أسامة مهدي
بيان كتائب حزب الله
بعد يوم من إتهام القائد العام للقوات الاميركية في العراق الجنرال اوديرنو لكتائب حزب الله العراقية المدعومة من ايران بالتحضير لهجمات ضد القواعد العسكرية الاميركية، طالبت الكتائب اليوم بإطلاق سراح معتقليها والكف عن التدخل في تشكيل الحكومة العراقية مهددة بإحالة مقر السفارة والقواعد الاميركية في العراق الى ركام.
قالت الكتائب المتهمة بعلاقات مع حزب الله اللبناني والمدعومة من ايران انها قد توعدت القوات الاميركية منذ اليوم الاول لاحتلال العراق عام 2003 بأنها ستخرجه من البلاد “منهزماً ذليلاً لا يفكر بعدها بالعوده الى منطقتنا”. واضافت الكتائب التي تلحق بأسمها عبارة “المقاومة الاسلامية في العراق” في بيان اليوم حصلت “ايلاف” على نسخة منه ان اوديرنو لم يفاجئ ابناء الكتائب بما قاله ولكنه ربما فاجأ من ربط مصيره بمصير الاحتلال محذرة بالقول “أنكم اذا لم تخرجوا اليوم قبل الغد فأن ارض العراق ستضيق بكم ولا تجدوا فيها ملاذا”.
وطالبت الكتائب القوات الاميركية بأطلاق سراح جميع معتقليها ووقف جميع المداهمات لعناصرها “وعوائلهم الآمنة” والتوقف عن التدخل في تشكيل الحكومة وترك الشعب العراقي يختار مصيره والخروج نهائيا من العراق. وهددت الكتائب القوات الاميركية بانها ستقوم اذا لم تتم الاستجابة لمطالبها هذه بضرب سفارتها وقواعدها في العراق “وتحويلها الى ركام”.
وعادة ماتتعرض المنطقة الخضراء بوسط بغداد لقذائف هاون تتهم الكتائب بتنفيذها وكان اخرها ضرب جانب من السفارة الاميركية لدى زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن للعراق مؤخرا.
وهنا ما جاء في بيان كتائب حزب الله :
المقاومة الاسلامية في العراق
كتائب حزب الله
(قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين)
وصلت قوات الاحتلال اخيراً الى عنق الزجاجة الذي توعدتهم به كتائب حزب الله فبدأت أصوات قادته بالارتفاع وكان اخرها تصريحات اوديرنو حيث قال : بانهم يعملون بجهد امني استثنائي تخوفاً من ضربات الاشتر وذوالفقار لكتائب حزب الله.
اننا ومنذ اليوم الاول للاحتلال قطعنا العهد امام الله جل جلاله وامام شعبنا بأننا سنخرج الاحتلال من ارضنا منهزماً ذليلاً لا يفكر بعدها بالعوده الى منطقتنا.
ان اوديرنو لم يفاجئ ابناء الكتائب بما قاله ولكنه ربما فاجأ من ربط مصيره بمصير الاحتلال وها نحن نقول له ولاسياده بأنكم اذا لم تخرجوا اليوم قبل الغد فأن ارض العراق ستضيق بكم ولا تجدوا فيها ملاذا.
اليوم نقول للاحتلال عليك استحقاقات أهمها :
أولا : أطلاق سراح جميع الاسرى وخاصة مجاهدي كتائب حزب الله لديك أوالذين اودعتهم عند غيرك.
ثانيا : ان توقف جميع المداهمات للمجاهديين وعوائلهم الآمنة.
ثالثا : ان تتوقفوا عن التدخل في تشكيل الحكومة وتتركوا أبناء الشعب العراقي يختار مصيره.
رابعا : أن تخرج نهائيا من العراق وفقا للوتيرة التي تعمل بها.
وبخلاف ذلك فإن سفارتك وقواعدك التي ما تزال تحت نيران ابناء كتائب حزب الله سنحولها الى ركام هي ومن فيها وانكم مازالتم في جهالة من قدرات كتائب حزب الله.
(فتربصوا انا معكم متربصون)
وكان اوديرنو اعلن امس ان القوات الاميركية قد شددت اجراءات الامن في بعض القواعد الاميركية في العراق بسبب مخاطر هجمات متزايدة من جانب متشددين تدعمهم ايران. وحدد الجنرال راي اوديرنو بالاسم كتائب حزب الله التي تقول وزارة الخارجية الاميركية ان لها علاقة بحزب الله اللبناني على انها الجماعة التي تقف وراء التهديدات. وقال اوديرنو للصحافيين في بغداد “في الاسبوعين الماضيين كان يوجد خطر متزايد… لذلك شددنا اجراءات الامن على بعض قواعدنا.” واضاف “هذه محاولة اخرى من جانب ايران واخرين للتأثير على الدور الاميركي هنا “.
وعادة مايتهم مسؤولون اميركيون طهران بالتدخل في شؤون العراق وتأييد جماعات “شيعية” مسلحة تعمل هناك لكن طهران ترد بالقول ان العنف في هذا البلد هو نتيجة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003.
وقال اوديرنو ان الذين وراء التهديدات ذهبوا الى ايران لتلقي تدريب خاص ثم عادوا الى العراق وتم ايفاد خبراء من ايران لمساعدتهم “في الشهر الاخير أو نحو ذلك”. واضاف “سواء كان لهذا علاقة مباشرة بالحكومة الايرانية — يمكننا ان نبحث ذلك.” وقال “لكن من الواضح ان لهم صلة بالحرس الثوري الايراني.”
واشار اوديرنو الى انه يوجد للولايات المتحدة نحو 74 الف جندي في العراق ومازالت في الطريق نحو خفض هذه القوة الى 50 الف جندي بحلول أول أيلول (سبتمبر) المقبل عندما تنهي واشنطن رسميا العمليات القتالية بعد أكثر من سبع سنوات من الغزو للاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين. ومن المقرر ان تغادر القوات الاميركية العراق نهائيا اواخر عام 2011.
يذكر ان عمليات كتائب حزب الله ضد القوات الاميركية تندرج ضمن النزاع الايراني الاميركي بشأن برنامج ايران النووي الذي تقول طهران انه مخصص للاغراض السلمية المحضة لكن واشنطن وحلفائها يقولون انه يهدف الى تطوير اسلحة نووية.
وتقول كتائب حزب الله التي تاسست بعد دخول القوات الاميركية الى العراق عام 2003 في ادبياتها ان الاحتلال هو عدوها الأول وانها تحرم دم العراقيين من عناصر الشرطة والجيش ومنتسبي أجهزة الدولة كافة وتحترم المدنيين وتسعى لعدم الحاق الاذى بهم.
وقد أعتمدت الكتائب سلاح الهاونات أساليب تكتيكية عديدة منها قصف القواعد الاميركية من أماكن متحركة مما يحافظ على سلامة عناصرها من نيران القوات المعادية والأسلوب الاخرهو سلاح الهاون ذي العيار الثقيل وتنفذ به العمليات حينما تغلق المنطقة أمنيا.
وقد ادرجت اشنطن الصيف الماضي “كتائب حزب الله” ومستشار لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني على قائمتها للارهاب وفرضت عليهما عقوبات مالية. واعلنت وزارة الخزانة في بيان تجميد اصول كتائب حزب الله وابو مهدي المهندس (عراقي الجنسية ونائب في البرلمان العراقي السابق) المستشار لدى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني لاعتبارهما يشكلان خطرا امنيا في العراق. واوضحت ان المهندس معروف بحوالي 19 اسما حركيا وقالت ان فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قدم “دعما لكتائب حزب الله وجماعات مسلحة شيعية عراقية اخرى مسؤولة عن استهداف وقتل” عناصر في القوات الاميركية والاجنبية الاخرى وقوات الامن العراقية.
كما صنفت وزارة الخارجية الاميركية كتائب حزب الله بين “المنظمات الارهابية الاجنبية” لاعتبارها “ترتكب او تشكل خطرا كبيرا بارتكاب اعمال ارهابية”. واشارت الى ان “المهندس وكتائب حزب الله نفذت ووجهت ودعمت او شكلت خطرا كبيرا بارتكاب اعمال عنف ضد قوات الائتلاف وقوات الامن العراقية”. واضافت ان كتائب حزب الله ضالعة في تنفيذ هجمات بالقنابل والصواريخ على القوات الاميركية في العراق خلال السنوات الاخيرة. واوضحت ان كتائب حزب الله تحصل على تمويل من فيلق القدس الايراني.