حرب شعارات تسبق زيارة نجاد
فيما أعاد موقف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وتجاوب الحكومة معه، كرة النقاش في موضوع «شهود الزور» إلى داخل
المؤسسات الدستورية بدلا من الشارع والمنابر الإعلامية، واصل السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري، جولته على القيادات اللبنانية داعيا إياها إلى فتح «صفحة جديدة»، ناقلا تمنيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بأن «يتوحدوا ويتصارحوا ويتصالحوا».
وقال السفير عسيري لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه لا وجود «لمبادرة سعودية» في ما يتعلق بالأزمة في لبنان «لأننا حريصون على عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية». لكنه كشف أن أفكارا طرحت للخروج من الأزمة، وأنه نقل إلى القيادات اللبنانية تمنيات خادم الحرمين الشريفين بأن «يتوحدوا ويتصارحوا ويتصالحوا».
وكانت الساحة اللبنانية شهدت أمس نوعا من «الصدمة الإيجابية» بعد بيان مفاجئ صدر ليل أول من أمس عن رئيس مجلس النواب نبيه بري؛ أعلن فيه أن وزراء حركة أمل التي يرأسها سوف يقاطعون أي جلسة للحكومة لا يتم خلالها بحث موضوع شهود الزور. ورغم «سلبية» الموقف ظاهريا، فإنه حرك الملف بطريقة إيجابية، إذ تجاوبت الحكومة معه بإعلان أن جلسة الأسبوع المقبل سيكون على جدول أعمالها ملف «شهود الزور»، فيما رحبت بموقفه أوساط في الأكثرية، معتبرة أن هذا الموقف يعيد السجال إلى مكانه الطبيعي، أي داخل المؤسسات بدلا من لغة الشارع التي استعملها حزب الله.
وكان التلاسن حول المحكمة الدولية قد وصل أمس إلى الساحة المسيحية متمثلا بهجوم لاذع من زعيم «القوات اللبنانية» على النائب ميشال عون رد عليه الأخير بالحدة نفسها.
وفي غضون ذلك، اندلعت حرب شعارات حيال زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المرتقبة إلى لبنان؛ ففيما رحبت اللافتات التي رفعت في المناطق الشيعية في الجنوب والضاحية بالزيارة واستعد حزب الله لإقامة مهرجان حاشد له في الضاحية، رفعت في الشوارع السنية لمدينة طرابلس لافتات تقول: «لا أهلا ولا سهلا» لأحمدي نجاد، و«لا لولاية الفقيه».