العربية نت – أعلنت حرکة المقاومة الشعبية الإيرانية المعروفة بـ”جندالله” في بيان تلقت “العربية.نت” نسخة منه اليوم الجمعة 8-10-2010، عن اختطاف “موظف
نووي” إيراني في مدينة أصفهان في مركز إيران. وفي تطور آخر مساء أمس الخميس، شهدت مدينة سنندج عاصمة إقليم كردستان شمال غرب إيران، والذي تقطنه غالبية كردية سُنية؛ سقوط خمسة قتلى و9 جرحى في صفوف قوات الأمن الإيرانية إثر تعرضها لهجوم بالأسلحة الأتوماتيكية.
وحول واقعة اختطاف “الموظف النووي”، جاء في بيان المنظمة البلوشية السُنية، التي تقوم بأعمال مسلحة ضد المؤسسات والمنشآت العسكرية والمدنية الحكومية في إيران، أن عناصر من الجماعة قامت بتنفيذ “عملية استخباراتية” في مدينة أصفهان و”ألقت القبض” على موظف يعمل في المنشآت النووية الإيرانية.
وزعمت جماعة جندالله أنها قامت بتنفيذ هذه العملية قبل أيام، إلا أنها لم تحدد تاريخ تنفيذها، واكتفت بذكر اسم الرهينة، وهو أمير حسين شيراني بن محمد شيراني، من مواليد 1971، حسب ما جاء في البيان.
وفي الوقت الذي أشار فيه البيان إلى رقم هوية الرهينة، أضاف أن عناصر جندالله نقلته إلى جبال بلوشستان، ووعدت بنشر “مقاطع فيديو وصوراً لاعترافاته”.
هذا ولم تؤكد أي مصادر مستقلة ما أعلنته جماعة جندالله، كما لم يصدر أي تصريح من قبل الجهات الرسمية الإيرانية تؤيد أو تفند الواقعة.
وفي حال تأكد الخبر، ستكون هذه العملية فريدة من نوعها، نظراً لكون مدينة أصفهان، وهي عاصمة إقليم أصفهان، تقع في مركز إيران وتبعد مئات الكيلومترات عن معقل جندالله، أي إقليم “سيستان وبلوشستان” الذي يجاور إقليم بلوشستان الباكستاني.
وكانت المنظمة أخذت على عاتقها مسؤولية عملية انتحارية مزدوجة في منتصف يوليو (تموز) الماضي، استهدفت مسجداً حكومياً في مدينة زاهدان سقط خلالها 27 قتيلاً وأكثر من 300 مصاب.
يذكر أن إقليم بلوشستان يقطنه غالبية بلوشية سُنية، ويشهد الإقليم بين الحين والآخر أعمال عنف ضد المؤسسات الحكومية والأجهزة العسكرية الأمنية.
وكانت السلطات الإيرانية أعدمت في شهر يونيو (حزيران) عبدالمالك ريغي زعيم حركة جندالله بعد أن دانته محكمة الثورة بسبب وقوفه وراء العمليات المسلحة في إقليم بلوشستان إيران، إلا أن إعدامه لم يوقف مسلسل العنف في هذا الإقليم النائي.
وتتهم طهران جماعة جندالله بالارتباط بالاستخبارات المركزية الأمريكية تارة وبالقاعدة تارة أخرى، إلا أن الجماعة تقول إنها تدافع عن الحقوق القومية والمذهبة للأقلية البلوشية في إيران.
اشتباكات في كردستان
من ناحية أخرى، لم تعلن أي جهة كردية مسؤوليتها عن الاشتباكات التي أدت إلى مصرع وجرح عناصر أمن إيرانية. وجاءت الاشتباكات عقب تفجير قنبلة خلال عرض عسكري للقوات الإيرانية بمناسبة الذكرى السنوية للحرب العراقية الإيرانية.
وفي تصريح له، قال نائب قائد الشرطة في كردستان إن “اثنين من الإرهابيين” هاجما مساء الخميس في ساحة الحرية (آزادي) في سنندج وبشكل عشوائي المارة وقوات الأمن، وسقط إثر ذلك 5 قتلى أحدهم من المدنيين، و9 جرحى.
واتهمت السلطات الإيرانية “العدو الأجنبي” بالوقوف وراء هذا الهجوم دون أن تحدد أي جهة بعينها.
من ناحية أخرى، قال محمد كرمي راد، مندوب مدينة كرمانشاه، التي يقطنها غالبية كردية شيعية، في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إيرنا”، إن الهدف من وراء الهجوم المسلح في مدينة سنندج “بث الفرقة بين الشيعة والسُنة”.
يذكر أنه إلى جانب الفرس يتكون سكان إيران من 6 قوميات أساسية أخرى هي: الكرد والترك والعرب والبلوش واللور والتركمان. ويتهم نشطاء هذه القوميات السلطات المركزية بحرمانها من حقوقها القومية الأساسية، مثل تعليم لغة الأم في المدارس وتهميش مواطنيها اقتصادياً وسياسياً.
وتؤكد الجمهورية الإسلامية أنها لا تفرق بين مواطينها حسب القومية أو العرق أو المذهب، وتتهم في الوقت نفسه نشطاء هذه القوميات، التي تشكل ما يقرب 60% من سكان البلاد، بعلاقات مشبوهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى.