نشرت «الحياة» أمس حديثاً للرئيس بشار الأسد. ونشرت «الشرق الأوسط» إيضاحات من مصادر الحريري عن العلاقات السورية –
اللبنانية. من الصعب تجاهل العلاقة بين الإيضاحات اللبنانية، والحديث السوري، ولكن من الذي يرد على الآخر؟ هل تعمدت مصادر الحريري نشر إيضاحات متزامنة مع الحوار؟ أم أرادت دمشق تبديد الشكوك، والتنصل من آراء أشخاص عبر موقف رسمي، ثم وقع الطرفان في فارق التوقيت؟ هل الحديث والإيضاحات مؤشران الى انفراج؟ هل المضض الغامض بين البلدين يمكن حله بحديث وتوضيح؟
الانفراج في علاقات الدول لا يعالج عبر الصحف. والأزمة «المتجددة» بين لبنان وسورية أصبحت مرشحة للتعقيد وليس الانفراج، فضلاً عن ان الإيضاحات الصادرة عن مصادر رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، تشير الى أن الانفراج اصبح بعيداً. هي استبعدت الاستقالة او الاعتكاف. قالت ان لا بديل من الرئيس الحريري الا نفسه. واعتبرت ان اي بديل يعني الفراغ.
إصرار سعد الحريري على التمسك بالحكم وتصوير خروجه من السلطة بأنه تراجع، وجد تشجيعاً، وإن شئت، دعماً سورياً. الرئيس بشار الأسد قال لـ «الحياة» أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري هو «الشخص المناسب جداً لهذه المرحلة الصعبة».
لا شك في أن وجود الحريري في الحكم يشكل دعماً لحلفاء دمشق على الساحة اللبنانية. خروج سعد الحريري هو الحل من حالة اللا حل. الاستقالة لن تدخِل البلد في فراغ، بل ستمنحه فرصة تاريخية للخروج من أزمته. المعارضة هي التي ستواجه الفراغ اذا خرج الحريري من قصر السراي. استمراره إضعاف لدوره التاريخي، وتهميش لموقعه السياسي المفترض. اذا خرج الحريري الآن ستواجه المعارضة خصومها الحقيقيين. ستواجه الضغوط الإقليمية والدولية، وستفتقد ساحة المناورة. وسينجو سعد والمطالب اللبنانية. لكن سعد الحريري يريد الحكم والحقيقة في آن. يريد أن يستلم من دون ثمن. هذا مستحيل. عليه ان يقرر، هل يريد ان يضخّم البوم صوره مع زعماء العالم، ويحتفظ بلقب دولة الرئيس؟ ام يريد الحصول على الحقيقة، ومعاودة صوغ التاريخ، وتضخم صفحات كتابه؟
اخرج يا سعد. اعتكف. كن أبا ذر لبنانياً. استمرارك في السلطة قوة لخصومك السياسيين.