مخاوف إسرائيلية وغربية من تغلغل “حزب الله” داخل الجيش |
الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال لقائه علي أكبر ولايتي على رأس وفد إيراني (أ.ف.ب)
بيروت, تل أبيب, طهران – وكالات: لم يكد لبنان يجتاز قطوع حادث العديسة على المستوى الميداني في ظل أوسع حراك داخلي وخارجي
وديبلوماسي نجح في توفير مظلة أمان تقي البلاد أقله راهناً من الخطر الاسرائيلي, حتى برز سيل مواقف إيرانية واسرائيلية جديرة بالتوقف عند أبعادها, محورها المحكمة الدولية والاعتداءات الأخيرة على الجيش. (راجع ص 18)
ففي أقوى دعم إيراني للحملة التي يقودها “حزب الله” على المحكمة الدولية, نفى وزير الخارجية الأسبق ومستشار المرشد الأعلى للثورة الاسلامية علي اكبر ولايتي أمس من بيروت, التي التقى فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والامين العام ل¯”حزب الله” السيد حسن نصرالله “أي علاقة لحزب الله في اغتيال الرئيس رفيق الحريري”, معتبراً أن المحكمة الدولية “باتت أداة سياسية في يد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني”.
وفي طهران, شدد ممثل المرشد الأعلى في “الحرس الثوري” علي سعيدي, على الدعم الذي تقدمه طهران الى فصائل المقاومة في كل من لبنان وفلسطين اللذين اعتبرهما “خط المواجهة الأمامي لإيران ضد أعدائها”.
وقال سعيدي “بسبب احتلال إيران مركز الأساس في الصحوة الإسلامية, فقد باتت هدفاً لأعداء البلاد وتهديداتهم”, مؤكدا أن “لبنان اليوم إضافة إلى فلسطين والعراق, يمثل خط المواجهة الأمامي لإيران ضد أعدائها”.
وخلف كلام سعيدي موجة استغراب واسعة على الساحة اللبنانية التي تحولت من وجهة النظر الايرانية مسرح مواجهة لطهران تتحرك على وقع ارشاداتها ما رفع منسوب القلق من امكان اشتعال جبهة الجنوب مجدداً.
وتوقفت أوساط سياسية عند أبعاد ما اعتبرته “أخطر كلام علني ايراني لا يأخذ في الاعتبار موقف وموقع لبنان البلد السيد”, مؤكدة ضرورة وضع حد لسياسة استخدام لبنان ساحة صراعات اقليمية.
وفي تل أبيب, حذر مساعد وزير الخارجية الاسرائيلي داني أيالون من خطر تصاعد تأثير “حزب الله” على الجيش اللبناني, وقال للإذاعة العامة “هناك خطر “حزبلة” للجيش اللبناني إذ ان الجيش بدا يتصرف مثل حزب الله”, مضيفاً “إذا نجح حزب الله في السيطرة على الجيش فسيكون علينا التعامل (مع الجيش) بشكل مختلف تماماً”.
من جهته, قال مسؤول أمني ان “الجيش الاسرائيلي اشترط قبول طلب “اليونيفيل” بالهدوء في المنطقة (بالعديسة حيث جرت الاشتباكات الثلاثاء الماضي) بعد نقل مطالب له للجيش اللبناني بإقالة الضابط الذي أطلق النار نحو الوحدة الاسرائيلية”, وسط تقارير عبرية تفيد أنه “ضابط شيعي مقرب من قيادة “حزب الله” في جنوب لبنان”.
وفي هذا الاطار, قال مصدر ديبلوماسي فرنسي ل¯”السياسة”, أمس, ان واشنطن وباريس “باتتا أكثر تشدداً مع الحكومة اللبنانية التي قد لا تكون تسيطر بالكامل على بعض ضباط الجيش في جنوب الليطاني المنتسبين إلى “حزب الله” علناً, وقد تضطران إلى وقف تزويد الجيش اللبناني بأسلحة متطورة استخدمت في قتل الاسرائيليين”.
وكشف المصدر أن باريس ستحض الحكومة على “إجراء تغييرات جذرية في نوعية الألوية العسكرية اللبنانية المنتشرة مع قوات “اليونيفيل” على الخط الأزرق مباشرة, بحيث يجري إبعاد عناصر وضباط الألوية الراهنة إلى الداخل واستبدالها بألوية تتقيد بأوامر القيادة لا بأوامر “حزب الله” وسورية وإيران”.