وحيد سبيتي وعادل منصور وجميل نعمة يديرون بالأموال المنهوبة مشاريع في الخليج وأفريقيا وكندا وسويسرا |
“السياسة” – خاص:
كشفت مصادر لبنانية موثوقة ل¯”السياسة”, أمس, أن مظاهر الفساد المستشري في صفوف “حزب الله” طفت على السطح أخيراً مع
اكتشاف قضية اختلاس واسعة في الجهاز المالي التابع للحزب والذي يتكون من ثلاثة مؤسسات هي: بيت المال الذي يعتبر البنك الرسمي لحزب الله والمسؤول عن ادارة ميزانية الحزب واستثماراته, ومؤسسة “القرض الحسن” التي تعتبر أحد الأذرع المالية التنفيذية لبيت المال, ولها ما يناهز 15 فرعاً في لبنان, ومؤسسة “تسهيلات” التي تمنح القروض لعناصر الحزب وكوادره. وقد أدرجت اثنتان منها وهما “بيت المال” ومؤسسة “القرض الحسن” في السنوات 2006 و2007 على لائحة الجهات الممولة للإرهاب التي تنشرها دورياً وزارة الخزانة الأميركية.
وأكدت المصادر ان قضية الاختلاس تعتبر الضربة الثانية الأشد قسوة للحزب وكوادره من الناحية المالية بعد قضية إفلاس رجل الاعمال اللبناني صلاح عز الدين العام الماضي, خاصة في ظل المشاكل الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الحزب نتيجة قيام ايران بتقليص الميزانية المخصصة له, بعد ان بات الاقتصاد الايراني يعاني الأمرين نتيجة انخفاض اسعار النفط, من جهة, والعقوبات الاقتصادية المشددة المفروضة على ايران نتيجة عدم انصياعها لمطالب الاسرة الدولية في وقف تخصيب اليورانيوم من جهة اخرى. اضف الى ذلك توسيع صفوف الحزب وزيادة عدد عناصره بشكل لا سابق له الامر الذي رتب أعباء إضافية على ميزانية الحزب المنكمشة.
وأشارت المصادر الى انه تم كشف قضية الاختلاس بعد اجراء فحص فجائي لصناديق فروع “بيت المال”, حيث تبين اختفاء ملايين الدولارات من الحسابات,وحينها اخذت اصابع الاتهام تتوجه الى عدد من كبار الكوادر المالية في الحزب في مقدمهم مدير فرع مؤسسة “القرض الحسن” في النبطية وحيد سبيتي, والذي يعتبر الفرع الرئيسي للمؤسسة وتدار فيه عشرات الملايين من الدولارات بما في ذلك رواتب كوادر الحزب وعائلات شهداء وجرحى الحزب.
أما الكادر الثاني الذي تمت الاشارة اليه في قضية الاختلاس فهو عادل منصور نائب مدير مؤسسة “القرض الحسن”, والثالث هو جميل نعمة مدير مؤسسة “تسهيلات”.
وأوضحت المصادر ان الدلائل حول قيام وحيد سبيتي باختلاس مبالغ كبيرة من بيت المال بدأت تظهر منذ ثلاث سنوات إثر انتشار خبر المشاريع التجارية التي يديرها بواسطة ابنته في سويسرا وقيامه بتحويل عشرات آلاف الدولارات شهرياً لحسابات سرية فتحها باسم ابنته في سويسرا وكندا. وكذلك الأمر بالنسبة لعادل منصور وجميل نعمة اللذين يديران مشاريع تجارية عدة في دول الخليج وافريقيا بالأموال لتي اختلساها من “بيت المال”.
واستغربت مصادر مقربة من أوساط الكوادر القيادية في الحزب الذين اطلعوا على تفاصيل هذه القضية, عدم قيام الامين العام للحزب حسن نصر الله بمعالجة هذه القضية وكف يد المتهمين بالاختلاس, مشيرة إلى أن ذلك قد يعود الى سببين أولهما ان هذا الموضوع لم يصل بعد الى مسامع نصر الله, الامر الذي رفضته المصادر بشكل مطلق على خلفية معرفة نصر الله بكل شاردة وواردة في الحزب وتدخله الشخصي في ادارة الامور الادارية والعسكرية في الحزب.
والسبب الثاني هو ضلوع كوادرالحزب القيادية في هذه القضية أو بعمليات اختلاس اخرى, الأمر الذي يبرر عدم قيامهم بتحريك ساكن لكشف هذه القضية وملاحقة المتهمين بها او اعادة الاموال التي اختلست.