السودان يعود الى الواجهة عبر الساحة الافريقية.. و«الجنائية الدولية « توجه تحذيرا جديدا الى بعض الافارقة، وليس كلهم، باعتبار ان
اوغندا – مثلا- لم تستضف الرئيس عمر البشير خلال الاجتماع الافريقي الاخير، كما ان المواقف في القارة السمراء تتراوح بين مراعاة
وضع الرئيس السوداني والقلق من اي تطور دراماتيكي قد يشهده اقليم دارفور في حال اعتقال البشير او في حال تبرئته.
هذا مع العلم بان الافارقة سبق ان قرروا التجاوب الجزئي والمشروط مع عمل الجنائية الدولية، وطالبوا بامهال «المتهم» لمدة سنة في حال الاصرار على ملاحقته.
كما ان المادة 18 من ميثاق روما (الذي تأسست بموجبه المحكمة) يتحدث عن مراعاة الدولة المضيفة لـ«الحصانة الدبلوماسية» للشخصية المحكوم عليها.
ولا شك ان الرئيس البشير يستفيد من هذه المرونة السياسية والثغرات القانونية.
وقد صادقت حتى الآن على قانون المحكمة 108 دول، تلتقي في جمعية للدول الأعضاء، وهي هيئة تراقب عمل المحكمة، كما وقعت 41 دولة أخرى على ميثاق روما، لكنها لم تصادق عليه بعد.
ويسعى الاتحاد الافريقي للتوصل الى توافق عملي بشأن التعامل مع «الجنائية» واحكامها المتتالية، والتي سوف تطال _للمرة الاولى، وبعد سبعة اعوام من التأخر- المجازر التي شهدتها الكونغو الديموقراطية والتدخلات المرتبطة بها.
واللافت-في هذا السياق- مبادرة الرئيس باراك اوباما الى تهنئة كينيا بتدشين دستورها الجديد، منتقدا اياها في الوقت نفسه على استقبال البشير.
وهذا كله يدل على ان من المبكر جدا القول بحسم قريب للمسألة، وبخاصة مع اقتراب موعد الاستفتاء على مصير الجنوب السوداني في يناير المقبل.
د.نبيل حاوي