العلامة السيد محمد علي الحسيني
هنالك إجماع بين مختلف الاوساط السياسية و الثقافية و والمجتعمية الايرانية بخصوص الموقف السلبي من الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد من مختلف النواحي, هذا الموقف السلبي الذي بات بمثابة ظاهرة لايمكن عدم الاحساس بها في الشارع الايراني, شكل عبئا إضافيا على كاهل النظام الايراني المثقل بالازمات والمشاكل. ويمكن النظر الى زيارات أحمدي نجاد لخارج إيران(ولا سيما تلك التي قام بها الى نيويورك والتي قام بها حاليا للبنان), بأنها محاولات مستميتة من أجل تلميع صورته في الداخل و ضخ دماء جديدة لشعبيته المتدنية الى أدنى الدرجات. احمد نجاد, الذي يسعى نظام ولاية الفقيه لإظهاره في جولاته الخارجية بمثابة النموذج المثالي للزعامة و تسبغ عليه صفات التواضع و الكرم و العطاء وحسب الخير و مناصرة المظلومين و المضطهدين, هو نفسه ذلك الحاكم الذي تئن من سياساته الفردية و والقمعية مختلف شرائح الشعب الايراني, وان الشارع الايراني بات يرفض بقوة الخط العام لسياسته المبنية أساسا على إفقار وحرمان الشعب, وهي السياسة التي كانت لها إنعكاسات بالغة السلبية على مختلف الشرائح المسحوقة من الشعب الايراني بحيث أنها لم تعد تتحمل المزيد من الصمت و الخضوع لسياسة الحديد و النار المتبعة لإسكاته, ومن هنا, فقد صرخ هذا الشعب رافضا مغامرات النظام الخارجية التي جرت و تجري على حساب مستقبل الشعب و خارج إرادته الوطنية الحرة. لقد رفض الشعب الايراني و بقوة و بصورة واضحة جدا كل أنواع الدعم الكبير الذي يقدمه النظام الايراني وخصوصا في ظل رئاسة أحمدي نجاد الى جهات سياسية في لبنان و فلسطين مؤكدا ان فئات الشعب المسحوق و التي
تعيش تحت خط الفقر, هي أولى و احق بذلك الدعم, وان زيارة أحمدي نجاد الحالية للبنان ورغم كل ما أعد و يعد له, لن يتمكن أبدا من القفز على هذه الحقيقة أو تجاهلها وانما هي كالكابوس الذي سيرافق نجاد في زيارته و بديهي أن كل المناورات السياسية و المظاهر الاعلامية البراقة, ليست في إمكانها مطلقا تجميل صورته القبيحة داخل إيران, وان اولئك الذين يرفعون صوره في لبنان و يسعون لإظهاره بمظهر الاب الروحي للمقاومة او كبطل اسلامي, الاجدر بهم أن يدققوا النظر في الجماهير الايرانية و هي تمزق صوره و تشجب سياساته و ترفضها جملة و تفصيلا وان يتيقنوا من ان أهل مكة أدرى بشعابها حيث أن الشعب الايراني أعرف برئيسه من بعض اللبنانيين الذين يرفعون صوره.اننا كمرجعية اسلامية للشيعة العرب, في الوقت الذي نؤكد فيه مجددا رفضنا التام لهذه الزيارة وما بعدها التي لا نرى فيها خيرا للبنان و شعب لبنان و المنطقة برمتها, فإننا ندعو ابناء أمتنا العربية بشكل عام و الشيعة العرب منهم بوجه خاص الانتباه جيدا الى أن الذي يرفضه شعبه و يمزق صوره علنا و يشجبون سياساته القمعية و الاستبدادية و يسمونه ديكتاتورا, ليس جديرا أبدا بأن ترفع صوره في لبنان و لا في أي مكان آخر من الوطن العربي و العالم