عراقيون متفاجئون لتورط المالكي بإدارة فرق الموت

صورة ارشيفية تعود للعام 2007 تظهر العراقي أبو عبد الله (الى اليمين) يبكي بعد ان فقد اثنين من أبنائه في انفجار قنبلة، جنبا إلى جنب مع صديق يبكي بينما كان واقفا على حطام متجره في سوق الصدرية في بغداد (ا ب)Teror_agans_Iraqi_people

إيلاف ــــ بالتوازي مع موجة ردود الفعل الدولية التي عقبت نشر موقع{ويكيليكس} وثائق عن حرب العراق، حاولت «إيلاف» استقراء وجهة نظر العراقيين وموقفهم مما حملته هذه الوثائق من معلومات وتهم، ابرزها الإشارة إلى تورط رئيس الوزراء نوري المالكي بعمليات التعذيب.
وجاء في التحقيق:
فيما شغلت وثائق البنتاغون الرأي العام ظلت هواتف بعض المسؤولين من الذين اتصلنا بهم مغلقة أو لا يتم الرد، أو ان البعض اعتذر كونها ليست من اختصاصه، أو بذريعة حساسية الموضوع.. في حين عبّر مواطنون عن دهشتهم واستغرابهم.

الكل يتحمّل المسؤولية
قال النائب سليم الجبوري، القيادي في جبهة التوافق: ينبغي ان تأخذ الحكومة بنظر الاعتبار تورط البعض واللجوء الى القضاء ضد كل مرتكبي الجرائم. اغلب قادة الكتل معاصرون للاحداث، فمنهم من كان رئيس وزراء ومنهم في الداخلية او الدفاع، او عضو جمعية وطنية، والكل يتحملون المسؤولية حتى الذي كانت لديه الامكانية في منع حدوث هذه الجرائم ولم يقدم الجهد المبذول.
واضاف: بتصوري ان تأثير الوثائق يتعلق بالصراع بين الجمهوريين والديموقراطيين في الانتخابات الاميركية، وثانيا انها رسائل الى بعض الدول العربية. الاطراف هنا ليست منشغلة بالوثائق بقدر انشغالها بالمكاسب السياسية، لكن المسؤولية التاريخية ستفتح ابواباً من الصعب غلقها.
وعن ردود الافعال الشعبية: ستكون لها ردود كبيرة. فمع ان الكثير من الوقائع قد سمعت بروايات أو تقولات او تصورات وباراء المعتقلين، لكن ما يحصن الناس والمعنيين بحقوق الانسان انه اصبحت لديهم وثائق، وكذلك للمتصدين للعملية السياسية.

يتهمون القوات الأميركية
اما المحامي هاشم جبر، فقال: «ليست سرية كما يدعي الموقع ويمكن اعتبار قيمة نشرها في الوقت الذي قرر فيه اصحابها، ذلك لانهم لا يرغبون في التهدئة، وطالما كانت الشرارات الاولى للفضائح منهم، خذ مثلا فضيحة ابو غريب، من الذي كشفها؟ أليس هم؟».
وتابع: «اذا ما ارادوا التغطية على شيء يعملون فضيحة في مكان ما، كي ينشغل بها الرأي العام العالمي. سمعت اليوم (امس) أن وزير العدل السابق مالك دوهان الحسن هدد بالكشف عن وثائق لديه حول قيام القوات الاميركية بعمليات تعذيب في السجون, واعتقد أن الحكومة تدري، ولكن الفاعل هي القوات الاميركية، وحينها كانت الدولة لا تهش ولا تنش ويمكن اعتبار الامر عاديا في ظروف احتلال وارهاب وقتال وقتل».

بطريقة انتقائية
وتابع: «عربيا.. تعامل الإعلام كعادته مع الوثائق بطريقة انتقائية، فمن مجموع 400 الف وثيقة، لم يتداول الاعلام العربي سوى اشارة احدى الوثائق لدور مفترض للمالكي، المسؤول كان يخوض حربا ضد جماعات وميليشيات اوصلت العراق الى حافة الحرب الاهلية..وهذا درس ايضا لكل الحكام والجنرالات وسدنة الاقبية السوداء بان زمن القتل المسكوت عنه والجرائم المقيدة على ذمة مجهول قد ولى».

قتلوا عمي بضراوة
من جهتها، قالت المعلمة سليمة خليل: إن «كل عراقي شهد وجود قوات اميركية في منطقته يعلم بممارسات جنودها البشعة بحق المدنيين. فمثلا قتلوا عمي فور دخولهم الرضوانية، وكان اعزلا وواقفا في باب منزله عندما غدره جندي برصاصة في رأسه».
وواصلت: اعتدوا ايضا على اعراض العراقيات، وقتلوا الابرياء، وتورط الحكومة العراقية ورئيس وزرائها يؤكد ان حظ العراقيين عاثر لانه لم يحظ يوما بقائد شريف وخادم للشعب الا في تلك الفترة، فترة الحكم الملكي، وهي فترة قصيرة لم يتمكن العراقيون من الحفاظ عليها.

تعذيبهم وتصفيتهم جسدياً
ومن جانبه، قال المواطن ثامر ابو رغيف: انه ليس من المستغرب ان يقدم الجنود الاميركيون على قتل المدنيين، لكن المفاجئ تورط الحكومة، فامتلاك المالكي ميليشيات وفرق موت لقتل المدنيين والمناوئين والمعارضين هو امر في غاية الخطورة وسلوك شائن.
اما الصيدلي علي جميل فيوضح «الاميركيون هم من اعطوا الضوء الاخضر بنشرها، اما اختيار التوقيت فانه يحمل رسالة مفادها انهم رفعوا دعمهم وتأييدهم للمالكي، وانه غير مرغوب به اميركيا ليصبح رئيسا للحكومة مرة ثانية. واظن شخصيا ان المالكي لا يصلح للحكم ليس لانه طائفي فقط، لكن لانه شتت الشعب العراقي بشكل واضح ولم يهتم يوما بمصلحة الشعب، فمن يقود ميليشيات وفرق موت للقتل والتنكيل هو تمثيل حي للظلم»، حسب تعبيره.
وقال المواطن عمر عبد الكريم: إن الجنود الاميركيين حرقوا مدنا باكملها في الفلوجة وصلاح الدين، وكانوا يشنون هجوماتهم في الليل، حيث يرهبون النساء والاطفال ويقتادون رجال المنزل كالغنم.

إثارة إعلامية لإبعاد المالكي
ويعارض عيسى نمرود الوثائق بالقول: «لا يجوز الحكم على المالكي كرجل مجرم لمجرد وجود وثائق تظهر تورطه بقيادة فرق موت، فمن يقول: إنها وثائق رسمية؟ الأمر لا يعدو كونه اثارة اعلامية لابعاد المالكي، وهي حركة واضحة يقف وراءها انداده السياسيون الذين يحاولون تشويه صورته».
لكن المحامي هيثم النجار يصر على انه «لا يمكن تزوير او تلفيق وثائق بهذا الحجم، فالوثائق مسربة من البنتاغون، ولا يمكن اطلاقا الطعن بصحتها». وتابع: «الاميركان تلطخت ايديهم بدماء آلاف الابرياء في العراق كما تلطخت ايدي المالكي .. ولا بد من ان يدفعوا الثمن وان يقول القضاء كلمته».

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …