معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى يوصي بحتمية التشدد مع إيران

واشنطن – أحمد الشيتي

تزامناً مع زيارة نجاد إلى نيويورك

أكد الزميل مايكل آيزنشتات في معهد واشنطن لسياسية الشرق الأدنى، وديفيد كريست المؤرخ في وزارة الدفاع الأمريكية وزميل زائرiran_obama-ahmadonejad_us
سابق في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن تعليق المدير الأسبق لـ “وكالة الاستخبارات المركزية” الأمريكية مايكل هايدن في الشهر الماضي الذي أفاد أن الانجراف نحو عمل عسكري ضد إيران يبدو “حتمياً”، والبيان الأخير لرئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية الأدميرال مايكل مولن الذي قال فيه إن الجيش الأمريكي أعد خططاً للهجوم على إيران كلها مؤشرات ينبغي التعاطي معها بتركيز عال.

وجاء في المقال الذي تناقلته عدد من وسائل الإعلام الأمريكية وظهر على موقع المعهد المختص بسياسة الشرق الأدنى أن التطورات الأخيرة في إيران تؤشر على أنه من المرجح أن تكون طهران المتزايدة في عدائها، هي الطرف الذي سيتخذ الخطوة التي ستشعل شرارة الصراع مع الولايات المتحدة، سواء بعمل إرهابي أو بتسهيل هجمات المتمردين في العراق، أو أفغانستان، أو باستفزاز عسكري في الخليج أو في مكان آخر، إلا إذا تحركت واشنطن بحذر وحزم في آن واحد لتفادي هذا الاحتمال.

وتناولت المقالة أيضا عددا من الأسباب التي قد تؤدي إلى قيام إيران، وليس الولايات المتحدة أو إسرائيل، باتخاذ الخطوة الأولى. بعد أن أعرب المرشد الإيراني علي خامنئي وأحمدي نجاد وغيرهما من كبار المسؤولين في مناسبات عديدة عن إيمانهم بأن الولايات المتحدة قوة آخذة في التدهور، وأن النظام الدولي الذي عزز نفوذ الولايات المتحدة آخذ في التداعي، وأن القوة الأمريكية قد وهنت بفعل الحروب الطويلة في أفغانستان والعراق.

وطرح المقال نموذجا آخر من التعامل حيث جاء في سطوره: “شعرت إيران بالاطمئنان مجدداً بسبب عزلة إسرائيل المتنامية التي تعتبرها جزءاً من عملية طويلة الأمد تؤدي إلى زوال الدولة اليهودية، وقد تشجعت بفضل تقدمها البطيء ولكن الحثيث في برامج الصواريخ والأسلحة النووية الخاصة بها. وهكذا، فباستشعار قادة إيران بضعف أعدائهم وإدراكهم بأن هناك فرصة سانحة، ربما قد ينغرون بتعجيل عملية “التراجع” هذه من خلال اتخاذهم خطوة تهدف إلى إذلال الولايات المتحدة، وتسليط الضوء على الحدود التي تنحصر فيها القوة الأمريكية”.

وركز المقال في طرحه على أمور عدة من أهمها: أن إيران تزيد أيضاً الدعم المقدم لهجمات تمردية ضد القوات الأمريكية المغادرة من العراق، من أجل خلق انطباع بأن الولايات المتحدة قد أُجبرت على الخروج من تلك البلاد. وقد صرح القائد العسكري الأمريكي الأعلى في العراق الجنرال ريموند أوديرنو، أن إيران تقوم بتسليح وتدريب ثلاث جماعات عراقية وهي «عصائب أهل الحق»، و«لواء اليوم الموعود» لمقتدى الصدر، و«كتائب حزب الله» وحذر من أن «كتائب حزب الله» كانت تخطط، بمساعدة مستشارين إيرانيين في العراق، لزيادة الهجمات على القوات الأمريكية. وبالفعل، من المرجح أن تكون إحدى هذه الجماعات قد وقفت وراء الهجوم الصاروخي الذي وقع قبل ثلاثة أسابيع وأسفر عن مقتل ثلاثة من حراس الأمن العاملين لدى السفارة الأمريكية في بغداد.

ويسرد مقال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قائلا: “إن جميع هذه العوامل، بالإضافة إلى الطبيعة الانعزالية للقيادة الإيرانية، والتي تبدو أحياناً أنها تصدق دعايتها حول تراجع الولايات المتحدة من جهة والقوة الإيرانية المتنامية من جهة أخرى، يمكن أن تسبب إساءة طهران لحساباتها أو خطئها، ربما برعاية عمل إرهابي، أو استثارة القوات الأمريكية في الخليج العربي، كما فعلت القوارب الإيرانية الصغيرة في الماضي، أو بتكثيف الدعم للجماعات المتمردة في العراق وأفغانستان”.

وأوضح المقال أوجه المعادلة المنطقية بين الولايات المتحدة من جهة وإيران من جهة أخرى بالقول “ينبغي على الولايات المتحدة أن ترد على هذه الإمكانية العالية للصراع بإشعار طهران أنها مستعدة لهذه الاحتمالية عن طريق إرسال إشارات لا لبس فيها وبصورة هادئة إلى إيران من خلال القنوات الدبلوماسية والعسكرية ووسائل الإعلام. إن ذلك سوف يعطي طهران سبباً للتردد، لأن هجوما سريا ضد عدو يقظ هو أقل احتمالا للنجاح، وأكثر رجحا لاقتفاء أثره إلى المصدر الذي جاء منه. وفي الحقيقة، تعتبر تحذيرات الجنرال أوديرنو الأخيرة بأن الجماعات التي ترعاها إيران كانت تخطط للقيام بهجمات في العراق خطوة أولى جيدة في هذا الصدد”.

كما أشار المقال أنه ينبغي على واشنطن أيضاً أن تبلغ طهران أنها لن ترد بالضرورة بطريقة مشابهة أو تناسبية على الاستفزازات الإيرانية كما فعلت عندما حاولت احتواء التمرد العراقي خلال التسعينات من القرن الماضي. فعلى سبيل المثال القيام بهجوم إرهابي لن يحرض بالضرورة على توجيه ضربات محدودة تقتصر على معسكرات التدريب الإرهابية، كما أن الاستفزازات في البحر ربما لا تعرض للخطر المراكب التي شاركت في تلك الأنشطة وحدها. وسيؤدي ذلك إلى تشكك القادة الصقور في طهران حول ما إذا كان باستطاعتهم إدارة الخطر المرتبط بالمواجهة بصورة فعالة، وبذلك يزداد الردع الأمريكي مقارنة بإيران.

وفي ختام المقال ذكر الكاتبان “في ضوء هذه المخاوف، وما تتضمنه من أخطار سيكون من الحكمة اتخاذ إجراءات احتراسية لتفادي المواجهة مع طهران التي يمكن أن توفر ذريعة للقيام بحملة قمع ضد المعارضة الديمقراطية في إيران، التي ستزيد من تعقيد الدبلوماسية النووية المستمرة، وربما تؤدي إلى المزيد من التصعيد”.

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …