ما يجري هذه الأيام من مداهمات واعتقالات على الساحة الاهوازية تذكرنا بحملة
الاعتقالات الشاملة التي كانت قد طالت أبناء هذا الشعب في الستينات من القرن الماضي والتي شنتها أجهزت النظام الملكي آنذاك والتي عرفت بحملة اعتقالات “خلع السلاح” و التي كانت تهدف إلى تجريد المواطنين العرب من سلاحهم ، وكانت هذه الحملة من الشراسة والعنف إذا سرعان
ما يتعرض المواطن العربي بعد اعتقاله إلى شتى صنوف التعذيب وليس إمامه من وسيلة للنجاة الا الاعتراف بامتلاكه السلاح،حتى ان البعض منهم كان قد باع ما لديه من ممتلكات ليشترى بها قطعة سلاح من وراء الحدود ليسلمها للنظام ،وذلك من اجل تفادي التعذيب والسجن والخلاص من
أجهزة النظام البهلوي القمعي .
وحملة الاعتقالات المتواصلة التي تشنها أجهزة نظام ولاية الفقيه هذه الأيام والتي طالت العديد من أبناء شعبنا العربي الاهوازي ما هي الا امتدادا لتلك السياسية الإجرامية التي كان يمارسها نظام الشاه السابق ،ولكن بصيغ جديدة، منها الاتهام ” بالسلفية ” و” الوهابية ” و ” الانفصال ” أي العمل لفصل
عربستان – الاهواز عن ايران و” محاربة الله ” وغيرها من التهم التي لا أساس لها من الصحة الا في أذهان أجهزة امن نظام ولاية الفقيه.
وفي إطار هذا الحملة العدوانية صرح القائد السابق للحرس الثوري لمحافظة “خوزستان ” أي” اقليم الأهواز عربستان” اللواء حيدر
عباس زاده أثناء تسليم منصبه إلى قائد آخر من قادة الحرس قائلا : ” لقد تم خلال السنوات الثلاث الماضية وبمساعدة إفراد الحرس اعتقال1250 شخص من الجماعات الانفصالية في “خوزستان “،كما تمت مصادرة 15200 قطعة سلاح ،” مضيفا ان” البعض من هؤلاء والذي “يبلغ عددهم 36 شخص
يعملون بشكل جماعي ،إما الباقي فكانوا يعملون بشكل فردي ، وان 84 % ممن يقفون وراء إطلاق النار في خوزستان قد تم التعرف عليهم ” مما يعني ان حملة الاعتقالات مستمرة وليس لها حدود معينة .
كما تطرق عباس زاده إلى وضع السجون في إقليم الأهواز وخاصة سجني ” سبيدار وشيبان ” السيئان الصيت وقال” ” وان كان هذان السجنين يعدان من أكثر سجون البلاد صعوبة
،الا انه وبالتعاون مع قوات الحرس والبسيج “الحشد “والأجهزة القضائية تم إدارة هذا السجن بشكل جيد وبخاصة فيما يتعلق بالسيطرة على السجناء “وذلك في إشارة منه إلى التمرد والاحتجاجات التي شهدها هذان السجنان في31 مارس من هذا العام وذلك بسبب سوء المعاملة والمخاوف من
تفشي فيروس كرونا .
ويأتي الإعلان عن هذه الاعتقالات وتجريد المواطنين العرب من السلاح في وقت تصاعدت فيه عمليات تدمير بعض القرى العربية
الاهوازية بحجة قربها من بعض المعسكرات أو لصالح بناء المستوطنات من اجل جلب وإسكان المزيد من المهاجرين من داخل ايران بغية تغيير النسيج السكاني للشعب العربي الاهوازية والتي يتم تنفيذها منذ العهد الملكي
المستمرة بوتيرة أسرع في عهد نظام ولاية الفقيه ،ولعل آخر هذه القرى التي تم تدميرها هي قرية
” أبو الفضل ” أو قرية النخيلات من توابع مدينة الأهواز،حيث قامت ما تسمى “بمنظمة المستضعفين ” والتي ادعت ملكية أراضي هذه القرية تساندها قوات الأمن والحرس بتدمير بيوت هذه القرية على رؤوس سكانها ،ولم تكتف بذلك وحسب ، وإنما استخدموا الغاز المسيل للدموع ،كما أطلقوا
الرصاص الحي من بنادق الصيد على المحتجين السلميين من أبناءها فجرح العشرات وتم اعتقال عدد من أبناءها وذلك على مرآي ومسمع من وسائل الإعلام ، كما ان سكان قرية “أبو الفضل” التي تضم حوالي 300 نسمة يملكون وثائق تثبت ملكيتهم للأراضي ، الا ان مؤسسة ” المستضعفين” تجاهلت هذه الوثائق وامتنعت عن تقديم أي خدمات لسكان هذه القرية ومنها المياه التي كانت تروي مزارعهم وذلك تمهيدا لهدمها.
ان اعتقال أكثر من 1225مواطن عربي اهوازي عبر شتى السبل والحجج وتدمير قرى بكاملها على رؤوس أبناءها يعتبر عملا يتنافي
مع كل القيم والشرائع الدولية بما فيها المنشور العالمي لحقوق الإنسان ،من هنا فان المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان ،وخاصة تلك المنضوية تحت إطار هيئة الأمم المتحدة مطالبة بإدانة مثل هذه الأعمال الإجرامية الذي يقوم بها نظام ولاية الفقيه ضد المواطنين العرب الاهوازيين العزل .
جابر احمد