السيد محمد علي الحسيني.
مرة أخرى و بعد مرور فترة قصيرة على الاعترافات المثيرة لمير حسين موسوي رئيس وزراء النظام الايراني الاسبق، أطل علينا مهدي کروبي، الرئيس الاسبق لمجلس الشورى الاسلامي بإعترافات أکثر إثارة رغم انها لم تأت بجديد من حيث
ماقيل و يقال عن فلسفة هذا نظام ولاية الفقيه و اسلوبه المشبوه لإدارة الحکم و البقاء فيه، کروبي، أکد بأن نظام ولاية الفقيه و طوال العقود الثلاثة من عمره، کان يفتعل الازمات على الصعيد الدولي لضمان إستمراره في الحکم، هذا الاقرار الساطع ومن جانب شخص کان يشغل رئيس السلطة التشريعية لنظام ولاية الفقيه، له أهميته القصوى على أکثر من صعيد و تؤکد بصورة قطعية مدى عمق الازمة الحادة التي بات يعاني منها هذا النظام القمعي المناهض لأبناء شعبه اولا ولعموم شعب المنطقة ثانيا.
أن مايتم نشره هنا و هناك من إعترافات و فضائح و وثائق مختلفة تدين نظام ولاية الفقيه و تکشف معدنه الردئ الذي خدع به طوال الأعوام الماضية العالم وخاصة الشيعة ، يبين بوضوح أن هذا النظام الطفيلي اساسا قد وصل الى نقطة اللاعودة وانه ومن أجل بقائه فترة أطول على دست الحکم، قد يلجأ الى خيارات متعددة يکون تأثير تداعياتها و ظلالها السلبية على شعوب المنطقة أکثر و اقوى، وان نظرة في الماضي القريب و ماأرتکبه هذا النظام في مختلف بلداننا العربية بشکل خاص جدا و في دول أوروبا ولاسيما في فرنسا وبريطانيا و المانيا و النمسا و دول أخرى بشکل عام، تثبت بأن ليس بإمکان هذا النظام أبدا أن يستمر في حکمه القمعي التعسفي الاستبدادي بغير منطق تصدير الازمات و الاعتياش عليها کأي نظام طفيلي مريض، وان کل محاولات النظام لإظهار نفسه بمظهر المتسامح و المؤمن بالقيم و المبادئ الانسانية قد ظهر زيفها و کذبها المفرط عندما تحدث کروبي عن حالات تعذيب بالغة الوحشية لقادة من الحرس الثوري أنفسهم وکأن النظام طفق يأکل أزلامه و يفتك بهم لمجرد الظن بولائهم، فهاهو أحد قادة الحرس يکتب رسالة مطولة لرأس النظام خامنئي متحدثا فيها عن تعرضه لأبشع أنواع التعذيب طوال ١٤ شهرا مبينا أن“المحققين كانوا يغطسون رأسه في مرحاض مليء بالفضلات البشرية ليعترف بوجود علاقات بينه وبين بنات وزوجات بعض قادة المعارضة“.، بهذا المنطق السقيم الاهوج و المريض، يسعى نظام الخبث و المکر و الدجل للبقاء في السلطة ونحن لو لاحظنا أن نظاما يتبع هکذا اسلوب وحشي مع فرد من أفراده ممن قضى جل عمره في خدمته، فکيف الحال مع العامة من أبناء الشعب؟ لابل کيف الحال مع شعوب المنطقة؟ أنه سٶال وجيه من الضروري الاجابة عليه ولاسيما من جانب تلك الجهات الشيعية و الشخصيات التي تمجد وتطبل و تزمر له ليل نهار وان الزيارة المرتقبة”المثيرة للقلق” لمحمود أحمدي نجاد للبنان والتي ترى غالبية الاوساط السياسية بأنها زيارة إستعراضية الهدف الاساسي منها نقل المشهد الساخن من داخل إيران الى لبنان و جعله مرة أخرى ساحة و متنفسا لکي يفرغ فيه نظام ولاية الفقيه سمومه و همومه و ازماته و مشاکله المعقدة، ونظرة الى البرنامج الخاص للزيارة وعزمه على زيارة آخر نقطة حدود لبنانية مع الکيان الصهيوني تشير بجلاء الى نيته المبيتة من النفخ في قربة مثقوبة من أجل التغطية على أزمات بلاده الداخلية و التخبط و الفوضى الذي يشهده على الصعيد الخارجي سيما مايتعلق بملفه النووي.
اننا کمرجعية اسلاميـة للشيعة العرب، نرى ان لبنان و شعب لبنان، ليسا على إستعداد أبدا لکي يجعلا من نفسيهما کبش فداء او ساحة تصفية حسابات لأية جهة او طرف دولي وانهما يرفضان و بشدة التدخل في شؤونه الداخلية والعبث بمقدراته من أجل غايات واهداف مشبوهة لاعلاقة لها البتة بالمصالح الوطنية للبنان و اللبنانيين.
ان رؤيتنا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب لمستقبل هذا النظام تتجلى في ان نظام ولاية الفقيه الذي يمر حاليا بواحدة من أقوى و أعنف الازمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الفکرية التي تواجهه، يسعى جاهدا لکي يبقى واقفا على قدميه رغم أن العالم کله بدأ يراه مترنحا بفعل مجلس المقاومة الايراني الوطني والضغط الشعبي الداخلي المسلط عليه و الاخفاق و الافتضاح الذي طفق يتعرض له على الصعيد العربي خصوصا بعد کشف الاذرع الجرثومية الخبيثة له في الکويت و البحرين و السعودية والامارات و العراق و اليمن و مصر، واننا واثقون من أن هذا النظام الذي برع طوال الاعوام المنصرمة للبقاء بسبب من الازمات التي کان يفتعلها هنا وهناك قد جاء اليوم الذي لابد له فيه من دفع فاتورة الحساب وکما قال الرسول الاکرم(ص): بشر القاتل بالقتل، فإن هذا النظام الذي اوغل في سفك دماء الابرياء و هتك الحرمات و نهب المقدرات من أجل ضمان بقائه، يجب أن ينتظر اللحظة التي سيدفع فيها ضريبة بقائه الباهضة والتي لن تکون إلا بإنهائه و إنهاء وجوده.
*المرجع الإسلامي للشيعة العرب