بغداد – مازن صاحب:
غادر رئيس أركان الجيوش المشتركة الجنرال الأمريكي مولن بغداد، والمشهد السياسي والامني في توتر متصاعد، وترى مصادر امنية مطلعة ان مباحثاته مع القيادات السياسية نقلت موقف واشنطن بان لا صوت يعلو على صوت الانسحاب من العراق، وترك الملف الامني بيد القوات العراقية مع وجود 50 الف مقاتل أمريكي بإمكان الحكومة العراقية الاستفادة منهم في مواجهة أي «انفلات» يتوقع حدوثه حتى موعد تشكيل الحكومة المنتظرة. وتعتقد المصادر في حديثها لـ«الوطن» بان الجنرال مولن مارس نوعا من الترهيب السياسي حين وضع على كاهل الفرقاء العراقيين مسؤولية أي انفلات مرجح للملف الامني، مشيرة الى ان صراحة العسكر اكثر وضوحا من تلميحات الدبلوماسية حين شدد امام كل من مضيفيه من القادة العراقيين وابرزهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، بان تشكيل الحكومة يعني الاستقرار الامني والعكس صحيح، فرد عليه المالكي «امنعوا التدخل الاقليمي ننجح في تقريب وجهات النظر لتشكيل الحكومة» فقال له مولن «هذه مسؤوليتكم وليس مسؤولية الجيش الأمريكي». وحول جاهزية القوات الامنية العراقية لاستلام الملف الامني، ترى المصادر، ان القوات العراقية تبدو جاهزة لاستلام الملف الامني من حيث العدد الكافي بعد تشكيل نحو 100 فوج من قوات الجيش والشرطة، التي يصل تعدادها الى اكثر من مليون مقاتل مجهزين بالاسلحة الخفيفة، واستدركت بالقول «لكن موضوع العدة القتالية هو ما يشغل قيادات الاجهزة الامنية، فهناك الكثير من التشكيلات القتالية مثل القوة الجوية والبحرية والمدفعية، مازالت في طور التأسيس والانشاء». من جانب آخر نشرت دورية «فورين بوليسي» الأمريكية تقريرا عن استراتيجية التسرع للانسحاب من العراق وتساءل التقرير فيما اذا كانت قد نجحت هذه الاستراتيجية وقال كاتب التقرير توماس ريكس ان «الجواب على هذا السؤال قد يكون نعم»، اذا كنت تعتقد بان غاية هذه الاستراتيجية هي تمكين الولايات المتحدة من ايجاد مخرج لمغادرة العراق مع حفظ بعض ماء الوجه. لكن الجواب قد يكون أيضا «كلا»، بحسب ريكس، «اذا كنت تعتقد بان هدف استراتيجية التسرع هي تحسين الأمن بطريقة تمكن العراق من تحقيق انفراجة سياسية». |
شاهد أيضاً
القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران
ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …