كروبي: سياسات أحمدي نجاد «لا عقلانية».. والحرس الثوري مستفيد من العقوبات

طهران: «الشرق الأوسط»
قال إن مقربين من الرئيس الإيراني يريدون حذف دور رجال الدين
قال مهدي كروبي، أحد زعماء المعارضة الإيرانية، إن سياسات الرئيس محمود أحمدي نجاد الخارجية «اللاعقلانية» تسببت في «وضع مزعج» في إيران. ونقلت مواقع المعارضة الإيرانية على الإنترنت عن رجل الدين المعتدل كروبي القول إن «السياسات الخارجية اللاعقلانية وقمع المنتقدين في الداخل تسببا في وضع مزعج للغاية فيkaroobi_friday_

البلاد». وأشار كروبي بذلك إلى موقف أحمدي نجاد العنيد إزاء النزاع بشأن الأنشطة النووية الذي تسبب في اتخاذ مجلس الأمن قرارا رابعا بتوقيع عقوبات ضد الجمهورية الإسلامية، فضلا عن تعليقاته المسيئة ضد الأمم المتحدة.

وقال كروبي خلال اجتماع مع أسر معتقلين سياسيين «بدلا من الخطاب غير المسؤول ونشر الأكاذيب، يتعين على السادة أعضاء الحكومة التماس الصفح من الأعداء وتفادي عقوبات جديدة». وقال رجل الدين ورئيس البرلمان السابق خلال ولاية الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي إنه ينبغي أولا على أحمدي نجاد وقف قمع شعبه وتسوية الخلافات الداخلية بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ورفع أشكال الحظر المفروضة على الأحزاب السياسية والسماح بحرية الصحافة».

كما قال كروبي أمس إن الحرس الثوري الإيراني يدعم العقوبات المفروضة على طهران في الوقت الذي يجني فيه أرباحا ضخمة من وراء التدابير العقابية التي فرضت على إيران.

ونقل موقع تابع للمعارضة في إيران عن كروبي قوله إنه يعتقد أن بعض أعضاء النظام الحالي الإيراني وأيضا الحرس الثوري يستفيدون من هذه العقوبات، كما أنهم يحققون أرباحا ضخمة من ورائها، مشيرا إلى أن بعض قادة الحرس الثوري أعربوا عن استعدادهم للإشراف على مشاريع في قطاع الطاقة كان الغرب قد تخلى عنها بسبب العقوبات الدولية.

كما اتهم كروبي، أنصار أحمدي نجاد من الأصوليين بالعمل على حذف رجال الدين من لعب دور محوري. وذكر موقع «سحام نيوز» الناطق باسم حزب «اعتماد ملي» (الثقة الوطنية) بزعامة كروبي «إن هذا التيار يزعم أنه في مقدور المرء الاتصال بالإمام المهدي (المنتظر) حتى عن طريق امرأة عجوز من دون الحاجة إلى رجل دين». يذكر أن الأب الروحي للرئيس الإيراني وهو آية الله مصباح يزدي، الذي ينتمي إلى التيار المتشدد وسط المحافظين، قال في عدة مناسبات إن المرء بإمكانه الحديث مباشرة مع الإمام المهدي، بل إن الرئيس الإيراني نفسه تحدث أكثر من مرة عن كلامه مع الإمام المهدي، موضحا أن الإمام المهدي يعطيه توجيهات ويشير إليه بكثير من القرارات ويلهمه في سياساته.

كما ذكر «سحام نيوز» أن مئات الإيرانيين أحيوا في مقبرة «بهشت زهرا» (جنة الزهراء) في الضاحية الجنوبية للعاصمة طهران، الذكرى السنوية لمقتل عدد من معتقلي الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات الرئاسة، في معتقل كهريزك. وكان 4 شباب هم محسن روح الأميني، وأمير جوادي فر، ومحمد كاميراني، ورامين آقا زاد قهرماني، قتلوا تحت طائلة التعذيب القاسي في معتقل كهريزك الذي أغلق في شكل نهائي بأمر مباشر من المرشد الأعلى.

وتتهم المعارضة، التي يتزعمها كروبي ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي والرئيسان السابقان خاتمي وأكبر هاشمي رافسنجاني، الرئيس أحمدي نجاد بالتزوير على نطاق واسع في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي وترفض الاعتراف بفوزه بفترة رئاسية ثانية. وقتل عشرات المتظاهرين وألقي القبض على آلاف آخرين خلال الاضطرابات السياسية التي أعقبت الانتخابات المثيرة للجدل، وتفيد التقارير بأن ما يزيد على مائة معارض ما زالوا يقبعون في السجون. وكان كروبي قد أكد أن إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد والقمع الذي تلاها يشكلان «فضيحة لن تمحى أبدا» وتعهد بمواصلة النضال «حتى النهاية» من أجل حقوق الشعب الإيراني.

وقال رئيس البرلمان السابق في «رسالة إلى الشعب الإيراني» نشرت على موقعه الإلكتروني في الذكرى السنوية الأولى للانتخابات، إن «التصويت الذي سرقوه منكم والحق الذي سلبوه منكم يشكلان فضيحة لن تمحى أبدا». وتساءل كروبي في هذه الرسالة التي نشرت في ذكرى اليوم الأكثر دموية في المظاهرات التي تلت إعلان إعادة انتخاب أحمدي نجاد «كيف يمكن حرمان الناس من حقهم في الاعتراض بإرسالهم إلى كهريزاك (مركز الاحتجاز الذي أقفل بعد موت ثلاثة معتقلين) وبملء المدافن؟».

ولقي عشرة أشخاص على الأقل مصرعهم في العشرين من يونيو (حزيران) 2009 بحسب التلفزيون الرسمي. وبين الضحايا الطالبة الشابة ندا أغا سلطان التي أثار مقتلها بالرصاص الذي تم نقل مشاهده مباشرة، التأثر في العالم أجمع. وأضاف كروبي «بعد مرور سنة، وعلى الرغم من كل الضغوط والتهديدات، فإن مطالبكم بقيت في الذاكرة وحتى إنها انتشرت بين كل شرائح المجتمع»، معتبرا أنه «لا يمكن خنق ذلك بالقمع والتوقيفات والمحاكمات الصورية».

وقال كروبي «سأبقى ملتزما حتى النهاية بعهدي معكم». وينتقد كروبي أيضا في رسالته الفريق الحاكم لأنه وسع سلطة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي على حساب الدستور. وتساءل في إشارة إلى تأكيد إعادة انتخاب أحمدي نجاد من قبل آية الله خامنئي: «لماذا اختبأوا وراء ولاية الفقيه (المبدأ المركزي في النظام الإيراني المستند إلى أن مكانة الديانة تعلو على السياسة) لتقويض الدستور والجمهورية الإسلامية التي تأسست على تصويت الشعب؟». وندد أيضا بالتخويف الذي يمارس ضد عدد كبير من رجال الدين المقربين من المعارضة الإصلاحية. وتساءل: «كيف يمكن عبر التذرع بالمرشد، العمل على مهاجمة مرجع أو عائلة الإمام من قبل مارقين؟».

وكان خامنئي قد أكد أول من أمس لدى استقباله كبار القادة والمسؤولين والسفراء المعتمدين لدى إيران في مناسبة ذكري الإسراء والمعراج أنه: «على مدار الأعوام الـ45 التي تلت الحرب العالمية الثانية وحتى عام 1990، لم تتوقف الحروب في العالم سوى خلال فترة 3 أسابيع فقط، وكان وراء تلك الحروب البلدان المنتجة للأسلحة التي كانت تبحث عن تحقيق مصالحها من خلال تسويق الأسلحة، وأن مزاعم أميركا في أنها تقود الحروب لتحقيق الأمن والعدالة، ما هي سوى أكاذيب».

وعرض خامنئي للموازنة العسكرية الأميركية، البالغة العام الماضي وفقا للتقارير الرسمية 600 مليار دولار، موضحا «أن الهدف من هذه الأسلحة هو قمع الشعب في أفغانستان وإحكام هيمنة أميركا على الشعب العراقي، وكذلك دعم الكيان الصهيوني لإبقاء الشرق الأوسط منطقة ملتهبة». وتابع: «من المؤسف أن هكذا نظام طاغوتي وجاهل يفرض سيطرته على العالم والشعوب، لكن بما أن هذا الأمر يتعارض مع الحق ويخالف سنة الله في الخلق، فإنه آيل إلى الزوال وأن مؤشرات هذا الزوال بدت تلوح في الأفق».

وأشار إلى مؤشرات انهيار القوى العظمى، موضحا «أحد مؤشرات انهيار القوى الاستكبارية، هو الصحوة الإسلامية لمسلمي العالم التي كانت عاملا رئيسا في أن تخسر تلك القوى قدرتها السابقة، وأن أوضاع أميركا الراهنة مقارنة بأوضاعها السابقة خير دليل على ذلك». بينما أكد محمود أحمدي نجاد أن الضجيج والتهديدات وإصدار القرارات ضد إيران هو أكبر مؤشر على ضعف واشنطن، معتبرا أن ما يحصل دليل واضح على انهيار الولايات المتحدة.

وقال نجاد قوله في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الـ27 لمسابقات حفظ القرآن في طهران إن «الضجيج والتهديدات وإصدار القرارات ضد إيران هو أكبر مؤشر على ضعف واشنطن». ورأى أن الذين يهيمنون اليوم على العالم ارتكبوا الجرائم والخداع ضد البشرية، مؤكدا أن نشر العدالة في المجتمع البشري يصبح ضروريا أكثر فأكثر.

وأشار نجاد إلى القضية الفلسطينية والجرائم التي «يرتكبها الكيان الصهيوني» بحق الشعب الفلسطيني «الأبي»، قائلا إن «مجموعة من عديمي الأخلاق في تاريخ البشرية احتلوا الأراضي الفلسطينية وقاموا بتخريب المنازل وتشريد الشعب الفلسطيني».

شاهد أيضاً

القضية الأهوازية وانتفاضة تغيير النظام في إيران

ورقة صالح حميد في ندوة ” لا ديمقراطية بدون حقوق القوميات في إيران” لندن – …