معاداة العرب، سياسة تروج لها السلطة الايرانية ويدعمها بعض المعارضون

معاداة العرب، سياسة تروج لها السلطة الايرانية ويدعمها بعض المعارضون

 


 


السيد رئيس تحرير  موقع بيك نت المحترم

1193266592

في مقالكم  الذي نشر باسم رئيس التحرير بتاريخ   19 |  08 | 2010  تحت عنوان ” جذور البلبة  في  العقيدة  الايرانية ”  ارى نفسي ملزما  ان الفت نظركم  الى جملة من القضايا التي تستحق  التصحيح ، فقد ورد في المقال ما عبرتم عنه بتأثر الجمهورية الاسلامية ” بالعرب “وكذلك عن استياء” الامة “و “الشعب الايراني  “مما اطلقتم عليه ” بالانتماء الى العرب ”  بالاضافة  الى ذلك  ان حديثكم عن  الاقبال المتزايد  للأمة الايرانية ”  على  الشاهنامة و الاطلاع  على  الآثار التاريخية  و تعلم  الموسيقى الايرانية  هو الآخر يحتاج  الى التوضيح ايضا.

في البداية من الافضل والأدق  ان نتحدث في هذا المجال عن الشعوب الايرانية ، فمثل ما يهتم الشعب الفارسي بالشاهنامة و موسيقاه الخاصة به ، فان الشعوب الايرانية من ترك وعرب وكرد و بلوش وتركمان هي الأخرى  تبدي اهتماما متزايدا  وخاصا  بموسيقاها و ادبها و فلكلورها و دينها وتاريخها الماضي ، وان كل شقي القضية  يعكس ظهور نوعين من العلاقة بالثقافات والهويات المتنوعة للمجتمع الايراني  و التي  تتخذ احيانا طابعا قوميا. فالاولى وهي القومية الفارسية  إختلقت لنفسها  إسما  مستعارا هو ” القومية الايرانية ” وهذا يتناقض مع الواقع ، حيث ان  ايران  بالاضاقة الى الفرس تضم قوميات اخرى مثل الترك  و الكرد والعرب والبلوش و التركمان ، اما الثانية  فهي  الشعوب غيرالفارسية  التي تقطن ايران.

ما ذكر في مقالكم  يبين  الجهد  من اجل  الحفاظ   على ” الهوية الوطنية ” و” القومية ”  لجزء  من  الايرانيين ،  اما احداث السنوات الاخيرة  شهدت  نضالا سياسيا و ثقافيا  مكثفا للجزء الآخر من  الشعوب الايرانية وأعني بهم الاتراك الآذريين والاكراد و العرب و البلوش و التركمان  وذلك من  اجل  الحفاظ  على هويتهم القومية  والتي اتخذت حتى في بعض الاحيان طابع العنف و المواجهة مما أدى الى إراقة الدماء في البلد.

مما لاشك فيه ان المطالبة بالحقوق القومية ليست الا ردة فعل لمواجهة  السياسات المعادية للثقافة ، وبطش سلطة الجمهورية الاسلامية  التي  تتم  باسم  الدين و ليس  لها علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالعرب.

لايشير مقالكم الى هذه القضية وحسب وانما للأسف الشديد  قد حمل اسائة – متعمدة أو غيرمتعمدة – ألى احد مكونات الشعوب الايرانية الا  وهو الشعب العربي الاهوازي.

السلطة الحاكمة في ايران  لم تتأثر بالثقافة العربية  و لاتحب العرب وحسب ، وانما  مارست  وخلال السنوات الثلاثين الماضية شتى صنوف  القمع والارهاب ضد المطالب السلمية  لابناء شعبنا العربي ،  وقد حرمتهم من ابسط حقوقهم  اللغوية  والثقافية والسياسية.

 

كما أن الممارسات  القمعية الظالمة  التي تمارسها الجمهورية الاسلامية  بحق الشعب العربي الاهوازي  في عربستان ” خوزستان ” منذ تأسيسها  وحتى اليوم  ليست خافية على اي انسان حر .  فبدءا من  مجزرة عام – 1979 م في المحمرة و الى عمليات القتل الجماعي وإطلاق الرصاص الحي على ابناء شعبنا خلال انتفاضة نيسان 2005  وكذلك  مصادرة أراضيهم  على جانبي  نهركارون  الى معادة  ثقافتهم وهويتهم القومية كلها ترتكب في ظل النظام الحالي في ايران ، ناهيك عن  النهب المستمر للثروة النفطية  و حياة البؤس التي يعيشها ابناء شعبنا.
وقد نشر مصور وكالة مهر للانباء  مؤخرا صورا تكشف معاناة  الشعب العربي الاهوازي واصفا هذا الفقر على انه  اسوأ مما هو علية  في القارة السوداء . ونرفع لكم طيا بعضا من هذه الصور في الروابط التالية :.

 

http://www.peykeiran.com/Content.aspx?ID=16513

http://www.alquds.com/node/253825

 

25http://www.asriran.com/fa/news/109090/

 

 

كما و انه استنادا الى تقاريرمنظمة العفو الدولية  فان سلطة الجمهورية الاسلامية  قد اعدمت  في 2006 لوحده ما يقارب  17 ناشطا سياسيا ، واستنادا الى تقارير نفس المنظمة فقد إحتلت عربستان – خوزستان –  من حيث عدد الذين اعدموا  المرتبة الثانية بعد طهران ، وقد فضح الناشط السياسي  في مجال حقوق الانسان عماد الدين باقي في عام 2007  في رسالة  رفعها الى مجلس  القضاء الاعلى  المؤامرات  التي يفتعلها موظفو الامن الايراني ضد النشطاء السياسيين والمدنيين من ابناء الشعب العربي الاهوازي من خلال إقامة محاكم صورية  أفرزت سلسلة اعدامات نفذت في الملا العام.

 

ان الحديث  عن التطهيرالعرقي  الذي يمارسه النظام الايراني حدث ولا حرج ولامجال لذكر تفاصيله عبرهذه الرسالة لكننا نرى  اوجه  للتشابه  بين الحديث الاخير لاسفنديار رحيم مشائي  حول ” العقيدة الايرانية ”  وما تطلقه وسائل الاعلام  الملكية خارج  البلاد و تتلخص في معادة العرب ، لذلك فاننا نتوقع من اصحاب هذه التوجهات التی تتجاهل الشعوب غير الفارسية اطلاق مثل هذه التصريحات.

ولكن حديثنا موجه  الى اولئك  الذين يرفعون شعار ايران لجميع  الايرانيين وكذلك  القوى التي تريد التقدم  والمساواة لجميع القوميات في ايران  واولئك  الذين يعرفون انفسهم على انهم موالين لـ ” طريق الجماهير ”  الايرانية ، حيث ان الاسائة التي  تستهدف العرب تترك  تأثيرا موضوعيا  و نفسيا خطيرا على جميع  ابناء شعبنا وخاصة  مثقفي الشعب العربي الاهوازي .فاذا كنا حقا نريد الحفاظ على  الوحدة الايرانية  – طبعا الوحدة  المبنية على التعدد والتنوع الثقافي والقومي – علينا الابتعاد عن إذلال وإهانة  الشعوب غيرالفارسية في ايران والامتناع عن اي تصريح يجرح مشاعرهم القومية .

امين عام مركز مكافحة العنصرية ومعادة العرب في ايران – يوسف عزيزي

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …