أشهر قبطيتين في مصر وراء هجوم تنظيم القاعدة على كنيسة عراقية

بغداد، القاهرة – العربية.نت والوكالات

كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين هما المصريتان القبطيتان اللتان تحدثت عنهما مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة في العراق لتبرير الهجوم على Cristian_in_Iraq
كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد أمس الذي قتل خلاله 37 مسيحياً. وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، الاثنين 1-11-2010، أن 52

شخصاً ما بين رهائن ورجال شرطة قتلوا أمس الأحد خلال عملية للقوات العراقية لتحرير أكثر من 100 مسيحي كاثوليكي احتجزهم مسلحون رهائن. وقال الفريق حسين كمال (وكيل وزارة الداخلية) إن 67 شخصاً أصيبوا خلال العملية التي تمت في الكنيسة الواقعة في حي الكرادة بوسط بغداد ونفذها مسلحون يطالبون بالإفراج عن سجناء من تنظيم القاعدة في العراق ومصر، مبيناً أن هذا العدد يتضمن فقط الرهائن ورجال الشرطة وليس المهاجمين.

وتبنى تنظيم “دولة العراق الإسلامية” الموالي للقاعدة الهجوم الذي استهدف كنيسة سيدة البشارة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة بالعاصمة العراقية بغداد، وأمهل الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للإفراج عن مسلمات “مأسورات في سجون أديرة” بمصر، وذلك بحسب مركز سايت الأمريكي المتخصص في مراقبة المواقع الإلكترونية الإسلامية.

وفي أول رد فعل على الهجوم كثفت قوات الأمن المصرية، الاثنين، إجراءاتها الأمنية حول جميع الكنائس والكاتدرائيات في العاصمة ومختلف المحافظات، عقب تهديدات التنظيم العراقي الموالي للقاعدة باستهداف الكنائس في مصر.

وقال مصدر أمني مصري إن وزارة الداخلية المصرية نظمت حملات مرورية مكثفة حول الكنائس والكاتدرائيات لمنع أي انتظار للسيارات أمامها، كما قامت قوات الأمن بزيادة التدقيق في هويات مرتادي الكنائس.

وعقد المجمّع المقدس بالكنيسة المصرية اجتماعاً لبحث تهديدات تنظيم القاعدة.

وتأتي تهديدات القاعدة لأقباط مصر عقب الدعوات للتحرك من أجل زوجتي كاهنين قبطيين قيل إن إحداهما اعتنقت الإسلام، ولهذا السبب تم احتجازها داخل أحد الأديرة، وإن الثانية أبدت رغبتها في إشهار الإسلام فاحتجزت بدورها في أحد الأديرة.

وبثّ التنظيم أيضاً تسجيلاً مصوراً منسوباً إلى “مقاتل” يقود مجموعة انتحارية ويهدد بدوره الكنيسة القبطية في مصر إذا لم يتم إطلاق سراح زوجتي الكاهنين “المعتقلتين” كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين.

وجاء في التهديد “إذا لم يلبِّ الأقباط مطلب التنظيم “ستفتحون على أبناء ملتكم باباً لا تتمنونه أبداً ليس بالعراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة، فلديكم عندنا مئات الآلاف من الأتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدفاً لنا إن لم تستجيبوا”.

وأكدت مصر الاثنين إدانتها الشديدة للاعتداء على كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد ورفضها “الزج باسمها في مثل هذه الأعمال الإجرامية”.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، إن مصر “تدين بشدة العمل الإرهابي الهمجي” الذي استهدف الكاتدرائية في بغداد الأحد وأوقع 37 قتيلاً مسيحياً.

وأكد المتحدث “رفض مصر القاطع الزج باسمها أو بشؤونها في مثل هذه الأعمال الإجرامية”.

أشهر امرأتين في مصر

وتكاد كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين أن تكونا أشهر امرأتين في مصر بسبب كونهما زوجتي اثنين من قساوسة الكنيسة القبطية سرت شائعات واسعة حول اعتناقهما الإسلام ما أثار توتراً بين المسلمين والمسيحيين تفجر في تظاهرات داخل كاتدرائية الأقباط في القاهرة احتجاجا على “خطف المرأتين وأسلمتهما بالقوة” وتظاهرات مضادة أمام عدد من المساجد اعتراضاً على “إخفاء الكنيسة للمرأتين وإرغامهما على العودة للمسيحية”.

وكانت كاميليا شحاته “اختفت” لمدة خمسة ايام في يوليو/تموز الماضي قبل أن تتمكن أجهزة الأمن من التعرف إلى مكان إقامتها لدى صديقة لها. وأرغمت المرأة الشابة التي غادرت منزل الزوجية بعد مشاجرات عائلية على العودة إلى الكنيسة في حراسة الشرطة.

وسرت شائعات واسعة حول اعتناقها الإسلام، وهو ما نفته الكنيسة القبطية ونفاه الأزهر الذي يحتفظ بسجلات تضم أسماء من يترك المسيحية الى الإسلام.

أما وفاء قسطنطين فقد “اختفت” كذلك لفترة قصيرة في عام 2004، وترددت آنذاك شائعات حول اعتناقها الإسلام قبل أن تسلمها أجهزة الأمن إلى الكنيسة.

وأثارت قضية وفاء قسطنطين، التي أكدت الكنيسة أنها “أرغمت على ترك دينها” غضب البابا شنودة الثالث، بطريرك الاقباط الأرثوذكس الذي قرر الاعتكاف في دير وادي النطرون لمدة 15 يوماً تعبيراً عن احتجاجه على موقف الدولة الذي اعتقد أنه يتسم بالتساهل إزاء من يحاولون أسلمة المسيحيين.

مصرع جميع المهاجمين

وقال جندي عراقي شارك في عملية تحرير الرهائن “لقد قتلنا الإرهابيين الثمانية الذين كانوا داخل الكنيسة”، مشيراً إلى أن “إرهابياً تاسعاً” كان ضمن المجموعة لكنه فجّر نفسه داخل الكنيسة قبل هجوم القوات العراقية والأمريكية.

وكان المتمردون التسعة احتجزوا المصلين داخل كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة رهائن.

وقال المطران شليمون وردوني “لقد وردتنا معلومات تفيد أن إرهابيين احتجزوا عدداً من المصلين وكاهنين رهائن في الكنيسة. إنهم يطالبون بإطلاق سراح إرهابيين معتقلين في العراق ومصر”.

ودانت كل من باريس وروما عملية احتجاز الرهائن في الكنيسة.

كما دعا الفاتيكان إلى “حل سريع ودون عنف” لقضية الرهائن، كما صرح المتحدث باسم الكرسي الرسولي الأب فيدريكو لومباردي.

وقال الأب لومباردي “إنه وضع محزن للغاية يؤكد صعوبة الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في هذا البلد”، مضيفاً “نحن نتابع الوضع عن كثب، ونأمل حلاً سريعاً ودون عنف أو ضحايا”.

وفي الأول من أغسطس/آب 2004 تعرضت الكنيسة نفسها إضافة إلى خمسة مراكز دينية مسيحية أخرى لسلسلة هجمات أوقعت الكثير من القتلى والجرحى.

وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول، خلال انعقاد سينودس الأساقفة الكاثوليك من أجل الشرق الأوسط في الفاتيكان، أعرب أسقف كركوك (شمال) للكلدان لويس ساكو عن قلقه من “الهجرة المميتة” لمسيحيي العراق، مؤكداً أنه “لا يمكن تجنب الهجرة المميتة التي تصيب كنائسنا، فالهجرة هي التحدي الأكبر الذي يهدد حضورنا”.

وبحسب أرقام الكنيسة، انخفضت نسبة الكاثوليك في العراق من 2.89% من إجمالي عدد السكان إلى 0.94% في 2008.

وأواخر 2008 تعرضت الأقلية المسيحية في العراق لموجة أعمال عنف دموية خلفت 40 قتيلاً ما أدى إلى نزوح أكثر من 12 ألف مسيحي من الموصل (شمال).

يُذكر أنه في الآونة الأخيرة قتل ثمانية مسيحيين في الموصل ومحيطها.

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …