الأمم المتحدة تندد بممارسات إيران حيال أقلياتها العرقية

nation

العربيه نت -عبدالهادي طرفي- طلبت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، اليوم الجمعة 27-8–2010 من إيران وضع حد للتصريحات التي تحض على “الحقد” و”التمييز العنصري”، والتي أدلى بها مسؤولون ضد أقليات عرقية في البلاد.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنه في سلسلة توصيات صدرت في أعقاب الدراسة التي ركزت على منتصف أغسطس الجاري حول طريقة تعامل إيران مع أقلياتها, أعرب الخبراء الثمانية عشر في اللجنة عن قلقهم “للتمييز العنصري الذي يمارس يومياً وللتصريحات التي تحض على الحقد والتمييز العنصري التي يدلي بها مسؤولون في الحكومة”.

والتوجهات العنصرية تستهدف الأقليات العربية وكذلك المجموعات الأذرية والبلوشية والكردية طبقاً لهذه اللجنة الأممية، وأبدى الخبراء أسفهم “لأن هذه الأقليات تعاني يومياً من ممارسات تمييزية في مجالات التعليم والصحة والعمل، وكذلك في مجال حرية التعبير والمعتقد”.

وتؤكد المادة 15 من الدستور الإيراني أنه من حق القوميات غير الفارسية تلقي التعليم في المدارس الابتدائية وفي جميع مراحل التعليم بلغاتهم الأم، لكن هذه المادة لم تدخل حيز التنفيذ رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود من وضع دستور الجمهورية الإسلامية.

وذكر تقرير لجنة القضاء على العنصرية أن “وضع النساء اللواتي ينتمين إلى الأقليات الإيرانية مقلق للغاية ويعانين من تمييز مزدوج”.

وطلب خبراء الأمم المتحدة من طهران اتخاذ إجراءات لتحسين وضع الأقليات في غضون ثلاثة أعوام

التوجهات العنصرية لمساعد الرئيس

ووصف مركز مكافحة العنصرية ومعاداة العرب في إيران التصريحات الأخيرة لرئيس مكتب الرئيس الإيراني، اسفنديار رحيم مشائي، حول دور الإيرانيين في الإسلام بأنها تنم عن الحقد الذي تكنه السلطة ضد العرب ويؤثر مباشرة على المواطنين العرب في الأهواز جنوب غربي إيران.

وكان مشائي قد صرح “أن الشعب غير العربي الإيراني قد لعب دوراً أكبر من باقي الشعوب العربية في ترسيخ أسس الثقافة والحضارة الإسلاميتين، ويعود ذلك إلى كفاءات الإيرانيين.”

وأضاف رئيس مكتب أحمدي نجاد خلال مؤتمر للرعايا الإيرانيين في الخارج “إن الوثائق التاريخية تثبت أن العرب مدينون إلى الإيرانيين في ما يخص تطور لغتهم العربية، حتى وإذا لم يكن دور الإيرانيين كاد الإسلام يدفن تحت أطنان من الرسوبات الناجمة عن توهمات القومية العربية”.

وقال مركز مكافحة العنصرية ومعاداة العرب في إيران في بيان اليوم إن تصريحات مشائي تنسجم تماماً مع الخطاب العنصري الذي يمارسه الإعلام العائد للملكيين، وطالب القوى السياسية في الخارج بعدم التأثر بهذا الخطاب وذلك في رده على تحليل “حزب توده” اليساري على تصريحات مساعد الرئيس الإيراني.

وكانت تصريحات مشائي قد أثارت انتقادات واسعة في إيران وخارجها وقد وصف رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية حسن فيروزآبادي، رحيم مشائي، بالانتماء إلى “سي آي أيه”، لكن الزعيم المعارض مير حسين موسوي قال إنها “حرب مفتعلة” لحرف أنظار الشعب عن الأزمة السياسية في البلاد.

وقال موقع “بيك نت” العائد لحزب توده إن الشعب الإيراني قد سئم من انتماء الجمهورية الإسلامية إلى العرب، وإن مواقف مشائي تأتي لكسب رضى أبناء الشعب الغاضبين من التوجهات العربية للسلطة”.

لكن مركز مكافحة العنصرية قال في بيانه “السلطة الحاكمة في إيران لم تتأثر بالثقافة العربية ولا تحب العرب وحسب، وإنما مارست خلال السنوات الثلاثين الماضية شتى صنوف القمع والإرهاب ضد المطالب السلمية لأبناء الشعب العربي، وقد حرمتهم من أبسط حقوقهم اللغوية والثقافية والسياسية”.

وإتهم المركز السلطة الإيرانية بـ”مصادرة أراضي المواطنين العرب ومعاداة ثقافتهم وهويتهم ونهب الثروة النفطية التي يضمها إقليم الأهواز”، قائلاً إنه “منذ انتصار الثورة كان تعامل السلطات مع العرب مشفوعاً بالعنف وتمثل بمجزرة الأربعاء السوداء في مدينة المحمرة في عام 1979، كما نفذت السلطات سلسلة إعدامات خلال السنوات الخمس الماضية بحق النشطاء السياسين العرب”.

وذكر البيان أن منظمة العفو الدولية أكدت أن إيران قد أعدمت في عام 2007 أكثر من 17 معارضاً سياسياً من بين عرب الأهواز، وقد احتل الإقليم المركز الثاني في نسبة الإعدامات بعد العاصمة طهران.

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …