الخرطوم – وكالات
قال: فلنعمل جميعاً من أجل “طلاق سِلمي”
أعلن رئيس جنوب السودان سالفا كير أنه لن يصوت لوحدة السودان أثناء الاستفتاء حول تقرير المصير في يناير (كانون الثاني)، وذلك في
أول موقف يتخذه حول الموضوع بحسب تسجيل تم الحصول عليه السبت. وقال كير أثناء تجمع كبير في جوبا عاصمة جنوب السودان “إذا كان ينبغي أن أصوت لوحدة أو انفصال أو استقلال جنوب السودان، فلن أصوِّت للوحدة، لأنه لم يتم القيام بأي عمل لجعل الوحدة جذابة”.
وسيختار أبناء جنوب السودان في التاسع من يناير (كانون الثاني) بين الاستقلال أو الإبقاء على الوحدة مع شمال السودان.
وهذا الاستفتاء هو أحد العناصر الرئيسية في اتفاق السلام بين الحكومة، برئاسة عمر البشير، والمتمردين الجنوبيين سابقاً في الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة سالفا كير، والذي وضع حداً في 2005 لأكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.
وهذا التصريح العلني لرئيس جنوب السودان الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي، جاء بالعربية المتداولة في جوبا، ولم يظهر في الترجمة الرسمية بالإنكليزية لخطابه الجمعة 1-10-2010.
وبحسب المحللين، فإن الاستفتاء سيتأخر بسبب مشاكل لوجستية فيما يخيم خطر اندلاع حرب أهلية جديدة على السودان.
طلاق سلمي
وقال بحسب الترجمة الرسمية لخطابه “أعدكم بأن ذلك لن يكون سهلاً إذا عادت الحرب، قد يؤدي إلى تفكيك كامل للبلاد. لذا، فلنعمل جميعاً معاً من أجل طلاق سلمي”.
ويتسم الاستفتاء بحساسية شديدة في الشمال، حيث تقع أغلب الاحتياطيات النفطية السودانية في الجنوب، ويمثل النفط حوالي 45% من دخل الدولة، ولم يتوصل قادة الشمال وقادة الجنوب حتى الآن إلى اتفاق بشأن كيفية تقاسم عائدات النفط بعد الانفصال.
وقال جوزيف كلاتو المساعد الرفيع لكير إن الرئيس لم يقصد مناقشة نواياه فيما يخص الاستفتاء، لكنه قصد الإشارة إلى أن الجنوبيين لم يعطوا حتى الآن أي أسباب مقنعة لدعم استمرار الوحدة مع الشمال.
لكن مسؤولاً رفيعاً في حزب المؤتمر الوطني الحاكم قال إن من غير المقبول بالمرة أن يعلن كير الآن انحيازه للانفصال. وقال ربيع عبد العاطي إن كير خالف اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الذي نص على أن الطرفين يجب أن يعملا معاً من أجل الوحدة.
واتهم عبد العاطي كير بمحاولة التأثير على الجنوبيين، ودعاه إلى سحب تصريحاته، وكرر تهديدات سبق أن أدلى بها وزراء ينتمون إلى حزب المؤتمر بأن الحزب قد يرفض نتائج الاستفتاء إذا دفعت الحركة الشعبية لتحرير السودان في اتجاه انفصال الجنوب.
وقال كير العائد من رحلة إلى الولايات المتحدة إنه لن يقبل أي تأجيل للاستفتاء عن موعده المقرر. في الوقت الذي تشير فيه كل العلامات إلى حقيقة أنه في التاسع من يناير 2011 سيصوت شعب جنوب السودان بشكل غامر لصالح الاستقلال.
وقال كير إنه عازم على تفادي العودة للعنف لكنه أضاف “العربة التي نركبها لا ترجع إلى الوراء، وعندما يدفعنا أحد إلى الجدار فلن يكون لدينا خيار سوى الدفاع عن أنفسنا”.