عواصم عربية وأوروبية أبلغت موسكو انزعاجها الشديد من تزويد مفاعل بوشهر بالوقود النووي

حذرت من تحويل إيران إلى شرطي جديد للخليج والغت صفقات شراء طائرات حربية روسية      
مصادر أوروبية لـ “السياسة”:
لندن ¯ كتب حميد غريافي:bomb-iran

قد تكون العلاقات العربيةوالخليجية والاسرائيلية والاوروبية لامست الحضيض مع القيادة الروسية المتمثلة برئيسي الوزراء فلاديمير بوتين »الحاكم الاصلي للبلاد ورئيس الجمهورية ديمتري مدفيديف, ولكن دون ان تظهر قوية على السطح حتى الان, بسبب ضرب موسكو بكل تمنيات هذه الدول »الصديقة« عدم تزويد مفاعل بوشهر بالوقود النووي هذا الاسبوع, عرض الحائط, وتراجعها عن عشرات الوعود بتاجيل هذا الامر اطول مدة ممكنة, يكون معها مصير البرنامج النووي الايراني برمته تقرر دوليا “سلبا” او “ايجابا”, بحيث يكون للروس دور طليعي في اي قرار يمكن ان يصدر عن مجلس الامن الدولي, بعد مرحلة العقوبات التي قد لا تجدي نفعا, او قد يبدأ بالتأثير بعد حصول الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد, وصقوره من رجال الدين على سلاحهم الذري المقدر له قبل نهاية العام المقبل.
وكشفت مصادر ديبلوماسية اوروبية في العاصمة النمساوية فيينا النقاب ل¯ »السياسة« امس عن ان دولتين اوروبيتين وثلاث دول عربية على الاقل, كانت في وارد استقبال الرئيس الروسي مدفيديف, خلال الاشهر الاربعة المقبلة, لتوقيع اتفاقيات ومعاهدات مهمة جدا معه, طلبت »تأجيل« زياراته هذه الى آجال غير محددة, كما الغيت زيارات مماثلة لرئيس الوزراء بوتين الى دولتين خليجيتين وثلاث دول افريقية خلال شهري فبراير ومارس المقبلين.
وقالت المصادر ان بعض الدول التي كانت وقعت مع روسيا اتفاقيات لبناء مفاعلات نووية للاستخدام السلمي وأسلحة متطورة بينها مقاتلات جوية من نوعي ” ميغ  ¯ 29″ و”ميغ ¯ 31″ و”سوخوي” وقاذفات جوية اخرى بدأت تتباطأ في تسديد المبالغ المستحقة عليها لموسكو مقابل هذا التعاون العسكري فيما بعضها اعرب لحكومة بوتين عن انسحابه من الصفقات نهائيا.
وابلغت دول خليجية القيادة الروسية في موسكو “انزعاجها الشديد” من تزويد مفاعل بوشهر الايراني بالوقود النووي الروسي رغم انه للاستخدام المدني وتحت اشرافين روسي ودولي (لجنة الطاقة الذرية الدولية) صارمين كما يزعم مدفيديف ومعاونوه.
كما ان جهات ديبلوماسية خليجية نقلت الى بوتين”غضبها الشديد” من هذا التصرف الروسي “غير المسؤول” الذي قد لا يمكن النظام الايراني الخارج على القانون الدولي من تدمير بلداننا, او في اسوأ الاحوال فرض وصايته على منطقتنا وتحويل نفسه الى “شرطي جديد للخليج”, كانت دول المنطقة تكبدت خسائر فادحة لمنع ولادة هذا الشرطي عن طريق تدمير صدام حسين, الذي حاول باحتلال الكويت فرض مثل هذا الخيار الظالم على المنطقة برمتها.chernobyl1_gif_360_x_345

وقالت المصادر الديبلوماسية الاوروبية: ان الكويت اعربت عن مخاوف حقيقية من بدء العمل بمفاعل بوشهر الذي لا يبعد اكثر من 80 كيلو مترا عن اراضيها وابلغت دولا اوروبية والولايات المتحدة بمخاوفها هذه, طالبة ضمانات دولية لعدم تعرضها لاي عمل مباشر من ايران في حال وقوع هجوم أميركي او اسرائيلي او دولي مشترك على برنامجها النووي, او لعدم استهداف مفاعل بوشهر بأي هجوم لان اشعاعاته النووية ستضرب الكويت في غضون ساعات “شعبا وارضا ومياها ونفطا”.
ونقلت المصادر عن مسؤولين ليجيين في ابوظبي قولهم: ان عشرات بطاريات صواريخ “باتريوت الاميركية” المضادة للصواريخ والطائرات التي نشرتها معظم دول “الخليجي” في اراضيه لم تعد بتلك الاهمية القصوى التي كانت معلقة عليها لصد اي عدوان ايراني صاروخي أو جوي على المنطقة بوجود مفاعل بوشهر الذي يمكن ان يسرب اشعاعات نووية قاتلة الى ضفة الخليج العربية الغربية.

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …