أسامة مهدي
أنهى السفير الإيراني في العراق حسن كاظمي قمي مهامه الرسمية في خطوة تمهد لوصول السفير الجديد عضو الجهاز الإستخباراتي التابع للحرس الثوري “حسن دانافر
“.
التقى السفير الإيراني في العراق حسن كاظمي قمي اليوم مع الرئيس العراقي جلال طالباني حيث جرى خلال اللقاء الذي تخللته مأدبة غداء على شرف السفير للتأكيد على ضرورة توثيق العلاقات العراقية الإيرانية على الصُعد السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية كما قال بيان رئاسي.
واضاف ان طالباني أشار “إلى الدور المهم الذي لعبه السفير الإيراني في نقل صورة العراق الجديد إلى حكومة وشعب الجمهورية الإسلامية مشدِّداً على أن السفير قمي سيلعب الدور نفسه أينما كان من أجل تقوية وتعزيز العلاقات بين البلدين الجارين، منوِّهاً إلى عمق العلاقات التاريخية والثقافية والدينية بين العراق وإيران، والتي تعززت بعد سقوط النظام الدكتاتوري”.
وأكد ” أن العراق ممتن لحكومة وشعب إيران اللذين ساندا الشعب العراقي في نضاله ضد الديكتاتورية ودعمهما العراق للانتقال إلى مرحلة جديدة وتجاوز المحن التي مرت به وان العراق المستقر والمستقل والحر سيعمل على تنمية وتطوير علاقاته مع إيران ومحيطه الإقليمي في الميادين كافة ما سينعكس إيجابياً على التنمية في المنطقة” بحسب قوله.
من جانبه أشار السفير قمي إلى “أن عمله في العراق انتهى أما العراق وشعبه سيكونان في قلبه دائما؛ لأنه لمس خلال مدة وجوده في العراق ان علاقات شعبي البلدين عميقة وراسخة وإن جمهورية إيران الإسلامية وقفت مع الشعب العراقي في كل الظروف الصعبة التي مرّ بها وستظل إلى جانب الشعب العراقي في نضاله حتى تستقر أوضاع العراق ويترسخ فيه النظام الديمقراطي”.
وأكد ” أهمية الانجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، والتي أثبت خلالها العراقيون حرصهم على استقرار بلدهم بالكامل وأحبطوا جميع المؤامرات التي سعت إلى إشعال الفتنة الطائفية، موضحاً أن العراق وتجربته العظيمة يمثلان مدرسة كبيرة استلهم منها الكثير من التجارب، وإن الانجازات التي تحققت هي بفضل حكمة قادته وفي مقدمتهم الرئيس طالباني الذي يمثل رمزاً وطنياً عظيماً للعراق” على حد قوله.
وأشار قمي إلى تنامي العلاقات بين البلدين على الصعد كافة وخاصة الديبلوماسية منها حيث أُفتتحت العديد من القنصليات في عدد من مدن البلدين فضلاً عن حجم التبادل التجاري الكبير ووجود مساحة تفاهم واسعة لحل المشاكل التي نتجت عن الماضي خاصة ما يتعلق منها بالحدود بين البلدين مضيفاً: “نحن مطمئنون على أن الحكومة الجديدة ستسعى إلى توسيع آفاق التعاون وبناء علاقات متينة على نحو أوسع وأشمل”. وقال “ان العراق يلعب دوراً مهما في المنطقة وتحديداً في ظل النظام السياسي الجديد وبفضل إرادة قادته سيتجاوز كل الصعاب وان إرادة الشعب العراقي ستنجح في تشكيل الحكومة الجديدة”.
يذكر ان السلطات الإيرانية رشحت مؤخرا عضو فيلق القدس “حسن دانافر” سفيرا جديدا في بغداد.
وقال مصدر إيراني مطلع إن دانافر كان عضو الوفد الإيراني المفاوض مع الأميركيين في العراق وهو على صلة وثيقة بوزارة الأمن والإستخبارات الإيرانية إلى جانب عضويته في الجهاز الإستخباراتي التابع للحرس. واوضح أن دانافر كان على صلة وثيقة بعنصر امني في الخليج شارك ايضا في الحوار الإيراني الاميركي بشأن العراق
.
وعادة ما تعين إيران أعضاء السلك الدبلوماسي في سفاراتها في البلدان التي تحظى بأهمية أمنية من الوسط الامني العسكري الامر الذي ينطبق على سفراء إيران في كل من لبنان والعراق وبعض البلدان العربية الاخرى.
وأضاف المصدر أن السفير الجديد دانافر عمل في السابق بصفة نائب قائد القوات البحرية في الحرس الثوري عندما كان علي شمخاني يتولى قيادتها وهو أيضاً عضو في فيلق القدس الذي يدير العمليات الإيرانية في الخارج بالتزامن مع توليه مهمة مسؤول اعادة اعمارالمراقد والعتبات الدينية في العراق مباشرة بعد الاحتلال الاميركي اضافة الى تولية مسؤولية متابعة جانب من العلاقات الاقتصادية بين إيران والعراق، مستفيدا من علاقاته الوثيقة التي تربطه مع عدد من كبار المسؤولين العراقيين.
وهو يتقن اللغتين العربية والكردية وينتمي لتيار المحافظين الجدد في إيران وقد ولد في الثامن عشر من أيلول/ سبتمبر 1962 وهو متزوج وله أربعة أطفال. وجدير بالذكر ان قمي هو الآخر من ضباط فيلق القدس وخدم في أفغانستان ولبنان قبل أن يلتحق في بداية 2006 بمنصبه كسفير في بغداد.