محمد حسن فلاحية
حدث إنقلاب كبير في نظريات العلوم الطبيعية في السنوات الاخيرة الماضية مما عكس هذا الامر قفزة نوعية على العلوم الاجتماعية ومن ثم علم السياسة وأنّ استخدام نظرية الفوضى التي تحمل في طياتها مفاهيم عدة تعني الانسياق نحو الاضطراب وفقدان النظام والتوتر هو نوع من أنواع الفوضى الخلّابة وهي بدورها نوع من أنواع النظام .
إدوارد لورنز أول منظّر إبتدع نظرية الفوضى الخلّابة عام 1965ويرى H .ADAMS يرى أنّ الفوضى هي الحياة ولكن النظام يولد الروتين ، حيث أنه يرى أنّ الفوضى تجلب الأمن وأنّ النظام يجلب الدمار وهيلز يعتقد بأنّ الفوضى هي بالواقع فوضى منظمة “DISORDER ORDERLY” و يضيف بأنّ في الفوضى نتائج غير محسومة على نقيض ما في النظام .
النتائج الفوضوية :
يسعى النظام الايراني إستخدام الفوضى للوصول الى أهدافه في التوسّع والسيطرة على شعوب ومقدرات هذه المنطقة بعد أن حلّ الفراغ فيها نتيجة إحتلال العراق والاخطاء الستراجية الفادحة التي مازالت ترتكبها الادارة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط ويعمل النظام في إيران على تطبيق الفوضى الخلّابة عبر هذه الاطروحة المعروفة منذ القدم وهي : بسبب عدم وجود مسمار لن نستطيع صنع حدوة للحصان ، وبدون الحدوة لن يستطيع الحصان على العدو وفي النهاية سيهلك الحصان ، وبهلاك الحصان ستخسر الحرب، وعبر الخسارة في الحرب لن تستطيع الدولة على البقاء .
إذاً يحاول النظام الايراني تطبيق هذه النظرية عبر استخدام عناصر إنتهازية في المنطقة نظير حزب الله وحماس وبعض الجهات الشعيعية الموالية له في العراق والبحرين والكويت والمنطقة الشرقية في الجزيرة العربية والحوثيين في اليمن والشيعة في أفغانستان والباكستان ليستخدمهم في إشاعة الفوضى لبسط نفوذه وتمدده في الشرق الاوسط واللعب بهم كأوراق أمام الدول الكبرى .وفي هذه التكتيكات الايرانية المحدودة تتخبأ غاية وهي الوصول الى المخططات الستراتيجية الكبيرة حيث أنّ في الظروف الفوضوية يمكن تحقيق الاهداف الكبيرة ألا وهي السيطرة على معظم الشرق الاوسط ومن ثمّ فرض الارادة الايرانية على جميع منافسيه في المنطقة والعالم من هنا يمكننا إستيعاب تهديد نجاد ومن وراءه القادة الايرانيين إسرائيل بالفناء في حال حاولت الاخيرة مهاجمة منشئاتهم النووية وعملت على تطبيق التأثيرات التي تجلبها الفوضى الخلّابة عبر منطق وسياسات ايران الخارجية والداخلية في نفس الوقت والتركيز على أهم ماتجلبه الفوضى كما نشير اليه :
1- في عالمنا الملئ بالفوضى لا يمكن التخطيط لفترة طويلة الامد والاكتفاء بالمخططات قصيرة الامد والمطاطية.
2- التخطيط الهُلامي كميزة من مميزات إتخاذ القرارات .
3- التوجّه الابداعي نحو القرارات المنطقية وإنحسار القرارات العاطفية .
4- التركيز على إحداث أنظمة مؤقتة .
5- تعديل ثقافة الأنظمة لتتلاءم والمعايير الخلّابة التي يتطلبها العالم الفوضوي .
6- يجب متابعة النظام في صميم الفوضى .
ويمكن تطبيق هذه المواصفات باسخدام المذهب والعرق في أن واحد لأغراض أنية ومؤقتة كما يفعله الان النظام في إيران حيث أن هذا النظام يستخدم المذهب الشيعي وهو بدوره يستقطب الشيعة العرب وغيرهم وبنفس الوقت لدى النظام الايراني القدرة على إمتصاص البعض من السلفيين العرب وغيرهم والفرس ينظرون للنظام الايراني على أنه يمثلهم لانه يرتكز على القومية الفارسية ولا نستغرب من مساعد الرئيس الايراني ورئيس مكتبه “إسفنديار رحيم مشائيي” عندما يصف قوروش الزعيم الايراني القومي بأنه رسول الله وأن مسلّة حقوق الانسان بأنها كتاب الله ؛ لأن الإيديولوجية الهلامية للنظام الايراني تضمّ في طياتها النظرة الطائفية الشيعية والقومية الشوفينية والدينية السلفية .من هنا استطاع النظام الايراني التفوق على الانظمة العربية التي بقيت متقوقعة على حالها وفي حالة الدفاع فقط وسارت السياسة الايرانية نحو الهجوم خاصة بعد مجئ نجاد للسلطة في إيران والذي يطبق حرفياً سياسة تهاجمية وليست دفاعية حيال الغرب والعرب عكس ماكان يعمله سلفه الاصلاحيون وذلك باستخدام الفوضى والفوضى الخلابة و تطبيقها في مناطق الصراع في فلسطين والعراق وأفغانستان ولبنان وفي الفوضى يمكن للنظام في ايران أن يستمر لا بدون ذلك .