واضح وصريح المسؤولين عن عرقلة المسار التفاوضي حول
نزاع الصحراء، المصرين على الجمود والتعنت والانقسام بدل الدينامية والحوار والوئام، موضحاً في خطاب رسمي، السبت 6-11-2010، أنه بقدر ما تميز موقف الرباط بالوضوح وانتهاج الحوار والتحلي بالواقعية تمادى، من وصفهم الملك محمد السادس، خصوم وحدة المغرب الترابية في التملص من مسؤولياتهم وفي مناوراتهم المعادية للدينامية الخلاقة التي أطلقتها مبادرة الرباط لمنح منطقة المحافظات الصحراوية جنوبي البلاد الحكم الذاتي.
وفي خطاب بمناسبة مرور 35 على المسيرة الخضراء التي مكنت المغرب من استرجاع كامل سيادته، في سبعينيات القرن الماضي على المنطقة الجنوبية التي ظلت تحت الاستعمار الإسباني، أوضح الملك محمد السادس أن الرباط تستنكر الترويج الكاذب لوجود ما يسمى بالمناطق “الخاضعة للمراقبة” شرق الخط الدفاعي، الذي يعرف الجميع طبيعته السلمية والغاية الحكيمة من ورائه، ومشددا في نفس السياق على أن المغرب يمارس كامل سيادته على ترابه في التزام بمسؤولياته القانونية الدولية دون أي غموض أو التباس، ومؤكدا على أن السلطات المغربية لن تسمح بأي خرق أو تعديل أو تشكيك في مغربية هذه المناطق أو أي محاولات استفزازية لفرض الأمر الواقع أو تغيير الوضع القائم.
وبخصوص مبادرة الحكم الذاتي، اعتبر العاهل المغربي أنها حققت تحولا حاسما بتجاوزها مرحلة الإجماع الوطني داخل المغرب إلى حصولها على الدعم الأممي والدولي، لتصبح محط تجاوب واسع وشعلة أمل في قلب مخيمات تندوف، محدثة قطيعة مع المقاربات التي أكدت الأمم المتحدة عدم قابليتها للتطبيق، ومطلقة مسارا إيجابيا وواقعيا للتفاوض الأممي.
وبيّن العاهل المغربي، في خطاب بثه التلفزيون المغربي، عشية السبت، الالتزام بالشرعية الوطنية والدولية، مع مواصلة التعاون الصادق مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومبعوثه الشخصي، كريستوفر روس، المكلف بملف الصحراء، لإيجاد حل سياسي ونهائي لنزاع الصحراء الإقليمي، الذي وصفه الملك محمد السادس، بالمفتعل، وذلك على أساس الحكم الذاتي، معبرا عن رفضه للاستغلال المقيت لما ينعم به المغرب من حريات، لمحاولة النيل من وحدته الترابية، ومؤكدا أن الرباط لن تسمح لأي كان بعرقلة المسيرة الديمقراطية.
المغرب لن يتخلى عن سكان مخيمات تندوف
وفي نفس الخطاب، الذي لم تتجاوز مدته 10 دقائق، وألقاه الملك محمد السادس، من مدينة ميدلت في وسط المغرب، شدد على أن الرباط لن تتخلى عن رعايا المغرب في مخيمات تندوف وأينما كانوا، موضحا أن السلطات المغربية لن تدخر جهدا لتمكينهم من حقوقهم الأساسية في حرية التعبير والتنقل والعودة إلى وطنهم الأم المغرب. وعلق الملك محمد السادس أن زمن التملص من المسؤولية قد ولى، وأن ساعة الحقيقة قد دقت، لتكشف للمجتمع الدولي ما يتعرض له الصحراويون في تندوف من قمع وترهيب وإهانة وتعذيب، وذلك في خرق سافر لأبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني.
وفي حديثه عن الوضع داخل مخيمات تندوف داخل البوليساريو، اعتبر الملك محمد السادس أن المواطنين الصحراويين لا يتوقفون في التعبير عن معارضتهم الشجاعة والمتصاعدة للقهر والاستبداد، وهو ما تجسده، رغم كل قيود الحصار الخانق، عودتهم المكثفة إلى المغرب في تجاوب تلقائي مع مبادرة الحكم الذاتي، ومشروع الجهوية المتقدمة.
ولفت العاهل المغربي انتباه المجموعة الدولية والهيئات الحقوقية، إلى أنه من غير المقبول ولا من الإنصاف، التعامل باللامبالاة أو المحاباة مع استمرار هذا الوضع الغريب قانونيا والمأساوي إنسانيا والمرفوض سياسيا، داعيا في الوقت نفسه المجموعة الدولية لتحمل مسؤوليتها بوضع حد لتمادي الجزائر في خرق المواثيق الدولية الإنسانية، ضمن حالة شاذة لا مثيل لها، ولاسيما برفضها السماح للمفوضية العليا للاجئين بإحصاء سكان المخيمات وحمايتهم.