!? من يعتذر لمن


mohamad-h-f

محمد حسن فلاحية

 



في تطور ملفت قدم موقع عراق القانون التابع لدولة القانون التي يتراسها نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته اعتذاره لنظام ولاية الفقيه في ايران حيث تراجع الموقع  التابع لمكتب رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي و الذي يدار من قبل الثلاثي حيدر العبادي و علي الموسوي

 

أحد أقرباء المالكي و طارق نجم مدير مكتبه عن مقالات نشرها في الايام القليلة الماضية تمس المرشد الإيراني علي خامنئي من بين هذه المقالات مقال هولوكوست الخامنئي بقلم / سهيل أحمد بهجت جاءفيه ;

 

* قرأت مقالا بعنوان “هولوكوست عدالة الصحابة” للكاتب محمد ناصر قائد البخيتي، و لأسلوب المقال و تحليله تصورت أن كاتب المقال مقيم في إيران أو العراق أو إحدى دول الشرق الأوسط و لكنني كنت متأكدا أنه ليس مقيما في السعودية لأنها تقطع كل رأس يفكر و إذا به مقيما في كندا أكبر دولة متقدمة، الكاتب قام بمقارنة عجيبة بين نظرية “سنية” تم فرضها بالإرهاب و السيف و هي نظرية عدالة الصحابة، هذه النظرية لا تحتاج إلى كثير تفكير ليدرك المرء أنها محض أكذوبة و خرافة صنعها الحكام و وعاظهم، لكن مقارنتها بجريمة الهولوكوست هو الذي دفعني للاعتراض على المقال.


الهولوكوست جريمة ارتكبها النازيون ضد الإنسانية و ضد اليهود تحديدا و معهم الأقليات السلافية و السود و الغجر و المثليون، و إذا كان الكاتب في المقال يشكك ـ في تقليد واضح للمنهج الإيراني ـ في أن عدد ضحايا الهولوكوست من اليهود ليس 6 ملايين شخص، فإننا بدورنا نتساءل و نرد:


فلنفترض أن عدد الضحايا اليهود ليس 6 مليون بل مليون واحد أو حتى ستمائة ألف !! فإن الجريمة تبقى جريمة و لا معنى لكل هذا الجدال السخيف في تقدير عدد الضحايا، و أكثريتهم من النساء و الأطفال، و ربما يسأل سائل غدا و في أسلوب مستهزئ:


و كم كان عدد من قتل من أصحاب حسين و أهله؟ سبعون شخصا لا أكثر…” فهل التعامل مع الجرائم يتم بكل هذه اللا أخلاقية و باسم آل البيت… لقد شوه الخمينيون و الخامنئيون و من لف لفهم ما يكفي من التشيع بحيث أصبح الفكر الشيعي نسخة مكررة للعقل السني المريض… لا معنى للتعامل مع الهولوكوست كرقم، لأن مجرد هكذا بحث هو إجرام بحد ذاته و هذا النهج ليس غريبا على الموالين لـ”الولي الأموي السفيه” الذي يسعى الآن إلى “تحرير” قبة مروان و عبد الملك في القدس لأحياء أمجاد أبو سفيان و العروبة.*


وذكرت بعض التعليقات ان في هذاالتراجع الواضح عن بعض المقالات التي نشرت في الاونة الاخيرة كانت قد مست المرشد الايراني علي خامنئي بغرض اخراج المالكي من ازمة اتهامه بالخضوع الكامل لايران بسبب دعمها المستميت له و الذي اثار شكوك كبيرة لدى المواطنين عبر الموقع عن إعتذاره لها و بعبارات مبطنة فجاء في بيان الاعتذار ” ونحمل نظرة الاجلال والتعظيم لكل مراجعنا العظام الاموات منهم والشهداء والاحياء لا سيما الصدرين العظيمين والمرجعية العليا في العراق وايران وكافة انحاء العالم الاسلامي .”


يذكر ان موقع تابناك الايراني التابع لرئيس الحرس الثوري السابق محسن رضائي قد ذكر في خبر له “ان موقع عراق القانون التابع للمالكي قد اساء للمرشد الايراني و لايمكن تفسير الأمر الا انه يعتبر اختراقا كبيرا من معادين الثورة لحزب المالكي ، و عليه فإن الأمر سيسيء لعلاقات الطرفين و بالتأكيد الطريق الوحيد امام المالكي هو الاعتذار و معاقبة مرتكبي هذه الفعلة الشنيعة ” بحسب الموقع .

و يضاف ان موقع دولة القانون يناقض نفسه في بيانه حول استقلاليته حيث ان الموقع يحمل اسم كتلة نيابية محددة و ايضا جميع اخباره لصالح المالكي و مهاجما خصومه كما ذكرت التقارير عن نشر الموقع في مرات عديدة وثائق حكومية من داخل اروقة رئاسة الوزراء و دوائر حكومية اخرى و ايضا نشر وثائق تابعة لكتلة دولة القانون يفضح تابعية الموقع .

بغض النظر عن تابعية الموقع فان نفس الاعتذارانتهاك فاضح لحرية التعبير ويجدر بالقائمين على الموقع مطالبة نظام ولي الفقيه بالاعتذار ورد الاعتبار للحكومة والشعب العراقي  جراء تدخل الاخيرةبالشان الدخلي للعراق عبر دعم العصابات الاجرامية والتسبب في مقتل عشرات الابرياء من المدنيين خلال صولات فيلق القدس في بلاد الرافدين .

ومطالبة ولي الفقيه بالكف عن  وضع حجر عثرةامام تشكيل الحكومةالعراقية ودفع غرامة للعراق جراء هذا التدخل .

 

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …