محمد حسن فلاحية
جاء العيد ليزفّ فرحته في الازقة قبل الشوارع وفي الأحياء قبل المدن الكبرى وفي الأرياف قبل المدن وبين الأطفال قبل الكبار، ولكن هذا العام كما الأعوام الماضية تزف بشرى العيد لكن أرادت السياسة لهذه البشرى أن تمر على شعبنا في الاحواز
ترغم السياسة الايرانية التي تستغل الدين وتوظّفه لأغراضها السياسية الشعب العربي على تجميد عيده لاستخدام عيد أمجاد فارس لاعيد ابائه وهذه الحالة متواصلة منذ مجئ الثورة التي تسمى إسلامية في إيران والى يومنا هذا فصدق المتنبي عندما قال ” عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد ” وكأن المتنبي تنبّأ حال شعبنا في الاحواز قبل قرون وصدقت نبوأته .
هذه الحالة تصدق على الشعب العربي في العراق وهو الذي يخضع بشكل وبأخر للسياسة الايرانية بعد الاحتلال عام 2003حيث تعمد الحوزة الدينية في العراق الى تأجيل إعلان العيد في العراق ـ الشيعي ـ في السنوات الأخيرة الماضية ليتلأم مع الأجواء التي تريدها سياسة طهران للعراق وهذا الامر يصب في إتجاه السياسة التي تخطط لها طهران باستثناء هذا العام والذي أعلن فيه الوقف السني الجمعة أول أيام عيد الفطر وتوحّد موقف الاثنين حسبما يبدو أما ظاهرة حرق المصحف الشريف التي هزّت ضمائر المسلمين ونحن نستنكر هذا العمل حيثما كان مصدره تعبث بمشاعر المؤمنين بهذا الكتاب المقدس وتركت بصمات واضحة على أجواء العيد في البلدان الاسلامية وبين شعوبها ومنها شعبنا رغم انشغاله بالوضع المأساوي الذي يمر به جراء التعسف والظلم الكبيرين التان يفرضان عليه .
وكيف يعيد شعبنا ونخيله تجفّ وأنهاره تبكي على قطرة ماء في حين تصدر مياهه الى المدن الايرانية الاخرى وأجواءه ملبدة بالغبار السمي الذي تتناثر فيه ذرات اليورانيوم المنضب والطيور المهاجرة عكفت عن استضافة مستنقغاته لأنها أصبحت جرداء وواحاته تحولت الى صحاري وصحاريه الى مرتع للقمامة فكيف يعيد شعب وهو يعاني من الجوع والعطش وتهدر ثرواته الى الاحزاب المرابطة ودول الممانعة هذه سخرية القدر فأعينوني على استيعابها !!