موسكو تلتزم الصمت حيال إهانات الرئيس الإيراني.
اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد روسيا بأنها «باعت» بلاده للولايات المتحدة بإلغائها تسليم صواريخ «إس – 300». وقال نجاد
في كلمة بثها التلفزيون الحكومي مباشرة أمس وألقاها في مدينة بوجنورد شمال شرقي البلاد، إن «البعض وبإيعاز من الشيطان، يعتقدون أن بإمكانهم إلغاء اتفاق دفاعي من جانب واحد وبشكل غير قانوني، وأن ذلك سيضر بأمتنا الإيرانية». وأضاف «لقد باعونا إلى أعدائنا (الولايات المتحدة) بإلغائهم العقد من جانب واحد.. ورغم ذلك، لا بد لهم أن يعلموا أن إيران ليست في حاجة لصواريخهم لأجل الدفاع عن البلاد، ما زالوا ملزمين بالوفاء بالعقد الساري حتى الآن، وإلا فستجبرهم إيران على تحمل العواقب».
والتزمت الأوساط الرسمية الروسية الصمت تجاه انتقاد نجاد. وفي الوقت الذي لم يصدر فيه عن أي من السلطات الرسمية أي تعليق بعد على ما صدر عن الرئيس الإيراني من إهانة في حق القيادات السياسية والعسكرية الروسية، اكتفت وسائل الإعلام الروسية، بما في ذلك قنوات التلفزيون الرسمية، بنقل ما قاله نجاد حول أن موسكو اتخذت قرارها تحت ضغوط أميركية وتهديده بالمطالبة بتعويضات مالية جراء انتهاكها للقوانين المعمول بها.
وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أعلن في 22 سبتمبر (أيلول) إلغاء تسليم صواريخ «إس – 300» إلى إيران تطبيقا لقرار جديد صادر عن الأمم المتحدة لمعاقبة إيران على برنامجها النووي المثير للجدل. ورحب البيت الأبيض بالقرار. وقالت روسيا إنها ستعيد المبالغ التي دفعت مسبقا إلى إيران.
وحظر القرار الرئاسي الروسي نقل دبابات أو قطع مدفعية أو سفن حربية أو مروحيات أو نظم الدفاع الصاروخي إلى إيران. وكانت طهران طلبت نظام الدفاع الصاروخي من روسيا قبل عامين. وتمثل روسيا والصين القوتين الوحيدتين الرئيسيتين اللتين ما زالتا تحتفظان بعلاقات سياسية واقتصادية واسعة النطاق مع إيران. وعلى الرغم من ذلك، شهدت العلاقات الإيرانية – الروسية فتورا منذ تولي ميدفيديف مقاليد السلطة عام 2008، نظرا لزيادة تأييد موسكو للسياسات الأميركية ضد البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.