توتر سياسي في لبنان واتهامات متبادلة بين حزب الله ورئيس الحكومة

بيروت – وكالات

على خلفية اشتباكات بيروت

عادت حدة السجالات والتوتر السياسي لتخيم على الأجواء اللبنانية مع تصاعد اللهجة الخطابية بين أمين عام حزب الله حسن نصراللهSaad_Hariri
ورئيس الحكومة سعد الحريري، حيث اتهم نصرالله الحريري من دون أن يسميه أنه لعب دورا غير مسؤول بعد اشتباكات بيروت الأخيرة واصفا إياه أنه استخدم سكينا في جرح نازف من جانبه رد الرئيس الحريري بالقول إنه لا يحمل سكينا بل يحمل قلما رافضا أن تكون بيروت عرضة للسلاح وأن تنتهك بيوت الناس فيها. وفي التفاصيل، قال نصر الله إن الاشتباكات التي حصلت في 24 آب(أغسطس) بين الحزب وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية المعروفة بـ”الأحباش” اللذين ينتميان إلى المعسكر السياسي نفسه المتحالف مع سوريا، “مؤلمة جدا”، مضيفا “ما حصل لا يحتاج إلى أي مكابرة، هو خسارة صافية لا مكسب فيه”،وأضاف “ليس هكذا تعالج القضايا الخطرة في البلد، ليس هكذا يتصرف رجال الدولة ورجال السياسة وقادة الأحزاب”. وأحدثت الاشتباكات التي أوقعت قتيلين من الحزب وآخر من جمعية المشاريع، صدمة في الأوساط الشعبية والسياسية، بسبب تطور ما قيل إنه “حادث فردي” بسرعة فائقة إلى انتشار مسلح كثيف في الشوارع ومعارك استخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وانطلقت نتيجة ذلك حملة من فريق رئيس الحكومة سعد الحريري تطالب بجعل “بيروت منزوعة السلاح”، وقال الحريري في أحد تعليقاته “لا يمكن للدولة أن تسمح لمثل هذه الأحداث بأن تتكرر في أية بقعة من بقاع لبنان”، معتبرا أن “انتشار السلاح في كل شارع وحي لم يعد مقبولا”. وبعد يومين من الاشتباكات، تفقد رئيس الحكومة المناطق التي وقعت فيها المعارك والمسجد السني في المنطقة الذي أصيب بأضرار. واعتبر نصر الله أنه تم استغلال الحادث “لفتح ملف كبير جدا نعرف أنه ليس في إمكاننا أن نعالجه هو ملف السلاح وانتشار السلاح في لبنان”. وقال “كل بيت في لبنان فيه سلاح. هذا موضوع لا يخص حزب الله أو جهة معينة… هذا ملف من الستينات والسبعينات وربما من الخمسينات (…) هذا الملف تعقد في الحرب الأهلية وزاده تعقيدا الاستحقاق الإسرائيلي ودخول عامل المقاومة على الخط”. وأضاف “ملف بهذا المستوى من التعقيد والتداخل الإقليمي يحتاج إلى حكمة ووقت ومعالجات كبيرة”.وقال إن حادثة برج أبي حيدر “تم تضخيمها بشكل كبير في وسائل الإعلام”، و”تم توظيفها واستغلالها”. وتابع “الذين أخطأوا ولم يعالجوا الحادث بشكل جيد، أقول لهم أنتم لم تضعوا ملحا في الجرح بل وضعتم ملحا على السكين وغرزتم السكين وحركتموه”. ومساء أمس الجمعة، رد سعد الحريري في خطاب ألقاه في حفل إفطار دعا إليه في منزله على نصر الله من دون أن يسميه أيضا، وقال “في ما يخص ما حصل في بيروت أخيرا، فبالنسبة لي، أنا أذهب حيثما أشاء ولا أحد يحدد لي إلى أين أذهب”. وأضاف “كما أنني لست أنا من يحمل السكين، فأنا لا أعرف أن أحمل سكينا، بل أحمل قلما وأعطي كتابا وأعلم أناسا. أنا ابن رفيق الحريري ورفيق الحريري هو رجل الدولة الأول، أنا إنسان متواضع وسأبقى متواضعا بإذن الله، ومن أراد أن يفهم فليفهم”. وقال الحريري “حين تصبح بيوت الناس وممتلكاتهم عرضة للانتهاك، هل المطلوب أن نقف متفرجين من دون أن يكون لنا الحق بإبداء الرأي أو الكلام؟ هذا الكلام مرفوض”، وتطرق إلى اغتيال والده العام 2005، وقال “الحقيقة والعدالة ستأتيان بإذن الله عبر المحكمة الدولية قريبا إن شاء الله”.

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …