ابنها أطلق مناشدة دولية لإنقاذ والدته من الموت
واشنطن – أحمد الشيتي
قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي إذا كانت البرازيل ترغب في استقبال سكينة محمدي أشتياني فنحن بدورنا نأمل أن
تعتبر إيران هذا الأمر بادرة إنسانية، وفي نفس الوقت نريد أن نرى السواح الأمريكيين الثلاثة يعودون إلى بلادهم كبادرة إنسانية”. ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تحاول أن توصل رسالة مباشرة إلى الحكومة الإيرانية لقبول العرض البرازيلي بشأن امرأة إيرانية محكوم عليها بالرجم حتى الموت بتهمة الزنا في طهران.
ومن الجدير بالذكر أن البرازيل تقدمت بعرضٍ قبل فترة قصيرة يمنح حق اللجوء السياسي لسكينة محمدي أشتياني المحكوم عليها بالرجم وذلك لإدانتها قبل أربع سنوات بتهمة الزنا.
وفي سياق هذه المبادرة, قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال لقاء انتخابي في برازيليا السبت الماضي “إنه يكن الاحترام لقوانين إيران، لكنه يخاطب إيران من منطلق الصداقة التي تربطه بنظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد”. ودعا السلطات الإيرانية إلى السماح للبرازيل باستضافة هذه المرأة في حال كان تواجدها على الأراضي الإيرانية يسبب إزعاجاً للحكومة.
وقد أنكرت الحكومة الإيرانية في وقت سابق التقارير التي قالت إن امرأة إيرانية متهمة بارتكاب الزنا ستعدم عن طريق الرجم بالحجارة، لكنها قالت إن تنفيذ حكم الإعدام ربما يتم بوسائل أخرى، وذلك في أول بيان عام صدر عن الحكومة الإيرانية حول قضية سكينة محمدي أشتياني.
وفي سياق متصل أصدرت السفارة الإيرانية في لندن بياناً الخميس جاء فيه: “تنكر البعثة الدبلوماسية الأنباء المغلوطة المتعلقة بهذه القضية (قضية سكينة).. ووفقاً للمعلومات الصادرة عن السلطات القضائية في إيران، فإنه لن يتم إعدامها (سكينة) عن طريق الرجم”.
وأضاف البيان أنه من “النادر تنفيذ مثل هذه الأحكام في إيران”، مشيراً إلى أن هناك وسائل أخرى لتنفيذها، وذلك بعد استنفاد كافة السبل والوسائل.
وجاء هذا البيان على ما يبدو للتخفيف من حدة المطالب الدولية والمنظمات الحقوقية الدولية لإيران بإلغاء الحكم الصادر بحق سكينة أشتياني.
ونقل تلفزيون “سي إن إن: الأمريكي أن سجاد محمدي أشتياني، ابن المتهمة، قد أطلق مناشدة دولية لمساعدة والدته التي تواجه عقوبة الرجم بالحجارة حتى الموت بتهمة الزنا، بموجب حكم أصدرته السلطة القضائية في تبريز.
وشهد سجاد تنفيذ عقوبة الجلد بحق والدته، والتي بلغت 99 جلدة، تنفيذاً لحكم قضائي بتهمة “إقامتها علاقة خارج نطاق الزواج” عام 2006، مؤكداً أنه يوم لن ينساه مطلقاً. وأضاف: “اعتقدنا أن الأمر انتهى بتنفيذ عقوبة الجلد.. أخبرونا بأن الإجراء قد نفذ وأنها حرة”.
إلا أن لجنة قضائية في “تبريز” اشتبهت في تورط سكينة في جريمة قتل زوجها، فقررت فتح القضية مجدداً، ورغم تبرئتها من تهمة القتل، إلى أن اللجنة قررت إعادة النظر في عقوبة الزنا.
وعقب الابن قائلاً: “كان يجب أن ينتهي الأمر في وقته.. وكان يجب معاقبتها مرة واحدة.. مستنداتها تقول إنها بريئة، ودفعت ثمن جريمتها منذ خمس سنوات مضت.”
وكانت الحكومة الإيرانية قد نفذت في العام 2007 حكماً بالرجم بحق إيراني أقام علاقة جنسية مع زميلته.
وقال المتحدث باسم هيئة قضائية في قرية “آغتشيكاند” في شمال إيران، علي رضا جمشيدي، إنه تم تنفيذ حكم الإعدام رجماً بحق جعفر كياني، بعد أن قضى، مع صديقته مكرمة إبراهيمي، في السجن 11 عاماً بتهمة الزنا.
وفي حينه، أعربت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، لويز آربور، عن معارضتها لعقوبة الرجم التي نفذت بحق جمشيدي، وحثت إيران على عدم تنفيذ الحكم بحق زميلته أو أي شخص آخر في البلاد.
وقالت آربور: “إنني قلقة للغاية، إذ رغم قيام إيران بوقف اختياري لتنفيذ عقوبة الرجم، فإن تنفيذ هذه العقوبة قد تم بالفعل”، مضيفة أن الرجم يعتبر مخالفاً للقانون الدولي، الذي يصنف عقوبة الإعدام من الجرائم الخطيرة المتسمة بالعنف الشديد، نقلاً عن مركز أنباء الأمم المتحدة.
وكان محامي أشتياني، محمد مصطفوي، قد صرح لـ”سي إن إن” في تموز الماضي، أن سكينة اعترفت بجريمة الزنا بعد أن نالت 99 جلدة، وتراجعت عن اعترافها في وقت لاحق، ونفت التهمة المنسوبة إليها.
وتؤكد منظمات إنسانية أن مصطفوى اختبأ بعد استجوابه من قبل الجهات الأمنية الإيرانية، والتي تحتجز زوجته وشقيقها حتى الآن.
وقد نشرت رسالة على الإنترنت يُعتقد أنها تعو إلى مصطفوي يدعو فيها إلى إطلاق سراح أهله، ووصفهم بـ”الرهائن”، مشيراً إلى تعاونه مع السلطات.
كما نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن زوجة مصطفوى تم اعتقالها بعد أن فشلت السلطات الإيرانية في العثور عليه.