واشنطن- ا ف ب
“باسم حرية المعتقد التي يضمنها الدستور الأمريكي”
باسم حرية المعتقد التي يضمنها الدستور، دافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن حق بناء مسجد قرب موقع اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر)
2001
في نيويورك، في أول تدخل له في هذه القضية التي تثير جدلا حادا في الولايات المتحدة. وقال أوباما خلال إفطار رمضاني
استضافه البيت الأبيض، أمس الجمعة 13-8-2010″بصفتي مواطنا، بصفتي رئيسا، أعتقد أن المسلمين يملكون الحق في ممارسة شعائرهم الدينية شأنهم شأن أي شخص آخر في هذا البلد. وهذا يتضمن الحق في بناء مكان للعبادة ومركز للجماعة على أرض ملكية خاصة جنوب مانهاتن”.
وأضاف “نحن موجودون في الولايات المتحدة، والتزامنا بحرية المعتقد يجب أن يكون ثابتا. والمبدأ القاضي بأن الأشخاص من كافة المعتقدات مرحب بهم في هذا البلد ولن يتم التمييز في معاملتهم من جانب حكومتهم، أمر ضروري لما نحن عليه”.
واعترف أوباما بحساسية الموضوع، مشيرا إلى أن “اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) شكلت صدمة عميقة لبلدنا”. وأضاف “ألم ومعاناة الذين فقدوا أقاربهم لا يمكن تخيلهما. لذلك، أتفهم المشاعر التي يتسبب بها هذا الملف. “غراوند زيرو” هو بلا أدنى شك أرض مقدسة”.
وتابع اوباما المولود لأم أمريكية مسيحية وأب كيني مسلم “لنتذكر دائما ضد من نحارب ولماذا نحارب. أعداؤنا لا يحترمون الحرية الدينية. قضية القاعدة ليست الإسلام بل تشويها كبيرا للإسلام”. وأضاف “ليسوا قادة دينيين بل إرهابيين يقتلون رجالا ونساء وأطفالا أبرياء. القاعدة قتلت عددا من المسلمين أكبر من أي ديانة أخرى”.
وكان اوباما يتحدث خلال مأدبة إفطار في البيت الأبيض حضرها عدد من شخصيات الجالية المسلمة والأعضاء المسلمون في السلك الدبلوماسي في واشنطن.
وهي المرة الثانية التي يحضر فيها اوباما الإفطار الذي يقام سنويا منذ عهد سلفه جورج بوش.
وذكر اوباما خلال الإفطار الرئيس الأسبق توماس جيفرسن مؤكدا أنه كان أول رئيس يقيم إفطارا في البيت الأبيض قبل 200 سنة. ورأى أن بذور النزاع تكمن في التنوع في أمريكا، مؤكدا في الوقت نفسه أن القيم الأمريكية أقوى وستتجاوز الخلافات دائما. وقال إن “الشعب الأمريكي برهن أننا نستطيع معالجة هذه القضايا ونبقى صادقين مع قيمنا الأساسية ونخرج من ذلك أقوى. يجب أن يكون الأمر كذلك وسيكون كذلك اليوم”.
وبذلك، اتخذ الرئيس الأمريكي موقفا لافتا في قضية تثير جدلا واسعا في الولايات المتحدة منذ موافقة المجلس البلدي في نيويورك في أيار (مايو) على بناء هذا المسجد.
ويتزامن هذا الإعلان الرئاسي مع مخاوف عبرت عنها جمعيات مسلمة في الولايات المتحدة إزاء شعور “متنام بالعداء للإسلام” مع اقتراب ذكرى 11 ايلول(سبتمبر)، التي تتزامن هذه السنة مع عيد الفطر.
ويتضمن المشروع بالإضافة إلى المسجد، ملاعب رياضية ومسرحا ومطاعم مع إمكانية إقامة دار حضانة للأطفال. وقد وافقت عليه بالإجماع لجنة في بلدية نيويورك في الثالث من آب (اغسطس) لكن معارضين للمشروع رأوا أنه يدل على أن “المسلمين يبنون مساجد في مواقع غزواتهم”.
ويرى المعارضون أيضا أن بناء مسجد في موقع قريب جدا من “غراوند زيرو” يشكل إهانة لذكرى ضحايا الاعتداءات.
بينما يؤكد أنصار المشروع أن “بيت قرطبة” سيساعد على تجاوز الأفكار النمطية المسبقة التي ما زال المسلمون في المدينة يعانون منها منذ الاعتداءات على برجي مركز التجارة العالمي التي أسفرت عن سقوط حوالي ثلاثة آلاف قتيل. وهم يؤكدون أن المكان سيكون مفتوحا أمام الزائرين للدلالة على انتماء المسلمين إلى مجتمعهم.
وقد طلبت جمعيات مسلمة في الولايات المتحدة من الشرطة الأمريكية تشديد تدابيرها الأمنية لتفادي أي أعمال عدائية ضد المسلمين في هذه المناسبة.
وقالت متحدثة باسم المجلس الإسلامي للشؤون العامة ومقره في لوس انجلوس إن قوات الأمن الأمريكية تلقت إرشادات تطالبها بالبقاء على أهبة الاستعداد على امتداد الأراضي الأمريكية تحسبا لأي أعمال عنف خلال عيد الفطر.
وعززت مشاعر الغضب من مخطط بناء مسجد في نيويورك وإعلان كنيسة في فلوريدا (جنوب شرق) نيتها تنظيم “يوم دولي لإحراق مصاحف” يوم 11 ايلول(سبتمبر) المقبل، مخاوف المسلمين من اعتداءات محتملة في هذه الفترة.