زيارة نجاد تحد للرعاية العربية وصدام مع اللبنانيين

Alhousaini_Lebanon

يتجه الموقف في لبنان الى مزيد من التأزم والتوتير ، بحيث بات يهدد بانفلات الوضع تماما ، وسط تهديدات وتهويل بالفتنة بين ابناء الشعب الواحد ، ما يقتضي من جميع الفرقاء السياسيين وقفة تأمل جدية للنظر في خياراتهم ، وخصوصا القوى المتورطة في قضايا خلافية ساخنة ذات بعد اقليمي ودولي .

اننا ندعو الجميع الى التعقل والتبصر ، والاقتداء  بالمواقف الحكيمة لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ، لانها كفيلة باخراج البلد من الازمة الراهنة ، خصوصا وان المواجهة حول اي ملف او مسألة خلافية لن تنتهي بغلبة احد ، وانما بتسوية وتوافق ، لذا لا يجوز اللعب بامن البلد من اجل مواجهة يخسر فيها الجميع . وندعو  للالتزام بروحية المواقف الرئاسية لما فيه خير ومصلحة لبنان الذي يواجه اليوم احدى أخطر المراحل وأكثرها حساسية

.

 

ان ما ينبغي التوقف عنده هو  تمادي اسرائيل في سرقة الثروات اللبنانية وآخرها الاتفاق مع قبرص على تقاسم المياه الاقليمية الواقعة بينها وبين فلسطين المحتلة ، وهو اتفاق يهدف للاستيلاء الاستباقي على الغاز الطبيعي المكتشف في المنطقة .  هذا الامر وحده ينبغي ان يحث الاطراف اللبنانية كافة على وضع خلافاتها جانبا والانصراف الى التصدي لهذا العدوان الموصوف ، والدفاع عن حق لبنان بثرواته الطبيعية .

اننا من موقع المسؤولية الوطنية والقومية والدينية نحذر من الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان ، والتي كنا سبّاقين في التنبيه من ملابساتها ، لانها لا تندرج في سياق العلاقات الطبيعية بين الدول ، نظرا لما يحويه سجل النظام الايراني من تدخلات في الشؤون العربية كافة ومن دون استثناء . ولبنان الذي يحتاج اليوم الى رعاية عربية فائقة بغنى عن هكذا زيارة تتخذ طابع التحدي  لهذه الرعاية وطابع الصدام مع شريحة واسعة من اللبنانيين ، عدا عن تأثيرها السلبي على علاقات لبنان العربية ، وهي العلاقات الاهم بالنسبة للبنان العربي الرافض الانضواء في اي محور اجنبي .

أما في الشأن الفلسطيني فاننا نرحب بالجهد العربي عموما ، والسوري خصوصا ، والذي اثمر بدء عملية المصالحة بين حركتي فتح وحماس ، والتي ستقوي اذا استكملت ، الموقف الفلسطيني الرافض للمفاوضات – المؤامرة ، التي تحاول اسرائيل من خلالها التصفية النهائية للقضية الفلسطينية .ونستنكر اقتحم متطرفون يهود باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة لليوم الثاني على التوالي, بذريعة الاحتفال بعيد التوراة.

وفي العراق ، نأسف لاستمرا القوى السياسية الموالية لطهران في عرقلة العملية الديمقراطية وتشكيل الحكومة، ما يستوجب موقفا حازما من العراقيين والاشقاء العرب ، في ابعاد هؤلاء المعطلين عن هذه العملية . من هنا نؤيد موقف القائمة العراقية الفائزة بالانتخابات الاخيرة برفض نور المالكي في رئاسة الحكومة ، ونرحب بجهود الرئيس الدكتور بشار الاسد في محاولة اقناع طهران بوقف عرقلتها لتشكيل الحكومة .

ان ما تتعرض له بعض دول الخليج العربي من اعتداءات ينفذها تنظيم القاعدة الارهابي ، او جماعات متطرفة محسوبة على دول غير عربية ، هي اعمال مدانة ومستنكرة من مرجعيتنا . ونحن نحرم هذه الاعمال التي يدعي مرتكبوها زورا انهم مسلمون والاسلام منهم براء . ان المسؤولية الشرعية توجب علينا التأكيد مرة جديدة ان الامن القومي العربي هو خط احمر ، وينبغي الحفاظ على الاستقرار في الدول العربية من دون استثناء .

لقد وفقنا الله في تصويب الموقف في البحرين من خلال كلمة سواء قلناها في الاحداث التي شهدتها المملكة أخيرا ، ونحن على استعداد للتدخل دائما خدمة للاستقرار والهدوء في بلادنا العربية . وفي المناسبة نهنىء أشقائنا في البحرين على نجاحهم

في إعادة الوضع إلى طبيعته .

وأشاد في قرار الرئيس علي عبد صالح بقراره الذي  يقضي بإنشاء مرجعية شرعية عليا في اليمن تسمى “لجنة العلماء المرجعية لتقديم النصح والمشورة” ونحن كمرجعية إسلامية لشيعة العرب على استعداد للتعاون والتنسيق معها لما فيه خير وصلاح .

اما في ايران فيستمر ظلم ذوي القربى ، ويتفنن النظام هناك في قمع المعارضة الديمقراطية والمشروعة كنتيجة لافلاسه وعجزه  . وقد بينت القرارات الاخيرة بحل حزبين من المعارضة الإصلاحية نهائياً مدى العجز عن لجم الحركة الخضراء التي تقودها المعارضة .

ان الحصار الدولي على النظام المجرم ، والاضرابات والاحتجاجات المتتالية في الداخل ، تنبىء بقرب نهاية هذا النظام ، وخلاص الشعب الايراني من مغتصبي السلطة الفاسدين والمفسدين في الارض .

.

 

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …