هذا العنوان جاء على غلاف صحيفة دورية1 للجمعية العالمية للدفاع عن الشعوب المهددة ، والدفاع عن حقوق الإنسان، التي تتخذ لها مدينة غوتينغن( Götingen (الالمانية مقرا لها .
تناولت الصحيفة عدة محاور، منها ملخص عن تاريخ إيران خاصة في القرن الماضي الذي تحولت فيه إيران في تلك الفترة من دولة الممالك الى دولة مركزية خاصة بعد الانقلاب الذي قام به رضاخان و بعدما اخضعت الحكومات المحلية للشعوب الغير فارسية بالقوة،
سمي رضا شاه بهلوي وأسس الملكية البهلوية . وفي محور آخر تناولت الصحيفة الملف النووي الإيراني الذي يثقل كاهل المجتمع الايراني والذي تتمسك به الدولة ، ويهدد الرئيس احمدي نجاد به العالم بعض الأحيان . نتيجة هذا الملف حصلت ايران على اربع عقوبات دولية من مجلس الأمن و شكلت جبهة معادية عالمية ضد إيران.
و في محور ثالث تناولت الصحيفة الحركة الخضراء و تداعياتها و مطالبها العادلة التي تنادي بالحريات الأساسية مثل الانتخابات الحرة و الشفافة, حقوق الأقليات الاثنية و الدينية، حقوق المرأة، و حقوق فئات المجتمع الآخرى. الاحتجاجات، المظاهرات و الاصطدامات الدامية التي حدثت في طهران و المحافظات الأخرى. نقلت صور عدة للمظاهرات منها صورة احد قائدي النهضة الخضراء ميرحسين موسوي.
و في آخر محور تناولت الصحيفة القضية القومية للشعوب الغير فارسية و الأقليات الدينية في إيران و قسم هذا المحور الى عدة أقسام ، ونشر ملخص لتقرير حول مؤتمر بأسم القضية القومية و الديمقراطية في إيران الذي دعت له هذه الجمعية وأقيم بمدينة فرانكفورت في العام 2009، تناول المؤتمر عدة محاور منها وصف الوضع الموجود لدى القوميات و مشاكلها الحياتية و الاضطهاد القومي ، حيث تم القائها بشكل محاضرات في ذلك الموتمرمن قبل ممثلي القوميات الإيرانية و محاضرات اخرى لأخصائيين وعلماء ألمان في القضية القومية و طرق حلها ، وفي النهاية كانت التوصيات لحل القضية القومية في ايران بشكل عادل هي :
تشكيل حكومة غير مركزية فدرالية في إيران لضمان حقوق القوميات و الأقليات الدينية و مشاركتها في الحياة الاجتماعية ،الثقافية،الاقتصادية و السياسية .و نقلت الصحيفة خطاب العالم الألماني رئيس جامعة برمن السابق و الحقوقي المعروف الأستاذ البروفيسور ه. س. رولاند مونش الذي حضر المؤتمر وتحدث حول الأوضاع السياسية و القضية القومية في إيران و قدم اقتراحا علميا لحل القضية القومية في إيران . سأتناول ترجمة هذا الخطاب بالقسم الثاني.
و نقلت الصحيفة رسالة رد لوزير الخارجية الألمانية غيدو وسترولة الذي ابدى فيها عن قلقه البالغ حول انتهاكات حقوق الإنسان لاسيما الإعدامات التي حصدت أرواح أبناء القومية الكردية و أرواح أخرى في إيران خاصة في عام 2009 حيث قال : وجهنا رسالة الى الوزارة الخارجية الإيرانية حثينا فيها الإيرانيين لإيقاف الإعدامات لاسيما إعدام الشاب الكردي إحسان فتاحيان و للأسف لم تنجح جهودنا واعدم هذا الشاب في 11 نوفمبر من نفس العام ،ونددت الدولة الألمانية من تنفيذ هذا الحكم . واستمر الوزير قائلا: من جهة اخرى طلبنا من الرئاسة الأوروبية ان تضغط على إيران لإلغاء حكم الإعدام. و في نهاية الرسالة قال: إن إيران وقَعت على منشور حقوق الإنسان و قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الحقوق المدنية و الحقوق السياسية و التي تضمن للإنسان حق الحياة الكريمة و حرية الرأي و الاعتقاد وحرية التفكير و الأمان، ووعد الوزير بتلك الرسالة انه سيسعى لحث إيران لقبول القرارات العالمية و إيقاف الإعدامات و احترام حقوق الإنسان. الدولة الألمانية تسعي لإلغاء حكم الإعدام عامة في العالم.
احدى المقالات الذي جاء في الصحيفة بعنوان: ” جمهورية إيران الإسلامية، بين التهديدات الخارجية و تهديد الثورة من الداخل”
بدأت الصحيفة قائلة: ” من الصور العديدة التي رأيناها عبر الهاتف الخلوي و مواقع الانترنت، التي نقلت لنا زوايا الاحتجاجات و الاصطدامات الدامية بعد انتخابات رئاسة الجمهورية في جون حزيران 2009 و انتخاب الرئيس الحالي احمدي نجاد للمرة الثانية، لا تزال هذه الصور حية في الذاكرة.
و استمرت قائلة :” لكن ابعد من ذلك بكثير، توجد قضايا و زوايا كثيرة غير مكشوفة في هذا البلد الذي هو بمثابة بوابة الشرق، نحن لا نعرف عنه الكثير”. و قالت:” ايران لديها تاريخ عريق و تطورات، ثورات و انقلابات عديدة، خاصة في القرن الماضي. حدثت في الأعوام 1906 الى 1911 في إيران أول ثورة متقدمة ببرامجها ،عرفت بثورة الدستور.وعلى اثر تلك الثورة أسس أول برلمان في عام 1906 وفي ذلك البرلمان وشَح الملك أول دستور للبلد و على أثره أصبحت إيران دولة ملكية دستورية( ضمن هذا الدستور الحقوق القومية للشعوب الغير فارسية في إيران و على أساسه شكلت حكومات محلية تعرف باسم سلطات الايالات و الولايات( حكومات المقاطعات و المحافظات) و تدار بشكل غير مركزي الذي يعرف اليوم باسم الحكم الفيدرالي، المترجم).
خصصت الصحيفة صفحات حول الشعوب الرئيسية، القوميات والأقليات الدينية في إيران فيها نقلت تاريخهم و معاناتهم في القرن الاخير و الى يومنا هذا ، تحدثت عن الاتراك الآذرين، الكرد، التركمن، البلوش و العرب و أيضا عن اللر و البختيارين، القشقايين، الجيلك و التالش و ايضا تحدثت الصحيفة عن الأقليات الدينية مثل الارمن، اليهود، الزرادشتيين و الصائبين المندائيين، البهائيين و الصوفيين.
وتناولت بالترجمة في هذا المقال كل ماكتب عن الشعب العربي . يحمل المقال عنوان “العرب الاهوازيين في محافظة خوزستان” قالت فيه : ان الاهوازين هم من العرب الذين يعيشون في اقصى الجنوب الغربي لإيران و على الساحل الشمالي للخليج و عاصمة اقليم خوزستان هي مدينة الاهواز، و يقدر عدد العرب هناك ب 1،5 الى 4،5 مليون شخص ، يتحدثون باللهجة المماثلة لسكان الجنوب في العراق و معظم الاهوازين من الشيعة.
و أما حول سياسة التغيير الديمغرافي في المحافظة قالت الجريدة: ان الهجرة مدعومة ومستهدفة من قبل الفرس و غير العرب إلى خوزستان.. فقد حاول كل من نظام الملكي السابق و نظام الجمهورية الإسلامية الحالي إلى تفريس الاهوازيين، مع ان الفرس المتواجدون في الإقليم يشكلون 30 بالمائة من المجتمع، وقد حدث هذا التغير المصطنع للتركيبة العرقية من خلال مصادرة الحكومة الاسلامية لاكثر من 200000 هكتار من الاراضي الصالحة للزراعة من السكان الاصليين العرب الاهوازيين لصالح القادمين من الفرس و لم تكتفي السلطات الرسمية هناك بهذا القدر بل شملت هذه السياسة كل أشكال الحياة للتغير الديمغراغي للعرب في المحافظة.
وتحدثت ايضا عن الفقر في الإقليم قائلة: إن الفقر ظاهرة معلومة عند العرب على الرغم من الثروات والموارد الطبيعية المتوفرة في الأهواز التي تشكل المدخول الأساسي لإيران، وتشكل الموارد الطبيعية كانتاج النفط و الموارد الاخرى في المحافظة 90 بالمائة من الميزانية الايرانية . و ايضا تشكل الموارد النفطية لمحافظة خوزستان 8 بالمائة من احتياطيات العالم. علاوة على الموارد المذكورة، ان الاراضي في المحافظة هي اراضي خصبة وصالحة لزراعة المحاصیل المهمة و الأساسية إلى التصدير تغيرت إلى زرع قصب السكر. على الرغم من ان الموارد في الاقليم تشكل العمود الفقري لاقتصاد ايران لكن الشعب العربي يعيش في فقر محدق و محروم من جميع موارده، إضافة إلى هذا محرومة من كافة الخدمات الأساسية . وترتفع نسبة الامية في المحافظة خاصة بين العرب الاهوازيين في القرى و المدن الصغيرة بين الذكور الى 60 بالمائة و بين الاناث الى 80 بالمائة، بينماتصل هذه النسبة في ايران من 10 الى 18 بالمائة
و استمرت الصحيفة قائلة: ان الشعب العربي يعاني الى الان من تبعات الحرب العراقية الإيرانية 1980 إلى 1988و التي استمرت 8 سنوات. حيث دمرت المدن و القرى و لجئ المواطنون الى المركز والمدن الايرانية ،الكثير منهم لم يعودوا الى بلادهم و منهم من يعاني من الامراض ،كامراض القلب و الكلى والامراض الجلدية المزمنة بسبب الغازات السامة والبايلوجية التي تم استخدامها طوال سنوات الحرب اضافة الى الالغام التي حصدت ارواح الكثيرين وخاصة الاطفال . ان الحكومة لم تفعل شي مذكور لرفع هذه المعانات، بل زادت الطين بلة هو سوء التغذية عند الاطفال ،حيث يعاني 80% من الاطفال في المحافظة من سوء التغذية . اما بالنسبة للبطالة فان المدن العربية كمدينة عبادان والمحمرة تصل فيهما نسبة البطالة مابين 30 الى 50 % ، بينما نرى في مدينة ديزفول واغلب سكانها من الفرس تكون نسبة البطالة فيها 7% . اضافة الى حرمان العرب في المحافظة من الحصول على المناصب الاساسية في القطاع العام و الخاص وكل تلك المناصب تكون بيد غير العرب وعلى الاغلب بيد الفرس . وحرمانهم كذلك في المجالين الثقافي والاجتماعي ، حيث العيش في مناطق تعرف باحزمة المدن الفقيرة مثل لشكر ابادن ،شلنك آياد، ملاثاني، آخر اسفالت و حصير آباد ، كل هذه المناطق تقع في اطراف مدينة الاهواز و هي من مناطق البؤس ومحرومة من كل امكانيات الحياة الكريمة، فالمدن محرومة من خدمات المجاري الصحية ، وخدمات النقل العام ، وصعوبة الحصول على المياه الصالحة للشرب . بسبب هذه الظروف حصلت فيها الاضرابات مرات عديدة .. وبما ان هذه المحافظة من المناطق المهمة والاستراتيجية في ايران لذلك تحتم كثيرا بان يسودها الامن والاستقرار وهي تعمل جاهدة على خنق كل تحرك عربي وعسكرة المنطقة لاجل المحافظة على الموارد النفطية والموارد الاخرى … لذا يحضر النظام من دخول المراقبين الدوليين ووسائل الاعلام الاجنبية الى المنطقة ونقل الاحداث فيها . و في النهاية قالت الصحفية : ان تقرير منظمة هيومن رايتس واش نقل لنا معانات العرب من الالغام الارضية والتي زرعت ابان الحرب العراقية الايرانية ، الالغام التي تقتل وتشوه الالوف من الصغار والكبار من العرب ، السكان الاصلين للمنطقة ….. يتبع
المترجم: ألف – ميثاق
elef_mithaq@yahoo.com
05.09.2010