المظاهرات التي انطلقت يوم الثلاثاء الموافق 16 سبتمبر 2022و التي جاءت على خلفية مقتل الشابة الكردية مهسا أميني على يد ما يسمى به ” دورية شرطة الإرشاد ” التابعة لنظام ولاية الفقيه وذلك بحجه عدم مراعاتها لبس الحجاب أثارت موجة من الاحتجاجات الصاخبة والواسعة ضد النظام انطلقت من مسقط رأسها في كردستان ايران وسرعان ما انتقلت إلى عموم المدن الإيرانية ،حيث شارك فيها الغالبية العظمى من أبناء الشعوب الإيرانية بكل مكوناتها الاجتماعية والسياسية ، بالإضافة إلى أنها امتدت لتشمل معظم الجامعات الإيرانية وخاصة الجامعات والمعاهد الموجودة في طهران وبعض الأقاليم الإيرانية الأخرى ذات التواجد القومي.
و إذا ما دققنا في طبيعة هذه المظاهرات والمظاهرات التي سبقتها المعادية للنظام نرى أنها نتاج عقود من القمع والقهر والإذلال التي مارسها نظام ولاية الفقيه بحق كل مكونات المجتمع الإيراني ،بالإضافة ارتفاع معدلات البطالة وتدني المستوى المعيشي والتضخم والارتفاع المتزايد في الأسعار نتيجة انهيار العملة الوطنية وتزايد مظاهر الفساد والاستحواذ على جميع مؤسسات الدولة من قبل الأصوليين وكبت الحريات العامة ، كما ازدادت في الآونة الأخيرة قوانين اسلمة البلاد وفرض المزيد من القيود على المرأة الإيرانية ،حيث أصبحت عرضة للاعتداء والتنكيل والمضايقة من قبل من هب ودب من رجال الدين وعموم أجهزة الأمن التابعة لنظام ولاية الفقيه .
كما تزامنت هذه المظاهرات مع الأزمة السياسية الخانقة التي يعيشها النظام وذلك على اثر انتشار الإخبار حول مرض خامنئي وإيجاد خليفة له بعد وفاته وما رافقها من خلاقات ، بالإضافة إلى العزلة الخانقة التي يعيشها النظام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي .
ان ما يميز المظاهرات الحالية عن غيرها من المظاهرات السابقة كونها بالإضافة إلى شموليتها مشاركة المرأة من مختلف أطياف لمجتمع الإيراني بكل مكوناته الاجتماعية والقومية فيها ، الأمر الذي أرعب النظام وافقده صوابه كون المتظاهرين رددوا بأعلى أصواتهم “الموت للديكتاتور ” الموت ” لعلى خامنئي ” ولا ” لبقاء الجمهورية الإسلامية ” ، الأمر الذي اثأر الرعب و الخوف والهلع في نفوس رجالات الحكم في ايران لأن الحجاب بالنسبة لهم يشكل جزء من هوية النظام ،لذلك نراهم سارعوا إلى إرسال الجيش و الحرس الى بعض المدن الإيرانية لاسيما مدن كردستان ايران كما نشروا الكثير من قواهم الأمنية في بعض الأقاليم القومية مثل إقليم الأهواز عربستان وإقليم اذرباييجان .
كما ان ما يميز هذه المظاهرات عن غيرها من المظاهرات السابقة كونها حظيت بتأييد المجتمع الدولي وتعاطفه معها لأنها تنشد الحرية والعدالة الاجتماعية والسلام ، كما أنها ورغم استخدام كل و سائل القمع والتنكيل ضدها بغية إيقافها والقضاء عليها الا إنها بقيت مستمرة وبكل قوة وبسالة ومختلف السبل.
من هنا قان شعبنا العربي الاهوازي ومثل ما كان ومنذ عقود مضت سباقا في التظاهر ضد النظام و دفع في هذه المجال المزيد من القتلى والمعتقلين ،فانه اليوم ساند وكما في الماضي هذه المظاهرات وهو مصر على استمرارها حتى إسقاط هذا النظام الجائر المتخلف المتمثل بنظام ولاية الفقيه .
عاش نضال المرأة في جميع الأقاليم الإيرانية وخاصة في كردستان ايران
عاش نضال الشعوب في ايران من اجل استعادة الحرية والكرامة .
والخزي و العار لنظام ولاية الفقيه
جابر احمد