شفاف الشرق الأوسط : من المقرر ان تثير الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان ردود فعل شعبية و14 آذارية منددة بالزيارة، خصوصا أن
البرنامج المعلن للزيارة تخطى حدود البروتوكولات للزيارات الرسمية لرؤساء الدول الى حد ان مصادر لبنانية وصفت الزيارة بزيارتين: الاولى مختصرة الى الدولة اللبنانية، والثانية الى دولة حزب الله، ما وضع الدوائر الرسمية اللبنانية في حال من الحرج الشديد في كيفية التعاطي مع الزيارة وتداعياتها المحلية الدولية التي بدأت في لقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي واجهت الرئيس اللبناني بسلسلة من الاسئلة أصابت سليمان بالإحراج والارتباك الشديد الى حد عجز معه سليمان عن الإجابة عن تساؤلات الوزيرة الاميركية.
ماذا قالت كلينتون لسليمان؟
فقد أشارت المعلومات ان الوزيرة الاميركية توجهت الى سليمان بالاسئلة التالية :
هل يتضمن برنامج زيارة احمد نجاد جنوب لبنان، وتاليا ما هو الهدف من هذه الزيارة؟
هل العرف الديبلوماسي يسمح لرئيس بأن يختار مناطق تجواله في دولة ثانية، خصوصا انه سيزور الحدود مع إسرائيل، وتاليا ما هي الضمانات التي لدى الحكومة اللبنانية بأن لا يقوم احمدي نجاد بإستفزاز إسرائيل وإشعال المنطقة من بوابة الجنوب؟
وهل تقبل رئاسة الجمهورية اللبنانية ان يقوم الرئيس الاميركي باراك اوباما بزيارة لبنان والطلب الى الرئيس سليمان ان يلتقي قيادات قوى الرابع عشر من آذار في القصر الرئاسي في بعبدا؟
الرئيس سليمان اصيب بالارتباك الشديد إزاء اللهجة الصارمة للوزيرة كلينتون التي ختمت حديثها بالقول إن على لبنان ان لا يتوقع أي موقف أميركي داعم للبنان في وجه اي رد فعل إسرائيلي ردا على الاستفزازات التي يرتقب ان يطلقها احمدي نجاد.
زيارة ثانية لـ”الأتباع”
ومن جهة أخرى لم يتضح حتى الساعة البرنامج الرسمي لزيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان. ولكن الثابت في البرنامج ان نجاد سيلتقي نظيره اللبناني بروتوكولياً، ومن ثم سيبدأ زيارة ثانية لـ”أتباعه” في لبنان، او بالاصح زيارة الى دولة حزب الله” ليضع اكاليل على أضرحة امين عام حزب الله الراحل عباس الموسوي والمسؤول الامني في الحزب عماد” مغنية، وكلاهما قضى إغتيالا. كما ان احمدي نجاد سيزور “بوابة فاطمة” على الحدود اللبنانية الاسرائيلية وسيدشن حديقة “إيران” في بلدة مارون الراس الجنوبية فضلا عن لقاءاته مع قيادات حزب الله.
مصادر لبنانية اعتبرت ان زيارة احمدي نجاد تأتي لتكريس الوجود الايراني على البحر المتوسط وان العلاقة الايرانية اللبنانية نضجت على الطريقة الايرانية، وتاليا لم تعد طهران في حاجة الى بوابة اقليمية، هي دمشق حالياً، للدخول الى لبنان.