العربية نت – سعود الزاهد – أفادت أنباء غير مؤكدة من العاصمة الإيرانية طهران، انتشرت مساء الأربعاء 25-8-2010، بوفاة زعيم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة مسعود رجوي. وانتشرت هذه الأنباء عبر رسائل الجوال القصيرة.
وكان موقع المعارض الإصلاحي الدكتور مهدي خزعلي قد نشر هذا الخبر للمرة الأولى، ولم تنف أي جهة رسمية ذلك بعد
كما ذكر موقع “آتي نيوز” القريب من المحافظين الخبر معلناً أن”شخصاً على صلة بالعاملين في آتي نيوز ويعيش في الخارج أكد عبر اتصال هاتفي وفاة مسعود رجوي”.
هذا وذكر موقع “روز أون لاين” القريب من الإصلاحيين نقلاً عن مصادره في العاصمة الإيرانية طهران، أن نبأ وفاة مسعود رجوي انتشر بواسطة الرسائل القصيرة عبر الجوال بين منتسبي قوات الحرس الثوري الإيراني.
يذكر أنه منذ عام 2003 لا توجد معلومات حول مكان إقامة زعيم ألد أعداء النظام الإيراني مسعود رجوي، حيث سبق وأن قيل إنه معتقل في زنزانة ملاصقة لزنزانة الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وذهب آخرون للقول إنه يعيش تحت الإقامة الجبرية في العراق. وتحدث فريق ثالث عن تواجده في مقر الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، كما راجت شائعات حول مشاهدته في مقر القوات الأمريكية في قطر.
ويقول الصحفي الإيراني آرش بهمني في تقرير له على موقع “روز أون لاين”: “هذه ليست المرة الأولى التي ينتشر فيها نبأ وفاة مسعود رجوي، حيث سبق وأن ترددت أنباء بخصوص وفاة أو اعتقال مسعود رجوي عبر وسائل الإعلام القريبة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأشهرها تلك التي تحدثت عن وفاته إثر تعرض محل إقامته في العراق للقصف الأمريكي عام 2003”.
وآخر رسالة لمسعود رجوي كانت قد نشرت باسمه في مناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين يوم عاشوراء، إلا أنه لم يظهر في أي فيلم أو شريط صوتي مسجل منذ 2003، الأمر الذي يمهد الأرضية لتقوية احتمال وفاته.
وكانت وسائل الإعلام الكردية العراقية تحدثت في شتاء السنة الماضية عن خضوع مسعود رجوي للعناية المركزة نتيجة لإصابته بوعكة صحية خطيرة، مضيفة أن المستشفى الذي يرقد فيه يخضع للحراسة الأمنية المشددة.
وكان صحفي كندي يقيم في فرنسا قد نشر نبأ بخصوص لقاء جمع بين مسعود رجوي ومستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وذلك في يخت بالقرب من منطقة لوند. وترددت أيضاً أنباء عن رفض الرئيس الأمريكي اللقاء بزعيم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية مراراً.
اعتقاله في الأردن
هذا وترددت مرات عدة أنباء تحدثت عن اعتقال مسعود رجوي بواسطة الأجهزة الأمنية الأردنية، إلا أنه كان يتم تفنيد الخبر كل مرة، كما تنفي منظمة مجاهدي خلق بشكل متواصل الأنباء التي تتحدث عن وفاة زعيمها المختفي عن الأنظار لأكثر من 7 أعوام، وتؤكد أنه يعيش في مكان سري وآمن.
خلاصة القول أنه لا توجد أنباء موثقة حول مسعود رجوي بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، إلا أن الأنباء التي تشير إلى اختفائه، لا سيما بعد أن سيطرت الأحزاب الموالية أو الصديقة لطهران على العراق، حيث مارست السلطات المركزية في بغداد والمنبثقة من هذه الأحزاب والتنظيمات ضغوطاً على أعضاء منظمة مجاهدي خلق في معسكر أشرف، لإرغامهم على الخروج من العراق والتوجه إلى إيران أو أي جهة ثالثة.
وعلى ضوء غياب مسعود رجوي قامت زوجته مريم رجوي بقيادة منظمة مجاهدي خلق، حيث تشارك في مختلف المناسبات بصفتها رئيس الجمهورية المنتخب من قبل مجلس المقاومة الوطنية الإيرانية.
نبذة عن مسعود رجوي
أصبح مسعود رجوي زعيم منظمة مجاهدي الشعب الإيراني (سازمان مجاهدين خلق إيران) بعد أن تلقت المنظمة ضربة قاصمة من قبل نظام الشاه في صيف عام 1972، وتم على إثرها إعدام جميع الكوادر المؤسسة للتنظيم، مثل محمد حنيف نجاد وعلي أصغربديع زادجان وسعيد محسن ورسول مشكين فام ومحمد عسكري زاده، وحكم على رجوي بالسجن 7 أعوام ليطلق سراحه مع انتصار ثورة عام 1979.
وكانت المنظمة تأسست عام 1966، وتبنت الكفاح المسلح لإسقاط نظام الشاه تحت شعار “فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً”. ولمنظمة مجاهدي خلق قاعدة خاصة للإسلام الشيعي، حيث لا ترفض الأفكار الحديثة مع الاحتفاظ بالعقائد، فأهم شعار للمنظمة كان إقامة “المجتمع اللاطبقي التوحدي”، الذي يقترب من الفكر الماركسي الداعي إلى القضاء على الفوارق الطبقية في المجتمعات البشرية.
التحالف مع صدام
بعد انتصار ثورة عام 1979 تعمقت الفجوة بين منظمة مجاهدي خلق التي تتبنى الاشتراكية الإسلامية إن صح التعبير، والتيار الديني التقليدي الذي اعتبر هذا التوجه نوعاً من النفاق، فأطلق على مجاهدي الشعب مسمى “منافقي الشعب”، وبلغت الخلافات بين الجانبين حد الاصطدام المسلح في صيف 1981، بعد وقوف مجاهدي خلق إلى جانب الرئيس الإيراني “بني صدر” في صراعه مع رجال الدين، مما اضطر رجوي للهروب إلى منفاه في العاصمة الفرنسية.
ولكن بعد إبرام صفقة بين طهران وباريس لإطلاق صراح الرهائن الفرنسيين في لبنان، أرغم مسعود رجوي للخروج من فرنسا متوجهاً إلى العراق الذي كان يخوض حرباً ضروساً مع جارته الشرقية إيران، وتم استقباله بحفاوة في بغداد من قبل نائب الرئيس العراقي، فالتحقت عناصر مجاهدي خلق بالجبهات العراقية من خلال “جيش التحرير الوطني”، أملاً في إسقاط النظام في طهران.
كما أسست المنظمة “مجلس المقاومة الوطنية” في أوربا بهدف تشكيل جبهة واسعة من المعارضين الإيرانيين، إلا أنها فشلت في استقطاب أطراف مهمة بعد خروج الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني من التحالف مع مجاهدي خلق، واستقالة الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر من عضوية المجلس.
قائمة الإرهاب الغربية
وظل اسم منظمة مجاهدي خلق لأعوام عديدة في قائمة الإرهاب لدى الاتحاد الأوروبي، لكن بعد توقف المنظمة عن العمل المسلح لسنوات طويلة، استطاعت إقناع بلدان الاتحاد الأوروبي بحذف اسمها من هذه القائمة، إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية لا تزال تعتبر منظمة مجاهدي خلق منظمة إرهابية.
للرجوع الى المصدر اضط هنا