بقلم الكاتب فاضل الاحوازي – لكل صباح رؤية من نافذة تسمى عين البشر ولكل زمان ومكان ظرف خاص يحيط بنا ونحيط به.. إلا في تلك الصباح الباكر كان صباحا عابسا و عبوسا مخنوقا بعبرات البعض من الناس
والغير لاهي وطربان يغني حمام يلي على روس الخرايب لان حمام السلام في وقتنا الحالي أصبح بوما نائما في أنصاف أليالي كصقرنا الذي أصبح غرابا مع ان معلومة وكيفية دفن هابيل كان من عبقرياته والخافي أعظم لأشرف المخلوقات…كانت الدقائق ثقيلة جدا وتموت واحدة تلو الأخرى وتنتهي بواحدة لتولد دقيقة جديدة وعلى هذا الديدن ينتهي بنا مطاف العمرالى آخر المحطات و قبل ان تتصاعد الشمس وتنشر نورها المبهوت المخفوت لتتحدى عتمة أليل الدامس.كان يهرول على عجالة ويقف هنيئة ويكمل سويعة يتيمة كي يفكر قليلا بعد ان يمسح جبهته من سقوط قطرات عرق خجولة كفعل بعض الرجال ليتساءل ماذا يصنع عند ما تتراشق نظراته مع نظرات من يفتح له الباب كان يستغفر في بعض الأحيان وفي بعض الأحيان يسب الدهر الذي جعله عيدا لمن لا فرحة له في مثل هذه الايام و هي حاجة كاذبة وضحكة فاشلة أثبتها مرارما أفسده الدهر و أيدها الخونة التي تسول لهم أنفسهم وعند ما كان في بحبوحة أفكاره الشاذة كساذج مراهق أخذته إعماله وهرجه ومرجه خلف القضبان لعنود نفسه إلا إلى ان تصادم مع الباب الخشبي الذي كان صبغه بصبغة آلامه…فوقف واخذ يشهق ويزفر إلى ان كانت لهيب أنفاسه تحرق وتبخر لعاب فمه. فوقف خلف الباب ونظر يمينا وشمالا كانت جبينه تحكي آلام السنين وتندي خجلا لعظيم باب واقفا خلفه وقفة الجبل احتراما لمن هو في خلف هذا الباب ياترى من كان خلفه؟رفع يده راجفة مرتعشة ومر مرور الكرام حيث الذكريات المعشعشة في زوايا الماضي والتي لم ولن تكن تقبل بالمسح أبدا لعظيم صورة بشوشة لمن فتح له الباب وان كانت للحظة ومن الماضي لعام منصرم وهو الذي فتح الباب بوجهه واستقبله معززا مكرما لأنه كان رجل البيت ورب الاسره كان مدافعا مناضلا من اجل أرضه وعرضه ووطنه المغتصب والذي ضحى بالنفس والنفيس من اجله وأصبح شهيدا نبراسا وشمعة لتاريخ حافل لتسجله أقلام الرجال من رفقائه على حياء وإكرام وإجلال وطمأنينة ولكن كان الأمر مختلفا في هذه السنة نعم كان العيد هو الطارق والمنزل هو المنزل و الباب هو الباب ولكن هل يفتح الباب وهل يستقبلوه بحفاوة كما مضى في سالف الزمن بحلاوته ومرارته ….؟