مصادر: الإيراني “أميري” تلقى 5 ملايين دولار لتعاونه مع الـ”CIA”

وصل طهران ونفى صلته بالبرنامج النووي

دبي – نجاح محمد علي، طهران – وكالات

نفى عالم الفيزياء النووية الإيراني شهرام أميري، والذي تقول طهران إنه كان مختطفاً من قبل المخابرات الأمريكية؛ أن يكون قد عمل في المجال النووي الإيراني، أو له أي علاقة بالمواقع النووية الإيرانية. من جهتها، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أمريكيينAmiri_at_Tehran

القول إن أميري حصل على مبلغ 5 ملايين دولار من المخابرات الأمريكية نظير تعاونه معها وتقديمه معلومات عن البرنامج النووي الإيراني. وقال أميري لدى وصوله طهران فجر الخميس، 15-7-2010، قادماً من واشنطن، بعد إختفاء لمدة 14 شهراً, “ليس لدي أي علاقة بناطنز وفوردو، (وهما موقعان لتخصيب اليورانيوم). كانت لعبة من الحكومة الأميركية لممارسة ضغط على إيران”. وأضاف “لم أقم بأي أبحاث في المجال النووي. أنا باحث بسيط أعمل في جامعة مفتوحة أمام الجميع وليس فيها أي سر”.

تعذيب جسدي ونفسي

وكان في استقبال أميري لدى وصوله طهران أفراد أسرته ونائب وزير الخارجية الإيراني. وقبل عودته إلى طهران ظهر أميري في قسم رعاية المصالح الإيرانية في السفارة الباكستانية في واشنطن يوم الإثنين الماضي بعد اختفائه لأكثر من عام.

وقال أميري في مقابلة مع شبكات التلفزيون الإيرانية الحكومية الثلاثاء إنه موجود في مكاتب رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن، بعدما نجح في الفرار من الاستخبارات الأميركية.

وأضاف “فوجئت فعلاً بتصريحات وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، والتي قالت فيها إنني كنت حراً هناك وأني ذهبت بمحض إرادتي. لم أكن حراً، لقد كنت تحت حراسة رجال مسلحين من الاستخبارات الأميركية”. وأوضح أنه “في الشهرين الأولين، تعرضت لأسوأ عمليات التعذيب الجسدي والمعنوي”.

من جانبها، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أن أميري موجود في الولايات المتحدة “بمحض إرادته منذ بعض الوقت”. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي “إنه بالتأكيد حر في الرحيل”، موضحاً أن أميري أبلغ الولايات المتحدة رغبته في مغادرة البلاد.

ولم يوضح كراولي ما إذا كان أميري قدم معلومات عن طبيعة البرنامج النووي الإيراني، كما رفض الإدلاء بأي تعليق عن طريقة وصوله إلى الولايات المتحدة. وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية فإن شهرام أميري هو “باحث في النظائر المشعة الطبية في جامعة مالك الأشتر” التابعة للحرس الثوري.

تعاون مع الـ CIA

من جانبها فجرت صحيفة واشنطن بوست مفاجأة كبيرة , ونقلت عن مسؤولين أمريكيين القول إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي.آي. أيه” دفعت للعالم النووي الإيراني شهرام أميري خمسة ملايين دولار في مقابل تقديم معلومات عن برنامج طهران النووي.

وذكرت الصحيفة أن شهرام أميري غير ملزم بإعادة الأموال لكنه قد لا يستطيع الوصول اليها بعد ان أنهى “تعاونا ملموسا” مع الوكالة وعاد إلى وطنه.

وقال مسؤول أمريكي “كل ما حصل عليه هو الآن ليس في متناول يده بفضل العقوبات المالية على إيران لقد ذهب لكن أمواله لا، لقد حصلنا على المعلومات التي كانت لديه والإيرانيون حصلوا عليه الآن.”

ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم قولهم إنهم يعتقدون أن مغادرة أميري المفاجئة للولايات المتحدة ربما ترجع لقلقه من أن تؤذي الحكومة الإيرانية أسرته.

وذكرت الصحيفة أن طلب أميري هذا الإسبوع إعادته إلى وطنه فاجأت المسؤولين الأمريكيين الذين قالوا إنه كان يعمل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية منذ أكثر من عام.

وقال مسؤول أمريكي لواشنطن بوست إن المبلغ الذي دفع لأميري يعكس قيمة المعلومات التي حصلت عليها واشنطن. وأضاف “الدعم يتناسب مع ما يفعله الشخص بما في ذلك التحقق من المعلومات التي حصلوا عليها أنت لا تعطي بدون مقابل.”

تكهنات عن صفقة

وقد أثارت عملية الاختفاء والظهور المفاجئ لأميري تكهنات حول وجود صفقة بين الولايات المتحدة وإيران، وهو الأمر الذي تنفيه إيران بشدة. ووعدت السلطات الإيرانية بكشف المزيد عن ملابسات اختفاء وظهور أميري، وما تردد عن وجود صفقة مع واشنطن للإفراج عنه مقابل إفراج طهران عن ثلاثة أمريكيين محتجزين لديها.

ورغم نفي طهران وجود صفقة، إلا أن ما يجمع عليه كثيرون هو أن وراء عودته صفقة ليس من السهل تجاهلها في ضوء معلومات أكدت وجود حسن فرحي، معاون وزير الخارجية الإيراني، في واشنطن خلال الأيام القليلة التي سبقت نقل أميري إلى مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالسفارة الباكستانية في واشنطن.

وتشير معلومات إلى أن المسؤول الإيراني الرفيع بحث في مبنى السفارة الباكستانية التي ترعى المصالح الإيرانية ترتيبات عودة أميري حتى قبل أن ينقله لها رجل أمن أمريكي. ولا يُستبعد أن تفتح عودة أميري باب سجن إيفين للإفراج عن ثلاثة أمريكيين محتجزين منذ العام الماضي.

لكن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي، نفى وجود صفقة، موضحاً أنها قد تكون ممكنة إذا أفرجت واشنطن عن 12 إيرانياً معتقلين في الولايات المتحدة.

وقال بروجردي أمام البرلمان الذي عقد جلسة خاصة تتعلق بقضية شهرام أميري “إن الخطأ الذي اقترفه الأمريكيون هو أنهم تصوروا أن شهرام أميري عالم نووي، وعندما تأكد لهم أنه مجرد أستاذ جامعي، تركوه يعود إلى دياره بسلام”.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن شهرام أميري تعرض لعملية اختطاف، وأن بلاده تحتفظ بحقها في التعامل مع القضية كما تشاء.

وأضاف “كان من الواضح أنه حادث خطف. نحن نحتفظ بحقنا في التعامل مع هذه القضية بالطريقة التي نراها مناسبة. لقد طلبنا عدة مرات من الولايات المتحدة إعادة هذا العالم الإيراني إلى موطنه”.

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …