العربية نت – سعود الزاهد، طهران – أ ف ب – سقط ما لا يقل عن 11 قتيلا، والعشرات من الجرحى، في انفجار قنبلة اثناء عرض عسكري، الاربعاء 22-9-2010، في شمال غرب ايران حيث اغلبية السكان من الاكراد، في اعتداء نسبته السلطات الى “اعداء الثورة
.
ووقع الانفجار قبل الظهر في مدينة مهاباد، وسط حشد كان يحضر استعراضا عسكريا، بمناسبة الذكرى الثلاثين لاندلاع الحرب بين ايران والعراق (1980-1988).
واعلن وحيد جلال زاده حاكم محافظة اذربيجان الغربية حيث تقع مهاباد ان الاعتداء وقع على “مسافة خمسين مترا من المنصة الرسمية (…) وسط مجموعة من النساء جئن للتفرج على الاستعراض”.
اتهام السلطة
وفي اتصال هاتفي لـ”العربية.نت” مع زعيم حزب كومله الكردي الإيراني عبدالله مهتدي، اتهم الأخير السلطات الإيرانية في الوقوف وراء الإنفجار، “بغية تشديد الاجواء الامنية وتفيذ احكام الإعدام في المعتقلين من النشطاء المدنيين الكرد”.
واعتبر مهتدي “أنه ليس من أسلوب التنظيمات الكردية إتخاذ مثل هذه الأساليب في النضال”، مستبعداً أن يكون اي من الاحزاب الكردية وراء هذه العملية بما فيها حزب بيجاك رغم خلافه مع هذا التنظيم.
وحول الإشاعات التي تدور حول وقوف جماعة أنصار السنة الكردية، قال مهتدي بالرغم من ان الجمهورية الاسلامية “كانت قد افسحت المجال لظهور التنظيمات السلفية ودعمتها ماليا ولوجستيا. وبالرغم من معرفتنا بالنزعة الجهادية لهذه التنظيمات حسب فهمها “للجهاد” ولكن نظرا لمعرفة الجمهورية الإسلامية بتحركات هذه المجموعةـ أستبعد إقدامها على ذلك إلا اذا كانت السلطات قد نسقت معها بهذا الخصوص.ولكن انا إتهم النظام مباشرة بأرتكاب هذا العمل”.
وأكد عبدالله مهتدي ان العنف لا يخدم القضية الكردية، “وهذا ما يؤمن به الشعب الكردي وتنظيماته في ايرانـ حيث لم تلجأ هذه التنظيمات في الماضي، وفي ظروف أكثر قمعا إلى مثل هذه الأساليب التي تضر بالشعب الكردي وبنضاله” حسب تعبيره.
تفاصيل التفجير
وفي تصريح نقلته وكالة الانباء الايرانية الرسمية، اوضح نائب المحافظ علي نكبخت ان “10 نساء وفتى قتلوا، وجرح 50 اخرون نقل منهم 15 الى المستشفى” مضيفا “لم يسقط اي عسكري” في الاعتداء.
ووُضعت العبوة في كيس وسط حشد المتفرجين، بينما أوضح القائد العسكري في المنطقة العقيد قربان بشاي للتلفزيون الرسمي ان الكيس الذي وضع تحت شجرة صغيرة كان يحتوي على “عبوة موقتة انفجرت في الساعة 10,20 بالتوقيت المحلي” (06,50 تغ).
وبث التلفزيون الايراني صورا التقطت حين وقوع الاعتداء وسمع خلاله دوي كبير قبل انبعاث الدخان.
وصرحت فتاة نقلت الى المستشفى للتلفزيون “كنا نحضر الاستعراض قبل وقوع الانفجار، فهربنا جميعا”.
وفتحت السلطات تحقيقا لتحديد ظروف الاعتداء الذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه بعد، لكن المحافظ نسبه على الفور الى “اعداء الثورة”. وقال جلال زاده ان “عناصر من اعداء الثورة ارتكبوا هذا العمل الوحشي انتقاما من شعب مهاباد الذي كان دائما يساند القوات المسلحة” دون توضيح هوية تلك العناصر.
أهمية “مهآباد”
يذكر أن مدينة مهآباد تقطنها أغلبية كردية سنية، إلا انه تم ألحاقها إلى إقليم آذربيجان ذو الأغلبية التركية، وذلك في أعقاب سقوط جمهورية مهآباد الكردية بقيادة قاضي محمد في نهاية الحرب العالمية الثانية، التي تشكلت إلى جانب جمهورية آذربيجان التركية بقيادة بيشه وري. وكان ملا مصطفى البارزاني يحتل منصب وزير الدفاع في جمهورية مهآباد التي ظلت رمزا للأكراد للمطالبة بحقوقهم القومية في مختلف البلدان التي تضمهم وصولا الى كردستان الكبرى.
وتنشط في كردستان ايران مجموعة من الاحزاب تختلف في اساليب الوصول إلى اهدافها ومنها حزب حياة كردستان الحرة المعروف بـ”بيجاك” المتخندق في جبال قنديل الواقعة في المثلث الحدودي بين ايران وتركية والعراق.
يوصف هذا التنظيم الذي يمارس العمل المسلح في كردستان ايران ضد الأهداف الحكومية والعسكرية يوصف بالفرع الإيراني لحزب العمال الكردستاني التركي (ب ك ك).
ولا يدعو الحزب علنا الى الإنفصال عن ايران، كما الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني بزعامة مصطفى هجري، وحزب كوملة الكردي بزعامة عبدالله مهتدي، بل يؤكد على إقامة نظام لامركزي إلا إنه يلجأ إلى العمل المسلح لتحقيق غاياته..