المنامة – محمد العرب
يقضي بدعم مرشحين ومشروعات
تشهد الحياة السياسية في البحرين تحالفاً جديداً قبيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الثالث والعشرين من الشهر الجاري. فاليسار
ممثلاً في جمعية “وعد”، يتحالف مع الإسلام السياسي الشيعي ممثلاً في جمعية “الوفاق”، تحالف هو الأول من نوعه في الحياة السياسية البحرينية. وتم هذا الاتفاق بين أمين عام الجمعية إبراهيم شريف والأمين العام لجمعية الوفاق علي سلمان بعد اجتماع سري، “خوفاً من لفت انتباه الناخبين في المحرق ومدينة عيسى الذين لا يخفون تحفظهم على مشروعات كتلة الوفاق داخل المجلس النيابي”، بحسب ما نقلت الصحف المحلية عن مصادر لم تسمّها.
وفي أول خطوة علنية لهذا الاتفاق أصبحت الخيام الانتخابية للجمعية الشيوعية تحظى بحضور من قبل أنصار جمعية الوفاق الشيعية، حيث استنكر أصحاب المجالس وأهالي الدائرة الثالثة بمحافظة المحرق إقدام جمعية الوفاق على تحريك باصات لنقل ناخبيها للمشاركة في افتتاح خيمة أمين عام جمعية وعد إبراهيم شريف بهدف خلق حشود وهمية شكلت غالبية الحضور ولا تربطها بالدائرة أي صلة.
واعتبر مراقبون أن خلق حشد وهمي أكبر دليل على الفشل والسعي لحفظ ماء الوجه من خلال التأثير على انطباع الناس والإيحاء بتأييد كبير، بينما هو أصلاً مسرحية تثبت مدى التخبط الذي تعيشه الجمعيات المعارضة.
ويرى المحلل السياسي فيصل الشيخ أن هناك بوصلة ضائعة في وعد، وهذا مؤسف لكون تيار ليبرالي نزل إلى هذا المستوى.
إعلان صداقة
من جانبها، أكدت جمعية وعد المعارضة استحالت الانضمام إلى كتلة الوفاق التي تطلق على نفسها “الكتلة الإيمانية”. وقالت مرشحة الكتلة منيرة فخرو “نحن نتفق مع الوفاق في عدة ملفات، وليس لدينا تحالف، بل الاتفاق على ملفات”.
وكانت الكتلة قالت في بيان تلقت “العربية.نت” نسخة منه “قد سقطت الصحيفة المذكورة في ترويجها هذا الخبر المزعوم، فلا وجود لاتفاق سري بين وعد والوفاق أو غيرها حول الانتخابات النيابية المقبلة”.
وأضاف البيان أن “موقف وعد واضح بضرورة التعاون مع الوفاق والمنبر التقدمي والتجمع القومي” في دعم كل مرشحي المعارضة. وجمعية وعد لا تخشى إعلان الصداقة التي تجمعها والوفاق ولن نتبرأ من علاقاتنا معها ومع غيرها من أصدقائنا من أجل حصد مكاسب انتخابية آنية في مجلس نيابي محدود الصلاحيات”.
ويؤكد البيان أن جمعية وعد تجتمع مع الوفاق بشكل دوري وخاصة ضمن لقاءات التجمع السداسي وكلما دعت الحاجة إلى ذلك والنشاطات المشتركة بين وعد والوفاق وأعضاء التجمع السداسي (المنبر التقدمي والتجمع القومي والعمل الإسلامي والإخاء الوطني بالإضافة إلى وعد والوفاق)، تشهد علاقة طيبة بين الجمعيات تحكمها المواقف المشتركة في العديد من الملفات الوطنية.
لكن البيان ركز على البعد الأيديولوجي السياسي بين الجمعيتين، حيث جاء فيه: ورغم الاتفاق حول أكثر المسائل السياسية فإن خلافات هامة موجودة بين وعد والتيار الوطني الديمقراطي من جانب، والوفاق وتيار الإسلام السياسي (المعارض والموالي) من جانب آخر، وخاصة في قضايا المرأة والحريات الشخصية، ولا نذيع سراً حين نقول إن مواقفنا من قضايا الأحوال الشخصية والحريات الفردية هي أقرب إلى مواقف الدولة الرسمية منها من مواقف الوفاق وباقي قوى الإسلام السياسي، ومن المستحيل أن تقبل وعد الانضمام إلى كتلة إيمانية أو أي شكل من الكتل السياسية الدينية، بحيث تخضع فيها قراراتها السياسية لجمعية الوفاق أو لمرجعية الشيخ عيسى قاسم أو غيره من المشايخ والعلماء، لأن مرجعيتنا هي مواقفنا الوطنية والقومية والإنسانية التي تحددها مؤتمراتنا العامة.