أحرز “حزب التحالف الفلمنكي الجديد” الانفصالي انتصارا تاريخيا في الانتخابات التشريعية التي شهدتها بلجيكا الأحد، وتبقى حظوظ المفاوضات التي بدأت الاثنين لتشكيل حكومة ائتلافية بين الناطقين بالفرنسية والناطقين بالهولندية تبقى ضئيلة
.
بات تشكيل حكومة ائتلافية في بلجيكا أمرا بالغ الصعوبة بعد إحراز حزب “التحالف الفلمنكي الجديد” الانفصالي فوزا تاريخيا في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، حسب نتائج شبه نهائية منحته 28.3 بالمئة من الأصوات، في سابقة هي الأولى من نوعها في بلجيكا وتشكل “زلزالا سياسيا” كونها ستدعم التيار الداعي للاستقلال، بعد حصول أحزابه مجتمعة على 45% من أصوات الناخبين في منطقة الفلاندر (حزب اليمين المتطرف “فلامس بيلانغ” (12,7%) والحزب الشعبوي “لائحة دي ديكر” (3,7%)، “التحالف الفلمنكي الجديد” 28.3%).
هل تصبح بلجيكا كونفدرالية تعود فيها السلطات الأساسية للمناطق؟
وستكون المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة، التي ستبدأ الاثنين، شاقة نظرا لمعارضة الفرنكوفونيين الإصلاحات التي يطالب الفلمنكيون بإجرائها في مؤسسات الدولة، خاصة وأن “التحالف الفلمنكي الجديد” سيكون له دورا كبيرا في هذه المفاوضات.
ويسعى “التحالف الفلمنكي الجديد” إلى إقامة “كونفدرالية” تعود فيها السلطات الأساسية للمناطق، وذلك لتمكين منطقة الفلاندر من الاعتماد كليا على نفسها قبل زوال بلجيكا كدولة.
واعتبر زعيم التحالف ابارت دي فيفر (39 عاما) أن البلجيكيين اختاروا “التغيير”، الذي سيتجلى من خلال إصلاح مؤسسات الدولة يمنح الفلاندر مزيدا من الاستقلالية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وهو يسعى في الوقت ذاته إلى طمأنة أولئك الذين ينظرون بعين الريبة إلى برنامجه الانتخابي، سواء في داخل البلاد أو خارجها.
وأكد دي فيفر أن استقلال الفلاندر ليس مطلبا ملحا، لكنه لم يستبعد احتمال زوال بلجيكا وقيام دويلات في المناطق على أنقاضها، مؤكدا كذلك بأن لا رغبة لديه في قيادة الحكومة الفدرالية، داعيا الفرنكوفونيين إلى “التحلي بشجاعة التوصل إلى اتفاق”.
بلجيكا ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي مطلع يوليو
ومن المتوقع أن تبدأ الاثنين المفاوضات الرامية إلى تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد، ولكن من غير المتوقع أن تنتهي هذه المفاوضات قبل أشهر عدة، في الوقت الذي يفترض أن تستلم فيه بلجيكا في تموز/يوليو الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
وقد اعتبر رئيس “الحزب الليبرالي الفرنكوفوني” ديدييه رايندرز أن الانتصار الذي حققه القوميون الفلمنكيون يخلق وضعا سيكون إشكاليا بالنسبة للبلاد”.”
أما في صفوف الناخبين الفرنكوفونيين فتوزعت الأصوات بسبب الانقسام الانتخابي في البلاد، إذ حل “الحزب الاشتراكي” في الطليعة بحصوله على 36.5 في المئة من الأصوات في والونيا (جنوب) وبروكسل التي تعتبر جيبا في فلاندر تقطنه غالبية فرنكوفونية، بعد فرز 96.5 في المئة من الأصوات.
وقد يؤدي انتصار “التحالف الفلمنكي الجديد” إلى أن يكون رئيس الوزراء المقبل فرنكوفونيا، وهو ما لم يحدث منذ سبعينات القرن الماضي، وقد يكون على الأرجح اشتراكيا كون الفائز لدى الفرنكوفونيين هو زعيم “الحزب الاشتراكي” ايليو دي روب.