أ. ف. ب.
رحبت أوروبا والولايات المتحدة بنتيجة الاستفتاء الدستوري في تركيا الذي تعاملت معه أنقرة على أنه تقدم نحو إنضمامها الى الاتحاد الاوروبي، الامر الذي ما زال يثير تردداً كبيراً بين دول الاتحاد ال27.
بروكسل: أكد مناصرو انضمام تركيا هذا البلد المسلم الذي يضم 73 مليون نسمة الى اوروبا ان موقفهم تعزز عبر الاصلاحات الدستورية التي اقرت. واعتبرها وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس “اشارة واضحة للرسالة الاوروبية” لتركيا.
وشاطره الرأي نظيره السويدي كارل بيلت فقال “هذا يفتح الباب الاوروبي، حتى لو استغرق دخوله بعض الوقت” معتبرا ان انقرة “تمهد لتطور اكثر انفتاحا وديموقراطية في البلاد”. اما الولايات المتحدة فرحبت من خلال رئيسها باراك اوباما بالنسبة المرتفعة للمشاركة في الاستفتاء. ولطالما نشطت واشنطن من اجل ضم تركيا الى الاتحاد الاوروبي متهمة اياه بابعاد تركيا عن الغرب من خلال تأجيلاته المتكررة.
ورأى اوباما في المشاركة الكثيفة انعكاسا “لحيوية الديموقراطية التركية”. وحتى وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الذي يخشى توجه تركيا نحو الشرق الاوسط واسيا، تحدث عن “خطوة مهمة اضافية في الطريق التركية نحو اوروبا”.
لكنه معروف بانه اكثر انفتاحا على فكرة انضمام تركيا من المستشارة انغيلا ميركل التي تؤكد ان بلادها تعارض هذا الامر. فعلى غرار فرنسا والنمسا تفضل ميركل خيار “الشراكة المميزة” مع انقرة. وفي هذه الظروف يبدو اقرار التعديلات الدستورية غير كاف لحلحلة مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
وقال المحلل في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية خوسيه ايناسيو توريبلانكا “لا اعتقد ان هذا سيغير المعطيات. فمواقف دول رئيسية عدة في الاتحاد الاوروبي كالمانيا وفرنسا تشددت حول مسألة الانضمام. ومهما فعلت تركيا اليوم لن تتغير تلك المواقف”.
واضاف “يتشكل تحالف من الرافضين في دول عدة، يشمل احزاب اليمين المناهضة للاسلام والمناصرة لاوروبا التي تخشى اضمحلال مشروع الاتحاد الاوروبي مع دخول تركيا. وهذه دوامة سيئة جدا بالنسبة الى انقرة”.
وبدأت تركيا مفاوضات الانضمام العام 2005 لكنها لا تتقدم الا ببطء شديد بسبب التردد المتفاقم وجمود ملف قبرص التي تحتل تركيا الشطر الشمالي منها. وجمد الاتحاد الاوروبي وقبرص وفرنسا 18 من اصل 35 ملفا في مفاوضات الانضمام بسبب المشكلة القبرصية خصوصا.
والسبت، عبرت الحكومة التركية في اجتماع في بروكسل مع وزراء الخارجية الاوروبيين، “بوضوح” عن استيائها من بطء العملية، بحسب وزير خارجيتها احمد داود اوغلو. ورحب داود اوغلو باقتراح الاوروبيين فتح “حوار استراتيجي” مع انقرة حول مشاكل العالم الكبرى بغض النظر عن مسألة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وقال محذرا ان “تركيا لن تقبل على الاطلاق اي بديل من عملية التفاوض” معتبرا ان “من الصعب تطوير رؤية استراتيجية مماثلة” حول الشراكة “اذا لم يحدث تقدم في مفاوضات” الانضمام.